الثلاثاء 2015-09-01 23:32:25 نحاتون
التشكيلي أكسم السلوم: التشكيل السوري يجب أن يكون صناعة وطنية

يشبه التشكيلي أكسم السلوم علاقته بالرسم والنحت بعلاقة الجنين بأمه فمنها يستمد القدرة على الحياة منذ طفولته حيث بدأت مداركه الفنية تتفتح مع الرسم ومن ثم أخذ يكتشف النحت ومن وقتها وهو في حالة عمل يومي دائم بين الرسم والنحت المرتبطين لديه بالزمان والمكان واللذين لا ينفصلان عن بعضهما لديه فان يكون النحات ماهرا عليه أن يكون رساما جيدا.وعن علاقته بفني الرسم والنحت معا يقول التشكيلي السلوم في حديث لـ سانا الثقافية أنا في حالة عمل دائمة وأحضر حاليا لمعرض يضم أعمالا منوعة بين النحت والرسم معا مبينا أنه يعمل أيضا على مشروع بشكل جدي يتمثل بالبحث عن المواهب الفنية الشابة في الرسم والنحت والموسيقا ومساعدتها وتوجيهها وتشجيعها للوصول إلى الطريق الصحيح بما يستطيع تقديمه من مساعدة في هذا المجال.

ويعتمد السلوم في عمله النحتي على أغلب الخامات المستخدمة كالخشب والحجر والرخام والبرونز وغيرها ولكن الخشب هو الأقرب لروحه كما انه يقدم أعمالا بكل الأساليب الفنية كالواقعية والتعبيرية والتجريد مبينا أنه يخلق حوارا مع الخامة التي ينوي التعامل معها ليقوده هذا الحوار إلى الأسلوب الفني الأنسب لها للخروج منها بعمل فني إبداعي يحمل رسالته التي يريد إيصالها فالخامة شريكته في العمل الفني ولا يمكنه أن يقرر مصيرها وحده دون مساعدتها.

ويرى السلوم أن الأزمة التي نعيشها تركت آثارا سلبية على كل السوريين من جميع النواحي أما بالنسبة له كفنان فيقول وضعت نفسي في بوتقة الحرب الدائرة وتقمصت شخصية الجندي السوري المحارب دفاعا عن ارض وطنه فالجميع يجب أن يدافعوا عن هذا الوطن وهذه الأرض كل بادواته التي يحملها فالجندي يدافع بسلاحه والأديب والشاعر والإعلامي بقلمه والموسيقي بآلته الموسيقية وكذلك النحات والرسام بأدواته وألوانه.ازداد عمل التشكيلي السلوم خلال سنوات الأزمة وصار إنتاجه الفني أكبر في الرسم والنحت فهذه الأزمة أعطته دافعا قويا على الصعيد النفسي والعملي ليعمل أكثر ويقدم أعمالا بسوية فنية أعلى وبمسؤولية أكبر دون أي اكتراث بالمردود المادي المتواضع جراء ما يقدمه من أعمال فنية.

يلفت السلوم إلى أنه لم يكن في يوم من الأيام هناك سوق للعمل الفني لدينا مبينا أن ما حصل في سنوات ما قبل الأزمة أن بعض الصالات الفنية التي لم تكن كافية من حيث العدد أصلا لتسويق الإنتاج التشكيلي السوري الكبير أخذت ترفع أسعار الأعمال الفنية لبعض الفنانين متبعة أسلوب الانتقائية والمحسوبية والشللية والمصالح الفردية الضيقة الى جانب لهوج بعض الصالات وراء الكسب المادي دون أي اعتبارات أخرى مشيرا إلى وجود عدد قليل من الصالات الفنية الخاصة التي تعاملت مع الفن السوري باحترام وتتيح للفنان بيع أعماله بشكل محدود.

ويؤكد التشكيلي السلوم أن اتحاد التشكيليين بحاجة لإعادة النظر في دوره في رعاية وحماية التشكيليين السوريين وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم ليبدعوا وينتجوا أعمالا فنية أكثر إلى جانب ضرورة تفعيل دور وزارة الثقافة بشكل أكبر في رعاية الفنانين التشكيليين ودعمهم عبر فعاليات وأنشطة تتجاوز معرضي الربيع والخريف السنويين لافتا إلى أن على المجتمع السوري ككل أن يعي أهمية الفنون في حياتنا وجعلها من أولوياتنا لأن الفن حاجة وحياة وليس للتزيين في الصالونات المترفة فهو كالخبز يجب أن نربي اطفالنا عليه لنصنع مجتمعا متحضرا ومثقفا وراقيا وصولا لإقامة وزارة خاصة لكل نوع من أنواع الفنون.

يقول السلوم لا يوجد دور فعال للفعاليات الأهلية والقطاع الخاص في مجال دعم الفن التشكيلي السوري إلا في حالات فردية وقليلة وهذا ينبه إلى ضرورة تحويل الحركة التشكيلية السورية إلى صناعة وطنية كصناعة الدراما وتجاوز الفردية في دعم الفن التشكيلي لأغراض شخصية لتكون مشروعا وطنيا جماعيا يصب في المصلحة العامة.يعتبر السلوم أن كل أعماله الفنية سواء كانت لوحات أو أعمالا نحتية هي جزء من روحه تمثله كما يمثلها مبينا أن لديه عملا نحتيا له مكانة كبيرة في نفسه وهو موجود في قلب البحر في مدينة اللاذقية عند منتج الشاطئ الأزرق ويحتاج الوصول إليه السباحة أكثر من 150مترا ويمثل حورية البحر بالإضافة لعمل نحتي آخر في لبنان في متحف الهواء الطلق في عالية.

ويعيد النحات السلوم توجه معظم الفنانين الشباب نحو الحداثة في الفن بسبب تراكم المعلومات المحيطة بهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل الإعلامية التي تروج لهذه الأساليب الفنية وما يقدم عبرها من أعمال فنية مبينا أنه يجب على الفنان العمل الدائم والتجريب المستمر للوصول للقناعة الشخصية والبصمة الفنية الخاصة.

وحول الهوية الثقافية للتشكيل السوري يوضح السلوم أنه لا توجد هوية في الفن التشكيلي حسب الانتماء الثقافي والمكاني لأن الفن التشكيلي بحر من الإحساس يغوص فيه المشاهد كمن يبحث عن جوهرة فالإحساس ليس له هوية.

وختم السلوم بالتعبير عن تفاؤله بمستقبل التشكيل السوري قائلا إن الشعب السوري قادر على تجاوز كل الصعاب والوصول إلى المستقبل الأجمل الذي يليق بتاريخ سورية وحضارتها ومثقفيها ومبدعيها. والفنان أكسم السلوم من مواليد اللاذقية عام 1967 خريج كلية الفنون الجميلة قسم النحت عام 1992 عضو اتحاد التشكيليين السوريين أشرف وشارك في العديد من الملتقيات النحتية داخل سورية وله مشاركات في عدد من الملتقيات النحتية خارج سورية فاز بالجائزة الأولى في مسابقة النصب التذكاري للرئيس الخالد حافظ الاسد في طرطوس عام 1999 وقام بتنفيذه له أعمال نحتية نصبية عديدة موزعة في عدة محافظات سورية واعماله الفنية مقتناة داخل سورية وخارجها.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024