الجمعة 2015-08-21 21:51:25 الفن التشكيلي
التشكيل من وحي الأدب.. ملتقى التصوير الزيتي السادس بالسويداء

تنوعت الموضوعات الفنية التي طرحها الفنانون المشاركون في ملتقى التصوير الزيتي السادس “التشكيل من وحي الأدب” الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة السويداء منذ يوم الأحد الماضي بأساليب فنية مختلفة عكست أحاسيس وتجارب عديدة.1

الفنانة أسمى الحناوي ابنة محافظة السويداء رأت في الملتقى فرصة جيدة لتطوير خبراتها الفنية كونه يضم مجموعة فنانين يوحدهم الإبداع ولكن بأساليب وتقنيات مختلفة ميزت بينهم موضحة أنها استمدت أحد عمليها من فيلم أنشودة الجندي المأخوذ من الأدب السوفييتي ويحاكي في مجمله الأحداث المؤلمة التي تشهدها بلادنا حيث يجسد معاني الشهادة السامية ونبل الشهداء عبر ألوان تميل إلى العتمة بما يخدم موضوع اللوحة.

في حين اعتبر الفنان صفوان فرزات القادم من محافظة حماة أن المشاركة في الملتقى عملية لنشر الوعي الفني وبالتالي تآلف مع المشاهد ومع الذات والحياة مبديا تحفظه على عنوان الملتقى التشكيل من وحي الأدب كونه يحد من الرؤى والأفق الفنية للفنان ويبعده عن إحساسه ومشاهداته ولهذا عمد إلى استلهام عمليه مما أسماه أدب الحياة وهما يربطان بين حياة البشر والوجود المطلق والتساؤل والتراكمات التي يكون لها أثر خاص في أعماق الفنان الوجدانية بفلسفة وجودية.

ولفت فرزات إلى حرصه على وجود المرأة في معظم أعماله كونها أساس الوجود ورمز العطاء أما استخدامه للون الأصفر في عمليه الفنيين كونه لونا فضائيا فيعكس الفراغ الهائل المحيط بنا مؤكدا ضرورة وضع برنامج مدروس للملتقى وتشكيل لجنة متابعة وترك مساحة اختيار المواد للفنان.2

أما الفنان الدكتور سائد سلوم أستاذ التصوير في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق فعمد خلال عمليه الفنيين إلى الجمع بين المتناقضات بأسلوب تعبيري سريالي خلاق ليصور عبرهما الواقع المضحك المبكي الذي يضج بالموت والحياة في آن معا وتأرجح وجودية الإنسان بينهما بتفكير ما فوق الواقعي الحلمي مستخدما ألوانا ترابية تعكس عدمية المادة والإنسان الذي يخلق من التراب ليعود إليه محاولا الولوج إلى الناحية الحسية والقوى التعبيرية لحالات الإنسان خلال وجوده في واقع مؤلم وقدرته على البقاء في هذا الفناء.

بدوره تحدث الفنان سالم محمد الأحمد من محافظة الرقة عن إحدى لوحاته بأنها تعكس ارتباط الإنسان بالأمل مهما اشتد الظلام من حوله تاركا للمشاهد فسحة يترجم من خلالها اللوحة حسب تجاربه وثقافته بأسلوب تجريدي جميل يجسد انعكاسات وتراكمات الفنان الداخلية ليجرد في عمله الثاني الحروف ويوظفها بشكل غير مباشر بتركيبة وشكلانية رمزية تحاكي ليونة الحرف داعيا إلى ضرورة تزاوج المجتمع بالفن التشكيلي ليأخذ قيمته الحقيقية وتوفير الدعم والتشجيع اللازم للفنان للارتقاء بالتشكيل السوري.3

من جهته صور الفنان نبيه بلان في عمله الأول شخصية دون كيشوت للكاتب الإسباني الشهير سرفانتس كونها تجسد صراعا وهميا ناتجا عن تناقض الإنسان مع العالم من حوله ضد الشر المتنامي وقدرة الخير في التغلب على الشر وتعبر عن موقف الإنسان المثالي عندما يواجه واقعاً لا يرتضيه ولا يقبله ولا يملك حياله سوى إطلاق العنان لمخيلته كتعويض عن التغيير الذي يجب أن يحدثه فيه.

أما في عمله الثاني فأراد الفنان بلان أن يكرم الشهداء في لوحة مستوحاة من قصيدة الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة “بالأخضر كفناه” بأسلوب فني يقدس الشهادة والشهداء الذين يجسدون أسمى معاني التضحية والشجاعة.

يشار إلى أن ملتقى التصوير الزيتي السادس بالسويداء الذي يشارك فيه عشرة فنانين تشكيليين سيختتم فعالياته يوم غد.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024