تمسك السوريون بارضهم وحضارتهم، واعطوا العالم دروسا بذلك و ما نشاهده اليوم من حرب ضروس على سورية ليس الاول في تاريخها, ولن يكون الاخير وان كان هو الاشد والاعنف والاكثر غدرا وقسوة لانه يستخدم كل ادوات واساليب الغدر والفتك.‏

ومع ذلك فالسوريون متمسكون بارضهم، بوجودهم هناك على هذه البقعة الجغرافية المسماة سورية، اليوم نقف عند كتاب هام وجدير بان تعيد وزارة الثقافة السورية طباعته، ألا وهو كتاب: قصة الارض في سورية للاستاذ الباحث منير الشريف، صدر الكتاب ضمن سلسلة الثقافة الشعبية التي كانت تصدرها وزارة الثقافة السورية عام 1961م الكتاب صحيح انه صغير بحجمه الذي لايتجاوز ال120صفحة من القطع المتوسط لكنه، على غاية من الاهمية، بما يقدمه من معلومات وارقام ومعطيات، ويفضح سياسات الاقطاع في سورية، وقبلهم الاحتلال الفرنسي وما فعله بسورية, من نهب لثرواتها وخيراتها.‏

يبدأ الكتاب بسرد حال السوريين مع جميع انواع الاحتلالات التي مرت عليه منذ العهود الغابرة، ايام اليونانيين والرومان والبيزنطيين، فقد دفع السوريون اثمانا باهظة لهذه الامبراطوريات، لاسيما انهم فرضوا المكوس الجمركية على كل ما يدخل الى سورية ويخرج منها، وفرضوا الضرائب على المناجم في سورية، فلايمكن لاحد ان يستثمرها الا بعد ان يدفع الضريبة.‏

ومن ثم يتحدث حسب التسلسل الزمني عن الارض في سورية مرورا بالعهود التي مرت بها، في الفصل الخامس يقف عند الارض والضريبة في العهد التركي العثماني، وما فرضه العثمانيون من ضرائب ادى الى ان تؤول الاراضي كلها الى اصحاب النفوذ والسلطان والمقربين، منه وكانت الكوارث،‏

والامر ليس باحسن منه، ويفرد المؤلف فصلا هاما للحديث عن سياسات الافقار التي مارستها فرنسا بحق السوريين، ويقدم ارقاما واحصاءات مقارنة تبين حجم الاذى الذي ألحقه الفرنسيون بسورية وجودا وحضارة وقوة اقتصادية.‏