السبت 2015-08-01 19:13:28 أدبيات
الشاعر الراحل محمد ابراهيم حمدان ركن ثقافي سوري جمع الأصالة والمعاصرة

لم يتحمل قلب الشاعر محمد ابراهيم حمدان ما تتعرض له بلاده على مدى أربع سنوات وبعد أن استشهد ابنه وهو يدافع عن حمى سورية بوجه الإرهاب غيبه الموت الخميس الماضي اثر نوبة قلبية.

ورأى عدد من الأدباء والمثقفين في رحيل الشاعر حمدان الذي كان رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس خسارة كبيرة نظرا للقيمة الأدبية لدى الشاعر الراحل ووطنيته العالية التي تجلت في قصائده التي تحدى بها الموءامرة على سورية وعبر الفعاليات التي كان ينظمها فرع اتحاد الكتاب في طرطوس.

وعن رأيه بالشاعر محمد ابراهيم حمدان قال وزير الثقافة عصام خليل كان الشاعر الراحل ركنا ثقافيا سوريا مهما إذ انه أدى مهمته في اتحاد الكتاب العرب بشكل يليق بالثقافة السورية وكان صاحب سلوك محبب إلى الزملاء والمثقفين ناهيك عن أنه شاعر يمتلك ناصية الشطرين فعبر خلال شعره عن كثير من هموم سورية الوطنية والاجتماعية ولا سيما في الآونة الأخيرة ابان الحرب الإرهابية عليها.

وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة فقدت الأسرة الأدبية اليوم واحدا من أهم ادباء سورية وباحثيها لذلك كانت خسارتنا كبيرة.

وأضاف جمعة أن الراحل حمدان كان يشكل قامة شعرية ويعد من الأدباء المهمين الذين يعتمد عليهم حين تحتاج اليهم ورحيله فقد كبير في الأسرة الأدبية لانه كان يتمتع بديباجة شعرية تذكرنا بديباجة الشعراء القدامى.

وقالت الشاعرة ليندا ابراهيم مدير مديرية الثقافة بطرطوس أن الراحل حمدان كان كتلة من الوفاء والاخلاص والطيبة والنقاء وكان محبوبا وذا سيرة عطرة انسانية وابداعية وادبية وكان يحب الكلمة والصورة الشعرية والبحر التقليدي لكنه بالوقت نفسه يكتب الصورة الشعرية الجامحة ضمن السياق التقليدي.

وأضافت ابراهيم أن الشاعر حمدان عالم من السلام الداخلي كان ينشره علينا جميعا برغم ظروفه الصعبة الا انه كان يبحث عن نقطة للفرح لينفذ منها الينا.

في حين رأى الدكتور نزار بني المرجة رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي أن الشاعر حمدان كان حالة ثقافية مهمة نظرا لامتلاكه أسلوب الكتابة الذي يجمع بين الاصالة والمعاصرة ويطرح قضايا الناس بشكل عفوي صادق ومحبب لذائقة المتلقي اضافة إلى حسه الوطني الذي تميز برصده للاحداث في سورية ومحاولة النيل منها فكان مقاوما عنيفا في وجه تلك المؤامرة .

الشاعرة هيلانة عطا الله عضو اتحاد الكتاب العرب قالت لقد كان الشاعر محمد ابراهيم حمدان متألما قبل رحيله بعد ان حل بوطنه وجع والم فهو الذي كان عاشقا ماهرا لوطنه فكان يكتبه بنقاء ويترجم ما يدور فيه بكل تفاصيله.

وبينت تنوع مواضيعه الشعرية فكتب للحب والمجتمع والحلم ومثلنا في مدينة طرطوس أجمل تمثيل حيث رحل وترك لنا مجموعاته الست لتسكن معه التاريخ وليبقى في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال القادمة.

الشاعرة والاعلامية هويدا مصطفى رأت ان الشاعر حمدان هو قامة من قامات الادب والشعر في محافظة طرطوس فقد تميز بقصائده الوجدانية التي التزمت بالاصالة وطرحت الحالات الاجتماعية والانسانية بروءى ادبية واضحة تحمل شاعريته وانسانيته وتعكس تربيته الثقافية التي تحمل البحر والطبيعة والجمال والصدق لقد عاش فقيرا ومات فقيرا لكنه ظل غنيا بفكره وعطائه ومحبته للجميع وكان مثالا للأخلاق والادب متسامحا معطاء غيورا على وطنه
واصدقائه ومحبيه ومن خلال مشاركتي معه بامسيات عديدة اعتبره كما يعتبره الجميع قدوة للإنسان الشاعر الذي يمتلك كل جميل ومن خلال ترؤسه لفرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس فتح المجال للكثيرين من الموهوبين وشجع الشباب لذلك سيترك اثرا إنسانيا لايمكن أن يزول.

بدوره أشار الأديب فؤاد حسن إلى أن رحيل الشاعر محمد ابراهيم حمدان شكل خسارة لا تعوض للاسرة الادبية فكان مثالا للأخلاق العالية والصفات الحميدة لافتا إلى أن له العديد من النشاطات الثقافية داخل طرطوس وخارجها حيث كان يحمل همومه بين جناحيه ليجسد هموم الاخرين واوجاعهم اضافة الى حضوره الثقافي والشعري الكبيرين الذي جسدهما من خلال مجموعاته الشعرية التي تنوعت قصائدها فيها ما بين الوجداني والغزلي والكلاسيكي.

يشار إلى أن محمد إبراهيم حمدان من مواليد مدينة الدريكيش بمحافظة طرطوس عام 1943عمل في مجال التدريس لسنوات عديدة له ست مجموعات شعرية وهي البركان و دموع الياسمين و أوراق لا تموت و في ظلال العرين و أحبك أولا وأخيرا و للصمت عنوان آخر وحصل على جوائز نقابة المعلمين و/مهرجان ادلب والرقة وغيرها.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024