الجمعة 2015-05-22 11:20:27 كــتب
فن الأدب.. الكاشــف للقيــم الثابتــة في الإنســـان

يُعدُّ الأديب توفيق الحكيم أن الأدب هو «الكاشف الحافظ للقيم الثابتة في الإنسان والأمة» وفي الوقت نفسه يُعدُّ الأدب هو الحامل الناقل لمفاتيح الوعي في شخصية الأمة والإنسان, وهذا يعني أن الإنسان هو الشخصية التي تتصل فيها حلقات الماضي والحاضر والمستقبل.

ويرى توفيق أن الفن هو المطية الحية القوية التي تحمل الأدب خلال الزمان والمكان...‏

وفي رأيه أن الأدب من غير فن يعني رسول من غير جواد في رحلة الخلود..كذلك يرى أن الفن من دون أدب مطية سائبة, من غير محل ولاهدف, لذلك كان همّ توفيق أن يجمع بين (الرسول) و(جواده) لهذا كله يرى توفيق الحكيم أن الأدب مع الفن.. والفن مع الأدب, لذا سمّى كتابه هذا «فن الأدب»‏‏

«فن الأدب» كتاب صدر عام 1952 للأديب الكبير توفيق الحكيم, واتحاد الكتاب العرب بدمشق أعاد طباعته اليوم وذلك للجيل الجديد وللطلاب الذين لم تتح لهم قراءة هذا الكتاب فكان من تقديم:مالك صقور واختيار: رضوان قضماني.‏‏

يتضمن الكتاب ستة أبواب الأول: الأدب ويداه, الثاني: الأدب العربي وتجدده, الثالث: الأدب والفن, الرابع: الأدب والدين الخامس: الأدب والعلم, السادس: الأدب والحضارة‏‏

يقول الأديب مالك صقور في مقدمته:إن الأدب عند توفيق له يدان.. يمناه: الخلق الذي ينتج ويبتكر, ويسراه: النقد الذي ينظم ويفسر.‏‏

فالأولى أي الخلق يقول: الخلق ليس معناه أن تخرج من العدم وجوداً بل هو أن تنفخ روحاً في مادة موجودة. ويعتمد الحكيم في رأيه هذا على موضوع من أهم موضوعات الأدب المقارن, من دون أن يذكر ذلك, وهو أن أغلب (آيات الفن) موجودة, وموضوعاتها منقولة من موضوعات سابقة, ويسوق أمثلة على موليير وراسين وسوفوكل, والذين أخذوا موضوعاتهم من (هوميروس)‏‏

أما الثانية: فيعد النقد الحكم الفاصل, والميزان الدقيق, وإن كان (النقد) هو حكم وميزان, فلا بد له إذن من دستور وقانون.‏‏

وكما هو الحال عند ميخائيل نعيمة في الغربال بالنسبة لمواصفات الناقد, فإن للناقد عند توفيق مواصفات... يقول: للناقد صفات يجب أن تتوافر فيه, أهمها: أن يكون كفقيه القانون, بحر عميق الاطلاع في الأدب الذي يدرسه, والآداب الأخرى القائمة - ماضيها وحاضرها, حتى يتيسر له التقدير للقيم, والموازنة بين الأنواع والتشريع للمذاهب, وأن يكون واسع الأفق, ليفهم كل الأغراض, قوي المعدة, ليهضم كل الألوان.‏‏

في الباب الثاني يتناول الحكيم (الأدب العربي وتجدده) حيث يعود إلى البدايات فيذكر بالفنون في عصور غابرة(مصر القديمة - الهند - الرومان) ويعرج على الأدب الجاهلي (امرؤ القيس ولبيد) مقارناً بين لغة الصحراء وبين لغة العمران.‏‏

ويتابع تطور الأدب العربي وتجدده, وكيف هضمت الحضارة الإسلامية ماسبق من حضارات وكيف ازدهرت الفنون المعاصرة في حينها.‏‏

ويتوقف عند الجاحظ الذي يعد الأستاذ المباشر لأكثر رجال القلم في الأدب المعاصر كونه رفع علم التجديد, وعلّم الكتاب أن الأسلوب أداة للتعبير القويم عن النفس والفكر, وفي الوقت نفسه يُعد الجاحظ هو أول رسام في هجائه وهذا ما أطلق عليه فيما بعد في الرسم (الكاريكاتور).‏‏

ويعد الحكيم أن الدين والأدب في الباب الرابع أن كلاهما يضيء من مشكاة واحدة, هذه المشكاة هي التي تضيء درب الفنان, ورجل الدين, وأن مصدر الجمال في الفن هو ذلك الشعور بالسمو الذي يغمر نفس الإنسان عند اتصاله بالأثر الفني, إذ لابد للفن أن يكون مثل الدين قائماً على الأخلاق

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024