الخميس 2015-05-14 23:28:36 الفن التشكيلي
الفنان التشكيلي نذير اسماعيل.. أعمالي شهادتي على الزمن الذي أعيش فيه

تحدث الفنان التشكيلي نذير اسماعيل المولود في دمشق عام 1948 عن بداياته الفنية وجوانب من مسيرة حياته الابداعية في ندوة حوارية أقامها اتحاد الفنانين التشكيليين في صالة الرواق بالعفيف وسط حضور نخبوي متخصص في مجال الفن التشكيلي.

وأوضح الفنان اسماعيل في الندوة التي ادارها الصحفي اكثم طلاع ان بداياته التشكيلية كانت مع الفنان الراحل فاتح المدرس الذي قدم له آنذاك مجموعة من النصائح كانت أهم النقاط المضيئة في حياته إضافة إلى إقامته في بيروت لمدة سبع سنوات أتاحت له في بداية الستينيات الاطلاع على النشاط التشكيلي هناك إذ كان في بيروت 22 صالة عرض في الوقت الذي كانت تفتقر فيه دمشق لمثل هذه الصالات فكان أول معرض أقامه في بيروت بغاليري /ون/ للفنان يوسف الخال واول مرة عرض في دمشق عام 1966.

وبين اسماعيل انه بالرغم من أنه أقام خمسين معرضا شخصيا في دول مختلفة من العالم إلا أنه لايزال يعتبر نفسه في طور التجريب حتى الآن موضحا أن أعماله هي سجل لتجارب فاشلة تمثل حافزا لعمل شيء مختلف في كل يوم إذ يرى الفن كعمل مواز للواقع فقيمة عمل الفنان أنه شاهد على الزمن الذي عاش فيه أعمالي هي شهادتي على الزمن الذي أعيش فيه.

وفي رده على أسئلة الحضور قال الفنان اسماعيل إن الوجه هو موضوعه الاساسي وربما يعود اهتمامه بالوجوه الى أنه لم يعرف أباه إلا من خلال صورة له كونه عاش يتيما وأن تراكم هذه المشاعر جعله يتوجه إلى رسم الوجوه الصامتة موضحا أنه يرسم الناس الذين يشبهونه ويرسم الانسان دون تحديد ما اذا كان رجلا أو مرأة.

وخلص إلى القول أن الفنان عندما يرسم فهو يمارس حريته وهو مدعو للحفاظ على هذه الحرية لكي يستمتع بما يعمله ويقدمه للآخرين.1

وأكد فنانون من الحضور أن نذير اسماعيل فنان مجد وخلاق في العمل وهو باحث دائم في التقنية حيث استخدم طرقا غير تقليدية في التلوين بعد أن أوجد بدائل من خلال تصنيع المواد والأدوات اللازمة لانجاز اللوحة ماجعل اضافاته التقنية تدخل في عملية الابداع لديه.

وقال الفنان التشكيلي أنور رحبي لـ سانا إن الفنان اسماعيل هو أحد الاسماء الحاضرة في المشهد التشكيلي السوري وهذا الحضور ينتمي إلى تاريخه الفني وفي الندوة سبر لأغوار تجربته والتأكيد على ملامح هذه التجربة من خلال ما يريد أن يقوله وهناك شق نقدي يتعلق بتجربته والوقوف عند عدة نقاط في مسيرته الابداعية.

وأضاف أن اسماعيل أسهم في صناعة الفكرة البصرية باللوحة وهو يعمل على تجميع الأفكار وبالتالي يبلور هذه الملامح ويؤكد على بعض الخطوط ففي أعماله الكثير من الغرافيك إضافة إلى الملونات والأحبار التي يقوم بصناعتها فلا تأتيه الألوان معلبة فهو استعاري لكن هذه الاستعارة يقومها لصالح عمله وبالتالي يجيد خياطة المنسوج الخطي أو اللوني بأشكال تتوافق وجملة العناصر التي يعمل من خلالها.

وتابع الرحبي أن اسماعيل يعمل على حس ذاتي من خلال مخزون الذاكرة عنده حيث يخزن كثيرا من العناصر أو الملامح الموجودة في الحياة ويجيد توضعها في العمل لذلك نجد في اللوحة الواحدة أكثر من عشرة أشخاص لكن كل شخص له حالة تعبير أو استقراء لما يراه من خلال مجموعة الأشكال البشرية وهو يتمتع بشيء مختلف عن الفنانين الآخرين فيرسم كما يتكلم أي أن رسومه تشبهه بحيث يقدم نفسه أكثر صدقا وأكثر قيمة في التناول وعندما يقدم عملا لا يقدمه بطريقة بانورامية تبرز عضلات الفنان بل يقدم استقراء ذاتيا لحالة استطاع أن يقدمها في فهرسه الفني.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024