الخميس 2015-05-14 02:51:23 أدبيات
شعراء وقاصون يحيكون إبداعهم في نشاط أدبي بفرع دمشق لاتحاد الكتاب

تقاسم الشعر والقصة النشاط الأدبي الذي أقامه فرع اتحاد الكتاب العرب في دمشق بالأمس حيث قدم الشاعران خالد أبو خالد ومحمد حديفي والقاصون باسم عبدو ورياض طبرا ومالك صقور نصوصا عبرت بمجملها عن حب دمشق ووصفها كرمز وطني وإنساني إضافة إلى قضايا اجتماعية وإنسانية في مستويات متباينة من الأدب الرفيع والمتألق.

وتناول مالك صقور في قصته التي ألقاها بعنوان “الطعم والسنارة” حكاية زوجة سورية ضربت مثلا حيا في الإيمان الحقيقي بوطنها فكانت مربية فاضلة تعي دورها التربوي والتعليمي في بناء الأجيال نبهتها فطرتها إلى الخطر المحدق الذي بدأ من التحول السلوكي والفكري لزوجها والذي قاده إلى الانزلاق والتورط في سفك دماء أخوته وأبناء وطنه فعاشت صراعا داخليا مريرا إلا أن الروح المؤمنة وصوت الحق انتصر في داخلها واستطاعت التغلب على مخاوفها وأبصرت الطريق في عدم تسترها على من يسعون لدمار وخراب الإنسان والوطن.3

وعبر تنامي الأحداث الدرامية لقصة صقور جاءت تلابيب الصراع المتصاعد والمتفاعل مع البوح النفسي للشخصيات والمتناغمة مع العاطفة التي اكتست جسد القصة تبث الدفء والحراك الدرامي في خطفات متسارعة تتلاءم مع البنية الفنية للقصة القصيرة التي تعتمد على الحدث.

وخلال قصته التي جاءت بعنوان “كان ما كان” جسد رياض طبرا حالة إنسانية واجتماعية تجلت في معرفة العمة وابن الأخ لبعضهما بعد غياب طويل من خلال العاطفة التي دفعت ابن الأخ لمساعدة عمته دون أن يعرفها بعد أن مضى على بعادهما زمن طويل نتيجة ما عانته العمة من زوجة أخيها حيث تمكن الكاتب من سبك الحوار وتحريك الشخصيات وتفعيل الحدث ليصل في النتيجة إلى خلاصة مفادها الحب والتسامح.

إلا أن القاص باسم عبدو في قصته “البراعم وحبات التوت” رفع مستوى اللغة الشعرية التي طغت على أحداث القصة دون أن تمس الجانب الفني محاولا أن يظهر الفلاح بشكل حضاري لائق على أنه مثقف فتعلق به ابنه الشاب وظل يتكلم عنه وعن حبه للأرض والأشجار والمواسم لافتا إلى كفاحه وصبره برغم ما أصاب مواسمه من أضرار ليدل على عظمة الفلاح وصبره وتمسكه بالقيم.2

وألقى الشاعر خالد أبو خالد قصيدة بعنوان “من كتاب الشام” أظهر فيها كثيرا من تلك الجوانب الجميلة في دمشق ومدى أهميتها في الوطن العربي بأسره لأنها مدينة الجمال والمحبة والأمان وهي التي لا يمكن ان تزول لأنها عنوان الحضارة والبهاء وفق أسلوب حديث اعتمد الموسيقا الشفافة التي دلت على عاطفة جياشة كقول: “يا حمام الشآم الذي لا ينام .. يا حمام البيوت التي لا تموت شفق .. أو غسق .. سوف تأتي الغيوم بأمطارها حين .. تأتي مواعيدها سوسنا أو حبق”.

أما الشاعر محمد حديفي فألقى قصيدة بعنوان “دمشق وشرفتها المشرعة” بين فيها انه مهما حاول الحاقدون والمتآمرون على سورية أن يمعنوا في قتلهم وظلمهم فإن دمشق سترد على الحقد بالحب ويبقى ياسمينها جميلا وصباحها مشرقا وطيورها تغرد بأمان معتمدا أسلوبا حديثا يتلاءم مع الأذواق الشعرية المختلفة فقال.. “المولود في العتم سفاحا .. بكهوف نسيتها الريح سهوا .. من زمان الجاهلية ارم ما شئت من الحقد فإني .. افتتح الشرفة للصبح لكي تأتي طيور… اسكرتها ضمة من ياسمين عتقته الشام خمرا .. بمسام المزهر”.

توفرت في الأمسية مختلف أنواع القصة محافظة على تقنياتها وروعة أدائها ومواضيعها فشملت الاساليب القصصية المختلفة وأنواعها إضافة إلى نمطين من الشعر الحديث اللذين قدما تفاعلا واقعيا مع النزعة الأخلاقية للإنسان العربي الذي يرفض الذل والمهانة.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024