الأربعاء 2015-03-25 08:28:14 مســرح
نور العيون تفتتح عروضها على خشبة مسرح العمال

حكاية شيقة يرويها المخرج سهيل العقلة في عرضه الجديد “نور العيون” عن نص للكاتب والناقد جوان جان الذي أعده بدوره عن نص بالاسم نفسه للتركي خلدون الطائر ليكون الجمهور أمام ملحمة شعبية بطلها كل من الصديقين نور ورامي الشابين اللذين يبزغان في مدينة دمشق عشرينيات القرن الفائت مع احتلال القوات الفرنسية بقيادة الجنرال غورو لها بعد إنذاره الشهير واستشهاد البطل يوسف العظمة على تراب ميسلون ومن معه من رفاق السلاح دفاعاً عن الوطن وكرامة أبنائه. تأخذنا “نور العيون” إلى سرد حياة كل من رامي الذي ينتمي إلى البرجوازيين التجار المتحالفين مع المستعمر وشبكات الفساد التي يديرها على حساب سرقة جهد صديقه “نور” والتغرير للإيقاع به في كل مرة يصعد رفيق عمره على سلم المجد الزائف الذي يعتلي درجاته على حساب جهد صديقه دون أن يكون هناك أي رادع أخلاقي أو ديني أو وطني يحد من نزعة السلطة والرغبة بالسيطرة والاستحواذ على المناصب والجاه. ت1حيلنا المسرحية أيضاً على عهد الانتداب الفرنسي ووعد بلفور المشؤوم ونكبة فلسطين وتقسيمها بقرار من الأمم المتحدة لنطل عبر العرض على مستويين من الأحداث أرادها كل من كاتب ومخرج “نور العيون” بمثابة مرافعة علنية عن الإنسان المقهور والمستضعف الذي يجسده في العرض الشاب “نور” مضحياً بحياته بعد أن استشهد أبيه مع البطل يوسف العظمة في حين أن طبقة المتسلقين يقودها رامي وأبيه الهارب من المعركة تتنعم بخيرات الوطن ومكتسباته على حساب قوت الناس وعبر ابتزازهم وسرقة أجورهم. اعتمد العرض الذي سبق أن حققه المخرج عجاج سليم للمسرح القومي عام 2001 على قطع ديكور بسيطة جنباً إلى جنب مع إضاءة توزعت فضاء خشبة مسرح العمال عبر فواصل موسيقية قطع عبرها المخرج لوحاته المتعددة مما زاد في إطالة الزمن وأضعف من إيقاع العرض فيما برز أداء الممثلين على الخشبة بشكل لافت معيداً مجد مسرح المنظمات الشعبية ودور هذا المسرح في استقطاب شرائح مختلفة ومتنوعة من الجمهور. وتعتبر مسرحية “نور العيون” من المسرحيات التي تعول على النقد الكوميدي اللاذع مكرسة السخرية من الفساد والفاسدين في عالم يصعد فيه أصحاب أشباه المواهب على حساب أترابهم من أصحاب الكفاءات والخبرة والحس الوطني الصافي لتكون “نور العيون” بإسقاطاتها الذكية عبارة عن توطئة لخطاب مسرحي يسهم في تكريس المسرح كظاهرة اجتماعية تسهم في حياة الناس وتنقل أصواتهم وهواجسهم بعيداً عن أوهام العقل وصرعات المسرح العالمي. يذكر أن العرض الذي يقدم ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الذي يقيمه اتحاد عمال دمشق مستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري على مسرح العمال بدمشق والدعوة عامة.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024