الثلاثاء 2015-02-24 17:39:06 كــتب
الأمانة السورية للتنمية تطلق كتاب التراث الثقافي اللامادي وموقع الكتروني تفاعلي في مؤتمر صحفي

 سيريانديز- براء الأحمد
بتعاون كل من وزارة الثقافة واللجنة الوطنية لليونسكو، والأمانة السورية للتنمية (المحكم الدولي في اليونسكو)، أطلقت الأمانة السورية للتنمية بصفتها محكما دوليا في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو”
كتاب "التراث الثقافي اللامادي السوري – المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية "، والموقع الإلكتروني الخاص بحصر عنصر ثقافي لامادي ، في المؤتمر الصحفي الذي أقامته  اليوم وضم ممثلين عن كل الجهات المعنية وبحضور إعلامي مميز.

الدكتور طلال معلا المشرف على المشروع تحدث لسيريانديز عن سبب اختيار الأمانة السورية للتنمية كمحكم دولي لليونسكو فقال: يتم اختيار لجان التقييم وفق شروط معينة وقد فازت الأمانة السورية للتنمية كمحكم دولي من
أصل 53منظمة غير حكومية وكانت قد رشحت لنيل هذا اللقب، ومن خلا ل التقارير والاستشارات التي قدمتها الأمانة العامة لليونسكو خلال الأعوام الماضية وعملها على المستوى الوطني كان لها الحظ الوفير في أن تكون في هيئة التحكيم من خلال 12 محكم دولي يقيمون التراث الثقافي الإنساني الذي سيحل على القائمة التنفيذية في اليونسكو.
وعن انعكاس ذلك على المستوى الإقليمي والوطني يضيف د. معلا أن هذا الفوز هو تأكيد على هوية سورية، وعلى مكانتها الحضارية بين المجتمعات الإنسانية، في ظل الصراع والهجمة على سورية كتراث وحضارة بشكل عام وقال إنها ستلعب دورا مهما في هذه اللجنة وفي تقييم التراث الثقافي المرشح للتسجيل.

وبدوره تحدث لنا الدكتور مأمون عبد الكريم – المدير العام للآثار والمتاحف عن دور وزارة الثقافة في هذا المشروع وأهمية اطلاقه اليوم، حيث أشار إلى الضرر الكبير الذي لحق للمواقع الأثرية ونوه الى وجود الكثير من العناصر الثقافية والتي ترتبط بالتراث اللامادي والتي تعرضت للأذى أثناء الأزمة وتحتاج لمن يحصيها ويسجلها.
ويضيف د. عبد الكريم : نحن وقعنا اتفاقية 2003 لليونسكو حول حصر تلك العناصر الثقافية وذلك وفق المعايير العالمية ، وأعتقد أنها ستكون باكورة الأعمال العلمية التوثيقية من خلال النشاطات بين وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية ، ونحن مقتنعون بأنه لدينا تراثا غنيا كما هو التراث المادي وكما هي سورية غنية بالتراث المادي عالميا فهي أيضا غنية بالتراث الثقافي اللامادي ، ويؤكد د.عبد الكريم بأننا اليوم بحاجة إلى منهجيات علمية وضوابط وقواعد معمول بها عالميا وإلى أن نكون جزءا بالمنظومة العالمية في قضية توثيق التراث المادي بما يحمي حقوقنا كشعب سوري وثقافتنا التي نعتز بها.
-وعن أهمية اصدار كتاب التراث الثقافي اللامادي قال د. نضال حسن الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو في تصريحه أنه عمل كبير وجهد مميز قامت به الأمانة السورية للتنمية بالتعاون والتنسيق مع مديرية الآثار والمتاحف حيث استطاعت توثيق 38عنصرا من عناصر التراث لتقديمها للمجتمع الوطني بالدرجة الأولى ولتعريف العالم بها وهذا الموروث الكبير المادي و اللا مادي للجمهورية السورية يقتضي بذل الكثير من الجهود من أجل صون وتقديم الرسالة الإنسانية المتبقية
أهمية هذا التراث
وفي المؤتمر الصحفي كان قد
أشار المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم في كلمته إلى أن المشروع عمل على حصر مئة عنصر من التراث الثقافي اللامادي السوري موزعة على الممارسات والطقوس والاحتفالات وكذلك فنون وتقاليد أداء العروض والتقاليد وأشكال التعبير الشفهي إضافة إلى المعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون.

وأكد عل أن المشروع يهدف لإبراز أهمية هذا التراث كمادة أولية للتنوع والغنى الثقافي الوطني وارتباطه العضوي بالتراث المادي الثقافي والطبيعي واستدراكا لكل ما يطاله من أض3رار وأخطار وزوال وتزوير بما يشكل أساسا لخلق بنية وطنية تعمل على حماية وصون وتفعيل التراث الثقافي اللامادي.
صون التراث السوري
بدوره أكد معاون وزير التربية الدكتور فرح المطلق أن انضمام سورية إلى التوقيع على الاتفاقية الخاصة بحماية التراث الثقافي السوري اللامادي هو تأكيد قوي على إيمانها بأهمية التراث الثقافي بوصفة بوتقة للتنوع وعاملا بضمن التنمية المستدامة.

وأشار المطلق إلى الترابط بين التراث الثقافي غير المادي والتراث المادي الثقافي والطبيعي لافتا إلى أن المشروع يهدف إلى صون التراث السوري وتعزيز الوعي وخاصة لدى الأجيال الناشئة بأهميته وأهمية حمايته ولا سيما تلك الروائع الخاصة بالتراث الشفوي غير المادي للتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات بها من آلات وقطع ومصنوعات.

وأكد معاون وزير التربية أن سورية تؤكد على الدوام احترام التنوع الثقافي لدى البشرية والتراث الثقافي الإنساني وتحرص كل الحرص على ما لديها مشيرا إلى أن هذه المبادرة هي خير دليل على هذا الاحترام للإرث البشري.

ولفت المطلق إلى أن وزارة التربية تسعى إلى الاهتمام بهذا التراث اللامادي عبر النصوص الموجودة في المناهج المدرسية والتي تشير إلى أهمية الآثار ومكانة التراث الثقافي اللامادي السوري والإنساني وخاصة في التربية الموسيقية واللغة العربية والاجتماعية مشيرا إلى أن الوزارة خصصت معهدا للتربية الفنية التشغيلية والتطبيقية لبيان أهمية هذه المهارات المرتبطة بالتراث وتقديم منتجاتها للأسواق العامة والسياحية.

وأكد المطلق التزام سورية باتخاذ التدابير لضمان وصون التراث اللامادي من خلال تضافر جهود جميع أبنائها ومؤسساتها المختلفة والدول الصديقة الحريصة على التراث في وجه اعداء الإنسانية

خطوة لتوثيق وحفظ التراث الإنساني
وعن دور منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو في المشروع تحدث نضال حسن الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو مشيرا إلى أن المنظمة تعد مشروع حصر التراث اللامادي خطوة أساسية لتطبيق الاستراتيجية الوطنية لتوثيق وحفظ التراث الإنساني القيم والفريد فضلا عن ضمان انتقاله بين الأجيال

وتحدث حسن عن الاتفاقيات والعهود الدولية التي قامت منظمة اليونيسكو بإبرامها والتي كان من بينها الاتفاقية الخاصة بحماية التراث الثقافي غير المادي عبر تشجيع السكان المحليين على اتخاذ إجراءات لحماية هذا التراث والمحافظة عليه وصونه والإسهام في إثراء التنوع الحضاري

وأكد أن منظمة اليونيسكو حددت الإطار الخاص بالتعامل بينها وبين المنظمات غير الحكومية بحيث يكون مبسطا لمشاركتهم في تنفيذ البرامج ضمن إطار اختصاصهم لافتا إلى اتخاذ تدابير ومبادرات ترمي إلى ضمان تنفيذها بصورة ملائمة وتوسيع نطاق الشراكة لتمكين المنظمات الحكومية من القيام بدور أكثر فعالية في تنفيذ أنشطة اليونيسكو

تحديد مفهوم التراث الثقافي اللامادي
من جهته أشار الدكتور طلال معلا المشرف على المشروع في كلمته إلى أن التراث غير المادي هو تراث حي بالأساس بمختلف جوانبه الروحية المحركة للأفكار التي تتداولها الأجيال والتي وصلت إلينا ونسعى للحفاظ عليها كجزء من المكون الانتمائي لهوية تميزنا وتميز تنوعنا الثقافي.

وأشار إلى سعي اليونيسكو لتحديد مفهوم التراث الثقافي اللامادي بين الشعوب وصولا لتبني اتفاقية بين الدول الأطراف لصون هذا التراث بروح من التعاون والمساعدة باعتباره المصدر الرئيسي للتنوع الثقافي

وأكد أن الأمانة السورية للتنمية انطلاقا من أهدافها في مجال التنمية المجتمعية ودعم وصون التراث الثقافي اللامادي وتشجيع وتمكين الشباب في مجالات العمل التطوعي وعبر برامجها الخاصة طورت أهدافها لتشمل على الصعيد الوطني توثيق التراث الثقافي اللامادي لتحقيق التنمية المستدامة بالاتفاق مع جهات رسمية ومجتمعية و مع جهات وجمعيات لنشر الوعي بهذا التراث

ولفت معلا إلى أن عمل الأمانة السورية للتنمية سيكون في إطار الاتفاقية التي وقعت عليها سورية مع اليونيسكو لصون التراث الثقافي مشيرا إلى أنها عملت بالتعاون مع الجهات الأساسية والمجتمع المحلي وعدد من الجمعيات على حصر 100 عنصر من التراث الثقافي غير المادي وقامت بجمع 38 عنصرا في الجزء الاول من الكتاب كما قامت بوضع محتوى 100 عنصر في موقع تفاعلي

وبين معلا أن وحدة دعم وتطوير التراث الثقافي انجزت هذه المرحلة من المشروع بتضافر جهود مجموعة كبيرة من المختصين والمهتمين وبتكامل العمل الحكومي والمؤسسات المجتمعية من خلال الفرق العاملة فيها ودأب مجموعة البرمجة الالكترونية في مديرية التقانة بالمديرية العامة للآثار والمتاحف والجمعية السورية للثقافة والمعرف

ولفت إلى أن الكتاب يقدم تعريفا للعنصر التراثي اللامادي وفقا لأصحابه والجماعة المعنية ووصفه المختصر وخصائصه وحالته وقابليته للاستدامة والمخاطر التي يتعرض لها واجراءات الصون المتخذة.

ويقع الكتاب في 320 صفحة من القطع الكبير ويتضمن اشكالا مختلفة للتراث اللامادي السوري مرفقة بصور وشهادات من القائمين على عناصر هذا التراث.

ومن أبرز ما تضمنه الكتاب تعريف بصناعة صابون الغار والزيوت والبروكار الدمشقي والدامسكو وشغل السنارة وغزل الصوف وصناعة بيوت الشعر والذهب والفضة والألبان والأجبان والمعمول والبوظة العربيةونه وتقديم الرسالة الإنسانية المتبقية.
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024