الأربعاء 2014-06-11 23:19:51 ســياحة وتــراث
معلولا التاريخ ..والواقع والآفاق
 
رولا سالم
سيريانديز

برعاية وزيرة الثقافة الدكتورةلبانة مشوح وبالتعاون مع محافظة دمشق أقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف اليوم فعالية ثقافية بعنوان معلولا التاريخ ،الواقع والافاق وذلك في المتحف الوطني بدمشق وبمشاركة جهات معنية في قضايا الحفاظ على التراث الأثري. هدفت هذه الفعالية بالتعريف بأهمية معلولا التاريخية والروحية لموقعها الأثري، ومساهمة ريف دمشق في الحفاظ على هذه المدينة .
وتهدف الفعالية بحسب الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة إلى إلقاء الضوء على حضارة معلولا وما تمثله للإنسانية جمعاء من مكانة تاريخية وروحية والتوثيق بالصورة والكلمة والوقائع لما حدث فيها من ارتكابات مشينة نالت من نسيجها العمراني واثارها التاريخية والتأكيد على أن مديرية الاثار ستضع كل إمكاناتها الفنية والتوثيقية والترميمية في خدمة إعادة تأهيل هذه الأماكن التاريخية بالتعاون مع محافظة ريف دمشق والإدارة المحلية وكل المشاريع التي سخرت لها أموال كبيرة.
وشددت في تصريحات للصحفيين على أن تشابك الأيدي بين المجتمع الأهلي في الداخل والخارج والجهات الرسمية سيوءتي ثماره لكن الأمر بحاجة إلى صبر وأناة فهذه مدينة ليست ككل المدن وأبنيتها ليست ككل الأبنية لذلك علينا أن نتأنى في إعادة ترميمها وتأهيلها لتعود كسابق عهدنا بها مضيئة نيرة .. أما بالنسبة للمطالب فهي ستعود الى الجهات المعنية وستتم متابعتها.
وعن الأيقونات المسروقة قالت الدكتورة مشوح.. ان هناك الكثير من الايقونات التي لم يكن الارهابيون يعلمون قيمتها فحرقوها بدافع من حقد أعمى وجهل هدام ولذلك من الصعب جدا إعادة ترميمها وإن كان من الممكن ترميم البعض منها ولكن بخبرات عالمية نفتقر اليها اليوم والبعض الآخر سرق كما سرقت لقى أثرية ومقتنيات الأديرة ومتاحف الكنائس والمعابد وهذا ما ستتم متابعته
.
                        
           
وأشارت الدكتورة  إلى أن موازنة الدولة خصصت مبالغ لإعادة إعمار معلولا لما لها من خصوصية تاريخية وبالتالي هي بحاجة إلى أياد فنية خبيرة لترميمها وفق دراسات ووثائق تاريخية ومهارات فنية عالمية وبالتالي الكلفة العينية والبشرية عالية جدا كما بدأت الدولة بوضع دراسات لإقامة صندوق لإعادة تأهيل آثار معلولا يستقبل معونات المجتمع الأهلي والمنظمات العالمية.
.

.
وتحدث الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للاثار والمتاحف عن أهمية مدينة معلولا لما تحتضنه من اثار متنوعة تمتد من العصر الحجري إلى العصر الحديث موضحا أنه كان لمعلولا مساهماتها في الحضارة الإنسانية وعلى صخورها كتبت صفحات العزة والمجد كما أن البلدة نالت نصيبها من بركات السيد المسيح ومر فيها بولص الرسول والى مغاورها لجأت شهيدة المسيحية الأولى القديسة تقلا.
وأضاف عبد الكريم.. إن بيوت معلولا الحالية الواقعة على منحدر صخري تتوضع فوق بعضها بشكل متدرج في مشهد يعكس الحب والوئام والألفة بين سكانها.. وفي سبيل الحفاظ على معلولا سجلت مديرية الاثار والمتاحف البلدة القديمة على لائحة المواقع الوطنية الأثرية وستعمل الان على تسجيلها في القائمة الدائمة نظرا لما تتمتع به من مقومات توءهلها بجدارة لتكون على هذه القائمة ومن أهمها اللغة الارامية التي تكلم بها السيد المسيح ومازال سكان معلولا الوحيدين في العالم الذين يتكلمون بها.
وقال المدير العام للاثار والمتاحف..ان موضوع التعدي على المواقع الأثرية والتراثية في سورية ومن ضمنها معلولا كان محور عدد من الاجتماعات الدولية اخرها الاجتماع الذي نظمته منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم /اليونسكو/ في باريس الشهر الماضي مشيرا الى أن الدمار المأساوي الذي لوثها نال من جميع مكوناتها لكنه لم ينل من ارادة أهل معلولا وسيكون دافعا لهم ليجعلوا بلدتهم أكثر إشعاعا وأعظم شأنا
.
وبعد عرض صور ملتقطة لمعلولا توثق الخراب والدمار الذي طال بيوت البلدة وأديرتها وكنائسها ونهب كنوزها قدم الدكتور محمود حمود مدير اثار ريف دمشق عرضا موجزا لتاريخ معلولا المتخمة بالاثار والأوابد والكنوز الأثرية مشيرا الى أن بعثات التنقيب منذ عام 1999 حتى الان اكتشفت مئات الكهوف والمواقع التي سكنت منذ خمسة الاف عام كما أن اللغة الارامية كانت لغة أساسية دولية وهذا ما يوءكده اكتشاف نقوش بهذه اللغة في روسيا وايران وتركيا وغيرها.
وتحدث الدكتور حمود مستعينا بشاشة العرض عن حجم الخراب والدمار الذي حل بالأماكن الأثرية والدينية بالبلدة اذ تم حرق دير سركيس ومزار وضريح القديسة تقلا وكنيسة لاودوس وفي احدى الكنائس جمعوا المقاعد وأحرقوها ونبشوا قبور القديسين بحثا عن الذهب والنفائس وقذفوا بالرفات والعظام بعيدا عن المدفن كما تعرضت الرسوم الجدارية لأذى كبير وتم تدمير التماثيل المنحوتة في الصخور على طريقة طالبان اضافة الى تدمير الجامع في البلدة

وتحدث الدكتور طلال معلا عن البلدة في عيون الفنانين من خلال ست لوحات لمعلولا تم عرضها في القاعة الشامية احداها من مقتنيات الفنان طلال عقيلي رسمها الفنان الراحل فاتح المدرس ولوحة للفنان ميلاد الشايب والباقي من مقتنيات المتحف الوطني.
وأشار الأب مكاريوس قلومة الى الأهمية الروحية لمعلولا التي بدأت بشارة الإنجيل تنتشر فيها منذ العصور الأولى للمسيحية ما جعلها موقعا مهما من مواقع الحياة النسكية في سورية والتي انتشرت على روءوس الجبال ومنها دير مار موسى الحبشي.
 وعرض الفنان فرج شماس صورا ضوئية التقطها للبلدة قبل الأزمة اضافة لصورة سيدة تصعد بين الصخور حاملة معها ايمانها وقدمت خلال الفعالية مجموعة من الفتيات تراتيل باللغة الارامية لجوقة كورال معلولا. .

سيريانديز كان لها لقاء مع المشاركين في فعالية معلولا. في سؤاله ماهي الآثارالتي يمكن ترميمها مقابل الدمارالذي خلفه المسلحين واذا رممت الى اي عصرمن الممكن أن يعود هذاالترميم القديم او الحديث قال الدكتورطلال معلا مدير وحدة التطوير الثقافي السوري بأنه يعود الى مراحل الترميم هنا ترميم شيء بالاشارة الى انه يتم ترميمه في عصرمعين احيانا يأخذ الوانا مختلفة ماسيرمم سيشار إلى انه رمم في هذه الفترةواضاف اذا عدنا الى القلاع الموجودةفي سورية سنجد ان هناك ترميم وعلامات هذا الترميم وفي اي زمن تم وعن مشاركته في الفعالية قال معلا أريد ان اقول لماذا اختار الفنانون معلولا لتكون ايقونة ورمز متكررفي الفن التشكيلي هذا ما أراه في معلولا الثقافة والتاريخ والحضارة.
من جهته رأى الاب بكاريوس قلومة وفي جواب عن سؤال فيماعندما نتحدث عن معلولا كأهمية روحيةواثرية هل نتحدث عن اثر روحي في الديانة ام في الانسان رأى بأن لايعطي الاهمية الروحية الحجر وانماالانسان الذي يسكن هذا الحجر فأغلبية الكنائس التي عمرها آباؤنا واجدادنا مدة ألفي عام في المدينة المقدسة معلولا هم الذين اعطوا هذه الاهمية التاريخية والروحية لها وماجرى في معلولا حقيقة كان دور روحي فما تحمله في طياتها من اماكن مقدسة من كنائس وقديسين قاموا بحمايتهالقد كان من الممكن ان يحصل مجزرة فيها واضاف الاب قلومة ان الباري تعالى اكتفا بثلاثة شهداءونحتسبهم شهداءالدين بعد ان ارغموا على اعلان اسلامهم ولكن رفضوا فقتلوا انهم شهداء إيمان،هذا الطابع الروحاني الذي تحمله معلولا في طياتها منذآلاف السنين انقلب على الكثيرين من السياح الذين أموها من جميع أنحاء العالم،سنويا وقبل الازمة كان يزور معلولا حوالي٥ملايين سائح وهذا دور بارزتحمله معلولا في جنباتها الروحية والتاريخية.
 وعن تركيزالمسلحين على تدميرمعلولا ماهوالهدف ان كان روحيا قال الاب قلومة..ركزوا على قتل الاهمية الروحية يقول القديس بولوس هذا سر الاثم في العالم فما تحمله معلولا من قداسة جعلها محجة لهؤلاء المسلحين ليضربوا جوهر ايمانها وتآخيها المشترك مسلمين ومسيحيين واقول ماحل بمعلولا ليس صنع ايادي ابنائها الحقيقين بل بمؤازرة من بعض ابنائها الذين يتسمون بأنهم كذلة ستعود معلولا نموذج للروحانية في العالم

وفي سياق متصل رأى محافظ ريف دمشق السيد حسين مخلوف انه تم التعاون مع محافظة ريف دمشق لاقامة هذه الفعالية التي تضيئ على مكانة معلولا التاريخية والاثرية وتسلط الضوء على ماتعرضت له من همجية من قبل المسلحين وهذه الهجمة على وطننا الحبيب نقوم بتسليط الضوء على هذه الجهود من معنييين وفعاليات اهلية لاعادة معلولا الى ما كانت عليه كأيقونة أثرية ودينية وتاريخية واضاف مخلوف نحن في محافظة دمشق اعدنا تأهيل البنى التحتية وإعادة المواطنين الى أن المشروع الاهم هو اعادة تأهيل معلولا وعودتها كمدينة تاريخية،هناك مشروع اعادة البنى التحتية وكان قد بدأ به وقد انفق عليه114مليون ليرةقبل تصاعد الاحداث واليوم سيتم ترميم كل ما تم تدميره في هذا المشروع،ايضا كنا قدبدأنا وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد بتصليح جميع الواجهات وكنا بدأنا وعممنا قرار بهذا الشأن الى ان توقف بسبب تصاعد وتيرة الاحداث ,
هناك مشروع ترميم الصخرة فوق دير مار تقلا وتوقف ايضا بسبب الاحداث كل هذه المشاريع اليوم تعود وسوف تكون بوتيرة عالية خصوصا اننا تلقينا المعونة بالليرة السورية للبدءبإنعاش كل هذه المشاريع وافرزت الحكومة بعض القرارات ليتمكن اهالي معلولا من ترميم واجهات بالاستناد لبرنامج التعويض عن الاضرارالتي لحقت بها من خلال اعادة اعمارها .
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024