الثلاثاء 2014-02-18 22:25:12 أدبيات
رسول الشعر رحل فمن نحاور في غيابه
رحيل الشاعر اللبناني الكبير أنسي الحاج

( لن أكون بينكم، لأن ريشةً من عصفور في اللطيف الربيع ستكلّل رأسي، وشجر البرد سيكويني وامرأة باقية بعيداً ستبكيني وبكاؤها كحياتي جميل ).
رحل عن عالمنا الشاعر اللبناني أنسي الحاج عن عمر ناهز 77 عامابسبب إصابته بسرطان القولون , ويعد الحاج واحدا من رواد قصيدة النثر، وله إسهامات أدبية كبيرة في العالم العربي. وقد قال عنه الشاعر أدونيس: "أنسي هو الأنقى بيننا"، تعبيرا عن صفاء شاعر كبير.
ولم يكن أنسي شاعرا عاديا، فبالإضافة إلى كونه واحدا من رواد قصيدة النثر العربية، تميز بلمسة شعرية خاصة. أنسي الحاج يؤمن أن أدوات النثر تعمل لغايات شعرية ليس إلا، فهو لا يستعير من تراث الشعر شيئاً يتوكأ عليه في قصيدة النثر، لكنه يخلق من النثر شعراً. هو يعرف أكثر من كل الشعراء أن النثر وحده فيه كل مقومات الشعر.
ولد أنسي الحاج عام 1937، وهو ابن المترجم والكاتب لويس الحاج. بدأ حياته الأدبية عن طريق نشر قصص وأبحاث في المجلات الأدبية عام 1954. غير أن إسهامه الحقيقي بدأ سنة 1957 عندما اشترك رفقة يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلة شعر.
ترك أنسي الحاج ستة دواوين شعرية هي (لن) (1960) و(الرأس المقطوعة) (1963) و(ماضي الأيام الآتية) (1965) و(ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة؟) (1970) ، و(الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع) (1975)، و(الوليمة) (1994).
وشارك الحاج نقل بعض أعمال الأدباء الغربيين إلى العربية، أو اقتباسها، ومن بين تلك الأعمال مسرحيات لشكسبير، ويونيسكو، وكامو، وبريخت وغيرهم.
وقد عرضت بعض تلك المسرحيات في المهرجانات اللبنانية، لا سيما مهرجانات بعلبك. وشاركت فيها نخبة من رواد المسرح اللبناني الحديث، من أمثال نضال الأشقر، وروجيه عساف، وشكيب خوري، وبرج فازليان.
وقد تجلت مشاركته في الحركات الفنية خصوصا من خلال علاقته بعاصي ومنصور الرحباني، وكان معجبا كبيرا بصوت المطربة فيروز التي أطلق عليها لقب ( شاعرة الصوت).
وقد ترجم الكثير من قصائده إلى لغات مختلفة. كما اقترنت رسوم كثير من الرسامين اللبنانيين والعرب بقصائد من شعره.
كما ساهم أنسي في تطوير العمل الصحفي الثقافي من خلال إصداره للملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة النهار اللبنانية طيلة عشر سنوات، رفقة شوقي أبي شقرا. هذا وشغل منصب رئيس تحرير نفس الجريدة من 1992 وإلى غاية استقالته عام 2003.
يقول عنه الشاعر السوري الكبير أدونيس: ( معك، يا أنسي، يزداد إستمساكنا بحبل الرؤيا، يتّسع أسلوبنا في التعبير عنها، وينمو ويغنى، يصبح لنا نوع آخر من الشعر، ومن النثر أيضاً.)
الكثير من الشعراء من المحيط إلى الخليج عبّروا عن عميق حزنهم لفقدان واحد من (رسل الشعر)، كما يحلو للكثيرن وصفه، مستحضرين ديوانه الشعري (الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع.)

اسرة تحرير موقع سيريانديز للثقافة والفن تنعي الكبير الراحل الشاعر أنسي الحاج , الخالد كالشعراء الكبار والباق بكلماته في وجداننا .

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024