يتضمن العدد الجديد من مجلة المعرفة الشهرية الصادرة عن وزارة الثقافة عدداً من البحوث والدراسات الأدبية والاجتماعية والفلسفية إضافة إلى قراءات نقدية وعدد من القصص والقصائد الشعرية وآفاق فكرية متنوعة.

الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة بينت في كلمة العدد التي جاءت تحت عنوان "الوجه الخفي" أن كتابة التاريخ تخضع لمنهجية علمية صارمة بعض ركائزها الأساسية الافتراض والشك والبرهان القائم على التحليل والاستنباط والاستنتاج ولكن أهم أسسها على الإطلاق التجرد والحيادية التامة في مقاربة الاحداث والحكم عليها بمنأى عن الاهواء والمصالح والمخاوف مشيرة هنا إلى كتاب الوجه الخفي للثورات العربية 2012 الصادر عن المركز الفرنسي لبحوث الاستخبارات يوضح الباحثون فيه عودة التيار الإسلامي المتشدد والتحالف المرتجل غير المحسوب العواقب بين الغرب والإسلاميين ونفوذ ملوك النفط وأثرهم في إشعال المنطقة ونفوذ الولايات المتحدة ودور منظماتها غير الحكومية في تحريك اللعبة القاتلة.

رئيس التحرير الدكتور علي القيم تناول في مقاله الافتتاحي "المجد الذي فقدناه في غرناطة" شخصية ابو عبد الله آخر ملوك غرناطة ودوره في سقوطها كآخر معقل من معاقل العرب في شبه الجزيرة الايبيرية.

أما دراسة الدكتور سمر روحي الفيصل التي جاءت بعنوان "نقاد الرواية السورية..التخييل والمنهج" فبين فيها انه لم يكن حرص نقاد الرواية السورية الأوائل على التخييل والتذوق واضحا إنما كان بعيدا عن فعاليتهم النقدية التي اهتمت بمضامين النصوص الروائية باستثناء محيى الدين صبحي الذي امتد إلى نقد الرواية قبل وفاته بعد نقده للشعر حيث التزم جانب الحذر ليفرق بين منهجه في نقد الرواية ونقد الشعر اضافة إلى توضيح بعض الرؤى الأخرى لهذا الناقد في البحث.

وفي العدد بحث بعنوان "البشرية ونشأة الدين" للدكتور غسان غنيم تحدث فيه عن نظرة الانسان إلى الكون وفي ملف الابداع قصيدة بعنوان يابنت النور للشاعر نظير جابر وقصيدة بعنوان "خطوة البرتقال للشاعر عصام ترشحاني إضافة إلى قصة بعنوان" ستارة قاتمة للكاتب ايمن الحسن والخريف للكاتب حسن الناصر.

أما عرض سمر الزركي لكتاب بلاد الرافدين وعيلام بينت فيه أن منطقة عيلام كانت البوابة الرئيسة للاتصال الحضاري فيما بين بلاد الرافدين وبلاد فارس فهذه المنطقة مجاورة لبلاد الرافدين من جهة الشرق الجنوبي حيث كان زخم المدن الكبرى الاولى ونشوء الدولة بمقياسها الكبير الذي جعل تاريخها مرتبطا بتاريخ حضارة بلاد الرافدين وجعل منها جسرا يوصل تفاعل هذه الحضارة مع العمق الشرقي والجنوبي لعيلام بعيدا في بلاد فارس.

يقدم الباحث طرودي الشيباني في كتابه "شذرات وطرائف من المعرفة والأدب" حصيلة بحثه ومطالعاته في الكتب المتنوعة من حيث المواضيع بين الأدب والشعر والحكمة والفلسفة والعلوم.

وتتفرع أبواب ومواضيع الكتاب في خمسة وعشرين موضوعا تناولها الباحث بالمختصر المفيد في كل باب حيث قدم خلاصة القول معتبراً أن في ذلك اختصاراً لوقت القارىء ويقدم له الفائدة بأقل عناء.

ويقول الشيباني في مقدمة كتابه المنوع الذي يقع في مئتين واثنين وعشرين صفحة من القطع الصغير.. جمعت في كتابي قدر الإمكان المطلوب من معلومات ومواضيع شتى ومتفرقة وذلك لأسهل على القارئ عناء البحث في عدة مراجع عن هذه المعلومات.

ويقدم باب الإنسان والحياة مجموعة من الأدعية والحكم في الحياة من حيث التفاؤل والنظر إلى المستقبل والمداومة على الابتسامة والأخذ بمضامين الأشياء لا بشكلها والترفع عن الملذات الفانية والبحث عن السعادة الحقيقية بالتواضع ومحبة الآخرين ومحبة الوطن.

ويتناول الباحث في "أدب وأدباء وشعر وشعراء" عدة مواضيع منها الكتاب والقلم والعلم واللغة العربية والقصيدة مورداً بعض الحالات الطريفة فيها ومن بعدها يدخل في باب "أكبر كتاب العربية" ليذكر منهم الجاحظ والخنساء والفرزدق والأعشى والمهلهل والنابغة الذبياني والثعالبي البوصيري والتبريزي وغيرهم.

ويفرد الكاتب باباً للآثار والتاريخ ليتناول عدة مواقع أثرية منها الاهرامات وبرج بيزا والقدس الشريف وبعض الأحداث التاريخية كمعاهدة الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وغيرها. ويحتوي باب كنوز المعرفة العديد من المعاني لمفاهيم متنوعة كالسلام وقصة عيد الحب وفكرة عيد الأم وشهر العسل ومدفع الإفطار ومقاييس الأحذية والنوتة الموسيقية والماراتون وغيرها.

ويذكر باب الأوائل عدة أمور تحت مسمى الأول كأول شاعر وأول طائرة في التاريخ وأول برقية وأول مركبة فضائية وأول مئذنة كما يتضمن باب صناع الحضارة أهم الاختراعات في العالم مع أسماء مخترعيها وباب المشاهير مع وضع نبذات عن بعض أهم المشاهير كليوناردو دافنشي وبابا نويل وغيرهما.

كما تنوعت الأبواب الأخرى بين الألقاب والأسماء والعلوم والطب والصحة والفلك والحيوانات والنباتات والحشرات والأصوات والعجائب والغرائب والخرافات والمعادن والنقود والزمن والدين والدول والبلدان وتباين الأحجام وغيرها.

يذكر أن الكتاب من إصدار دار ليندا للطباعة والنشر.