تحتوي مجموعة "طيور الفرح القادم" للشاعر.. نصر أبو اسماعيل الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب قصائد وجدانية فيها كثير من الرموز والايحاءات التي تتعبأ بها قصائده بما يثير عواطف ووجدان الشعوب التي ينتمي اليها فيختار مفردات الأسلوب التعبيري المناسبة لمواضيعها.

ويحاكي الشاعر أبو اسماعيل في مجموعته بعض الشخصيات الأدبية عندما يطرح موضوعا انسانيا هاما ليلتقي معهم في تجليات الروح المحلقة في سماء قصائده المفتشة عن رفع الظلم ففي قصيدة "على هامش وصية أم إياس يقول:

من دعاك وصيا على كوكب الأرض.. تصلبها في زمان الحريم وترفع عرش الذكرى فوق رقاب البشر.

وتتداعى الذكريات وتفور العواطف في النفس الشاعرة عندما تعود بها الذاكرة الى الماضي بما يتضمن من أشياء لا يمكن أن تشبه شيئا وهي تعبر عن الحاضر الغريب بما يحتويه من مفارقات وآلام يصعب عليها وجود الفرح كثيرا ويعبر عن ذلك في قصيدة "ذكريات":

من ثلاثين سوسنة وبنفسجتين.. ارتدينا طقوس القرنفل.. وأخضر قنديلنا فوق غصن الهوى.. فارتقينا معا صهوات الصبابة.. ثم انهمرنا على الزنبق الجبلي..عطراً فهل تذكرين..

وتلجأ عواطف الشاعر في المجموعة للرومانسية فيجعل من بعض قصائده قصصا يكون هو بطلها فيحرك الاطيار والاشجار وأشياء الطبيعة ويجعل شريكته في عيش الحالة الرومانسية القبرة التي يراها أجمل الطيور وأكثرها قدرة على التلاؤم مع مفرداته خلال التعاطي مع أشياء الطبيعة الخلابة فيقول في قصيدة:

صباح الخير.. ياقبرة الزرع العطشى للأنواء.. صباح الخير.. يا شاعرة كتبت فوق جبين القمر قصائد قمح ورياحين.. صباح الخير..

ويظهر في المجموعة حب الشاعر لوطنه من خلال الحديث عن أشيائه الجميلة وطيوره وأطفاله بأسلوب ابداعي جديد يبتعد فيه عن المباشرة تاركا للقارئ مساحة من التفكير والتحليق في فضاءات وطنه معبراً عن حنينه في قصيدة "تصبحين على وطن" بقوله: وطن فوق أوجاعنا باسق كالنخيل.. أطلقي نحو غربانه.. أطعميه دما يانعا.. وغدا ترقصين.. على حشرجات الظلام القتيل.

ويعتمد الشاعر الى جانب شعر التفعلية الذي كتب عليه أغلب قصائده أسلوبا آخر من خلال كتابته نمط الشطرين محاولا أن يوفق بين المواضيع وبين البحر الخليلي الذي يستخدمه وبين التعابير التي توافقت الى حد كبير مع القافية والروي عند اخر عجز كل بيت فيقول كيف اخفي صبابتي حين القاك.. وفي الحي يصعب التمثيل انت اشرقت في دمائي ربيعا.. طاب فيه الهوى وطاب النخيل.

تضم المجموعة الشعرية التي تقع في 133 صفحة من القطع المتوسط مزيجا من مواضيع مختلفة غلبت عليها هموم الشاعر وتطلعاته وعلاقاته الاجتماعية وحالاته النفسية والوجدانية اضافة الى ذكريات الشاعر مع بعض أصدقائه الأدباء.