الأربعاء 2012-05-23 10:59:47 كــتب
تراث منطقة صافيتا والساحل السوري .. تفاصيل البيئة موثقة بالصور
يرى الباحث ناجح خلوف أن هناك ضرورة لتوثيق التراث بكل تفاصيله حيث يقول في مقدمة كتابه (تراث منطقة صافيتا والساحل السوري) إن الأدوات والآلات وبعض الأشياء التي كان يستخدمها الفلاح انقرضت واندثرت ولم تعد موجودة ولما أصبحت الآن من التراث كان لا بد من تثبيتها في ذاكرة الأجيال الجديدة تواصلاً مع الماضي الذي هو تاريخ كل أمة والمعبر عن حضارتها وشخصيتها.

ويبدأ في كتابه الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب بالحديث عن البيت القديم في صافيتا بكل جزئياته وتفاصيله ذاكراً أن البيت القديم مبني من حجر الدبش غير المنحوت والمسقوف بالخشب والتراب وقد عاش فيه الإنسان دهراً طويلاً ولا يزال بعضهم يعيش فيه مرفقاً ذلك بمجموعة من صور البيوت في المنطقة.

ثم يتناول الكتاب الأشياء الثابتة في المنزل مقدماً شرحاً مبسطاً عنها ثم الأشياء المنقولة من المنزل وهي مجموعة من الأثاث والأدوات ولكل منها وظيفته مرفقاً ذلك بمجموعة من أبيات الزجل والشعر التي تتغنى بالبيوت القديمة.

ويفرد الكتاب للأدوات الزراعية والصناعية وأشيائها التراثية حيزاً جيداً من مساحته ليتحدث فيها بشرح مفصل عن كل الأدوات التي يستخدمها الفلاح في المنطقة وبتفاصيلها بين ما هو خشبي وما هو معدني مثل الصمد والنير والشرع والمسبلان والمساس والنورج وسواها مرفقة بصورها جميعاً.

وفي حديثه عن أدوات المطبخ يقول الباحث ان أبناء البلدة كانوا يستخدمون الكثير من الأدوات والأواني لصنع طعامهم وشرابهم وهي أدوات معروفة منذ القدم كأنواع الطناجر والملاعق والسكاكين ثم يستعرضها جميعها بأسمائها المحلية كالدورة والمقرون والبرش والسقرق وغيرها.

وفي فصل اللباس يرد أنه كان مختلفاً قليلاً بين أهل البلدات أو المدن وبين لباس أهل القرى حيث كان جميع القرويين يلبسون الكالوش والسباط والأستيك والبوط والجزمة ثم السروال وغالبيته اسود أما لباس الرأس فهو البوشية وتحتها اللبادة والعقال أما في مركز المنطقة فقد كان اللباس مختلفاً حيث القنباز والطربوش.

ويناقش الكتاب موضوع الأدوات الموسيقية التي تستعمل في صافيتا مثل الطبل والزمر التركي والدربكة والمجوز والنحيلة والمنجيرة والقصبة ذاكراً مصادر صنعها ثم منتقلاً إلى السلاح الأبيض البسيط الذي كان يستخدم للدفاع عن النفس مثل السكين والخنجر والتطرية والخيزرانة والكرباج وغيرها مما يستخدم في الصيد كثيراً من الأحيان.

وتظهر المأكولات الشائعة في المنطقة من خلال الكتاب معتمدة على المنتجات الأساسية للفلاح فيها حيث تتعدد المأكولات التي تصنع من البرغل والخضراوات السائدة زراعتها والثمريات أيضاً وهي كثيرة في تلك المنطقة وكذلك الحلويات الشعبية التي يصنعونها بايديهم حيث لا يعتمدون على ما يشترى من المدن.

ويستعرض الباحث في كتابه ضمن فصل كامل الألعاب التراثية التي لم تعد موجودة حيث ان أهالي القرية صغاراً وكباراً كانوا لا يعملون شيئاً أيام الشتاء ولتقضية أوقاتهم يقومون بممارسة عدة ألعاب مثل السمركة والطوطا والحاح وغيرها.

ولا يغفل الكتاب المهن التراثية المنقرضة والمندثرة حيث كان سكان صافيتا وقراها يقومون بصنع بعض الحاجات والآلات والمصنوعات التي يحتاجونها في حياتهم اليومية والتي يستطيعون صناعتها في بيوتهم كأنواع السكاكين وسكك الفلاحة وبعض المنسوجات البسيطة التي تصنعها النساء وغيرها إضافة إلى المهن البسيطة التي كانت شائعة وانقرضت إلى حد ما مثل كتابة الرسائل وقراءتها ونحت الاجران وتربية دودة القز وخبراء كشف منابع المياه الجوفية.

ويختتم الكتاب بذكر الكلمات العامية التي أوردها الباحث مع ذكر أصلها غير العربي بين ما هو سرياني وفارسي ويوناني وتركي وإيطالي منقولة من الموسوعة العامية السورية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024