الأربعاء 2012-04-25 18:35:30 كــتب
كينجي ميزوغوشي كتاب عن حياة وإبداع سينمائي استثنائي في تاريخ اليابان
يناقش كتاب كينجي ميزوغوشي وفن السينما اليابانية تأليف تيداو سيتو وترجمة عبد الله ميزر حياة السينمائي الياباني العالمي الذي عرف بأسلوبه الفريد في نقل البيئة والواقع الآسيوي والتركيز على جماليات الحياة اليابانية وآلامها فيغوص الكاتب في أفلام ميزوغوشي واضعاً إياها في إطارها التاريخي وموقعها من الثقافة اليابانية.

وتحت عنوان روح حقيقية في الكتاب الصادر ضمن سلسلة الفن السابع التي تقدمها المؤسسة العامة للسينما نجد حياة ميزوغوشي منذ الطفولة فمن أعمال صناعية وتجارية بسيطة وفاشلة أجبرته على بيع منزله انتقل الشاب للعمل في الفن بعد علاقة ربطته بالروائي الشهير كاواغوجي ماتسوتارو ثم عمله كمخرج مساعد مع واكاياما أوسامو إلى أن اصبح مخرجاً في استوديو نيكاتسو موكوشيما عام 1922.

وكان لأخته دور هام في حياته خاصة في تبنيها لقضايا العائلة في ظل أب قاس ما جعل ميزوغوشي يعمل على قصص النساء اللواتي يكرسن حياتهن لمساعدة الرجال من ذوي الإرادة الضعيفة وكانت نساء المخرج رغم ضعفهن أحياناً يظهرن بأرواح لا تقهر ولديهن من القوة ما يكفي لتحمل المآسي فظهرت بذلك شخصية ميزوغوشي وحياته في أفلامه حتى قصته مع والده المكروه بالنسبة له تبدت بدخول تلك الشخصية بصورة سيئة في الأفلام.

ويروي الكاتب ان فيلمي خليلة أجنبي و ومع ذلك يذهبون المنتجين عام 1931 يعدان من أهم القواعد التأسيسية لفن ميزوغوشي لأن المخرج من خلالهما أعطى الطبيعية الواقعية وجهة نظره الخاصة وقوته النادرة كما أنه استخدم تقنية خاصة للمشهد الواحد على الرغم من الرقابة الشديدة التي تعرض لها الفيلمان.

ويرد في الكتاب أن ميزوغوشي كان ذا حساسية تجاه الأنماط السائدة حيث كان يقوم بالتجريب بشكل مستمر مع وعيه للنتائج وظهر ذلك في أفلامه فجر مانجوريا وأغنية المخيم الذي جاء بعد الحرب الصينية اليابانية التي أدار بعدها المخرج ظهره لأفلام الحرب وسعى إلى الأفلام الفنية.

ويشرح الكاتب علاقة المخرج بالاتجاهات اليسارية التي تبناها في بعض أفلامه في مرحلة من المراحل حيث ركز فيها على أيديولوجية البروليتاريا إلا أن ذلك لم يدم طويلاً فيصف بعض النقاد ميزوغوشي أنه لم يكن جباناً ولكنه أيضاً لم يكن مقاتلاً من الجناح اليساري أيضاً.

وأثبت ميزوغوشي وفق نظر الكاتب أن السينما اليابانية قادرة على بناء نفسها على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها البلاد في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي وقد ظهر ذلك بقوة مع ميزوغوشي ففي ظل خسارة شركة دييجي صنع المخرج مرثية أوساكا و أخوات جايون.

وفي فيلم مآزق الحب والكره أثبت المخرج مستواه الميلودرامي القوي حيث استطاع أن يصنع فيلماً منمقاً كان له أثر حقيقي في تاريخ السينما اليابانية جعله شريطاً خالداً على مستوى السينما الاجتماعية التي تتناول مشكلة الطبقية.

ويرى الكاتب أن ميزوغوشي منذ عهد الأفلام غير الناطقة فرض احترامه كأحد الأساتذة الكبار في السينما اليابانية رغم تعرض أفلامه بشكل دائم لانتقادات واسعة واتهامه بالغوص في التفاصيل الصغيرة التي تبطئء سرعة إيقاع الفيلم إلا أن ذلك لم يتوضح أثره إلا عندما أصبحت أسلوبيته متبعة عند الغرب بعد عام 1950 حيث عمت ثقافة المشهد الواحد.. اللقطة الواحدة كونها تسهم في إسراع إيقاع الفيلم لا كما وصف النقاد أفلام ميزوغوشي.

ويعرض الناقد الياباني تيدوا سيتو كلام المخرجين العالميين عن ميزوغوشي فيورد على لسان أندريه تاركوفسكي إن ميزوغوشي هو المخرج القادر على الذهاب إلى ما وراء حدود المنطق المتماسك ونقل التعقيد العميق وحقيقة الارتباطات غير المحسوسة وظواهر الحياة الخفية.. بينما يقول أكيرا كوروساوا .. إن ميزوغوشي يعجبني جداً من بين المخرجين اليابانيين.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024