الأربعاء 2012-04-25 18:30:22 أدبيات
الهم الوطني والغزل مواضيع أمسية فرع اتحاد الكتاب العرب بدمشق
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب بدمشق أمسية شعرية شارك فيها كل من الأدباء غانم بو حمود،موفق نادر،عبد الكريم أبا زيد،طلعت سفر،ثائر زين الدين.

وقدم الأدباء خلال الأمسية مجموعة من القصائد والقصص التي اختلفت موضوعاتها فمنها ما لامس الهموم الاجتماعية والإنسانية وهموم الوطن اضافة الى مجموعة من القصائد الغزلية التي عبرت عن الحب والحنين وعشق المرأة.

وأظهر الشاعر بو حمود في قصيدته بعنوان /نص لزمن رديء وأنثى مستهترة مدى تأثره لما يحاك لبلده من مؤامرات فبدأ قصيدته قائلا ًلا تغمدوا خناجركم في رئة خضراء متحدثا عن تاريخ سورية العريق منذ الفينيق حتى الآن.

ولفت الشاعر الى ضرورة الاستفادة من الوقت والعقل في هذه المرحلة الصعبة والابتعاد عن الأساطير وإزاحة الرماد عن هذا الطائر الجميل الذي يريد أن ينتفض ويطير والسعي إلى مدارات أخرى.

وتمكن الشاعر بو حمود من خلال نص نثري لم يعتمد فيه على أوزان الخليل أن يستخدم المفردات بطريقة فنية تخلق أمام المتلقي حالة شعرية شفافة تميزت بالأثر النفسي الجميل لما تمكنت من خلاله من ملامسة شغاف وجرح المجتمع.

بدوره تحدث الشاعر موفق نادر في قصيدته رجل عن إنسان مليء بالحب والكبرياء محب للخير والناس الذين يعتبرونه واحداً من أهم رجال البلد وصل إلى نهاية تحتاج إلى بكاء ورثاء ولكن بالمقابل يخرج الإنسان من هذا البكاء بالفخر والاعتزاز معتمداً على إيقاع شعري واحد منذ بداية القصيدة إلى نهايتها يتناغم هذا الإيقاع مع العبارات التي استعارها من الطبيعة وأحاسيس الإنسان باذلا قدرة موهبته لتكون القصيدة متماسكة موضوعيا ومتناغمة مع أحاسيس المتلقي ويقول ..

منذ أن كنا صغاراً

ما عهدناه يصلي الفجر إلا

تحت أشجار بعيدة

ثم يمتد مع النهر

سريعاً

واختلف الشاعر طلعت سفر بطرحه الشعري عن باقي زملائه ليقدم بعضا من شعره الكلاسيكي في أسلوب يتميز بالبساطة وتدفق العاطفة حيال قضية حب ملأت القصيدة بعبارات الحزن والشقاء والأمل إلا أن الروي أكسب القصيدة العاطفية شيئا من الخروج عن المألوف يتبين في القساوة اللفظية في خاتمة كل عجز من الأبيات الشعرية العامودية.

الليل يخلع ثوبه متمهلا ومدامعي مثل النجوم سهارى وخفف الشاعر سفر هذه الحدة في قصيدة سؤال ليرتفع الخط البياني العاطفي على حساب المفردات الشعرية.

فيما تظهر في قصيدة الشاعر ثائر زين الدين وصايا الحب العشرة خبرة اجتماعية وثقافة فيها الكثير من المعرفة بقضايا الشعر وطرائق استخدامه ليتمكن من التوفيق بين موضوعه وبين النص الحديث كما يتوقف الشاعر زين الدين عند حقيقة تفضيل الجمال عند المرأة على كثير من الأشياء الأخرى معتمداً على حوادث تاريخية ومواقف مرت عبر الزمن مجسدا هذه الرؤية بالقول ..

فليس في المرأة إلا الحسن

حدق جيدا ولسوف تبصر أفروديت وراءهن

وعشتروت وربما إيزيس

مت في الحب في أحضانهن

أما قصة عبد الكريم أبا زيد فطرحت قضية إنسانية اجتماعية تبين مدى قيمة الإنسان وأهمية وجوده بأسلوب قريب من الخاطرة لان الحدث دار باتجاه واحد ولن تتكثف حوله الحركات الاجتماعية التي قد تظهر في القصة جماليات أخرى وفي الوقت عينه تمكن من اثارة المشاعر لأن الحدث الإنساني الذي قدمه قريب من هموم المتلقي.

وتنوعت أشكال وأجناس النصوص المطروحة في الأمسية فكان فيها مكان للشعر العامودي ولشعر التفعيلة ولقصائد النثر إضافة إلى القصة القصيرة بغية ترك القارئ أمام عدة خيارات أدبية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024