تتضمن المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر زياد جزائري قصائد غزلية متنوعة فيها نفحات روحانية وهواجس إنسان عاش تجربة معينة يختصر فيها نماذج عاطفية أخرى نظراً لتنوع المواضيع المطروحة .

تقتصر المجموعة على قصائد منظومة في فترات مختلفة من الزمن تبعاً للحالات النفسية والاجتماعية التي عاشها الشاعر متأثرا بالمتغيرات العاطفية واللواعج القلبية التي أشعلت أحاسيسه فنقلته إلى عالم آخر دفعه ليحول ما في داخله إلى تراكيب وتعابير شعرية أصبحت على الورق قصائد شعر.

يقول في قصيدة ربيعي أنت: ربيع أنت مؤتلق.. فلا قلم ولا ورق.... يصور كل روعته ... وكم بشذاه احترق .

وتحتوي المجموعة قصائد تسير باتجاه عاطفي آخر لأنها أقل حرارة من القصائد الأخرى بسبب تبني الشاعر حالات اجتماعية وعاطفية لأناس غيره عاشوا قصصا وتجارب أراد أن يجسدها بقصائده فاختلف الخط البياني الشعري وهبطت العاطفة رغم السبك الفني الذي أتى متماسكاً ومتناغما مع التفعيلات الخليلية.

يقول في قصيدة حتى متى .. الحب ليس قرارنا ... فيه النجاح أو الرسوب.

تلفت المجموعة رؤية القارئ إلى وجود مقدرة على كتابة الشعر تضاف إلى ثقافة لغوية وعروضية تؤءدي إلى أبيات من الشعر تمتلك كثيراً من المقومات غير أنه يتباين فيها الدفق الشعوري بسبب استخدام بحور شعرية مختلفة الأنماط والتفعيلات بقصد من الشاعر وهذه الحالة ترد خلال الكتابة عن مواضيع عاطفية أو اجتماعية لا تخصه يقول في قصيدة الجوهرة الحزينة .. يا سيدة أعطت بسخاء .... ووفاء صانت بالود شريك الدرب.

تتفوق القصائد الاجتماعية في المجموعة على القصائد العاطفية لما فيها من أثر في أعماق نفسه التي يظهر أنها تحترم التقاليد والأخلاق والعادات الأصيلة فأتت تلك القصائد في أسلوب يتميز بالتماسك والتوافق بين مقومات القصيدة وعواطفها وطريقة اختيار القافية والروي فيتكلم عن قصة امرأة تامر عليها رجل وصديقتان مقابل مبلغ مادي فكانت الفاجعة يقول في قصيدة مصرع طهرٍ .. أي دمع يشفي وأي نواح .... ذبح الورد فاهربي يا أقاحي وهوى في الربيع زهر الروابي .... وتوارت في الأفق شمس الصباح .

تختلف البنية التركيبية والعاطفية في القصائد تبعا للمواضيع الموجودة وطرائق استخدام الموسيقا التي من شأنها أن تؤثر سلبا و ايجابا نظرا لمكانتها في أذن المتلقي التي اعتادت أن تسعد بهذا النوع من الشعر وتحتفي به كلما كان قريبا من همها.