الأحد 2012-04-08 13:11:58 الفن التشكيلي
عادل داوود يراهن بمعرضه على مقاربة التعبير بالتجريد الفني
استطاع الفنان التشكيلي الشاب عادل داوود في معرضه الفردي الأول في صالة الآرت هاوس مقاربة عدة تقنيات في تكوين بنية اللوحة الفنية مستخدماً ألوان الإكليريك والزيتي والمائي حيث تمكن بعد عدة معارض جماعية أقامها في محافظات القطر وخارجه من أن يجد هويته كفنان تجاوز المخابر الأكاديمية التي اتبعها في كلية الفنون الجميلة بدمشق خالصاً إلى تكوينات بصرية نابعة من صخبه الداخلي إزاء العالم.

وتميز المعرض الذي ضم قرابة عشرين لوحة بطاقة تخييلية للأمكنة والأزمنة والأشخاص آخذاً بعداً درامياً في التصوير ومحاكاة الواقع بريشة ذات حساسية خاصة كرست الانطباع كلحظة مصادمة مع الحياة ذاتها بعيداً عن كليشيهات المدارس الحديثة في الفن لتكون لوحات المعرض بمثابة نقلة زمنية بين جيلين من التشكيليين السوريين.

وقال داوود في تصريح لسانا أمس: إن عملي على اللاوعي لنقل الصخب الذي أشعر به في داخلي إلى مساحة اللوحة ساهم إلى حد بعيد أن أنتقل بمقترحي اللوني من الحالة التعبيرية البحتة إلى مستويات أكثر رمزية محولاً العمل الفني إلى محض علاقات تجريدية نابعة من شخوص لطالما تأملتهم في حياتي اليومية دون أن أقع في تصوير الواقع بشكل فوتوكوبي.

وأوضح الفنان أنه استخدم في أعماله مزيجاً من الفحم والمائي والزيتي لخدمة الحالة التشكيلية للتعبير عن الرؤية والخطاب البصري من أجل إيصال المتعة للمتلقي لأميز بين العمل على الإكليريك كعمل فني أكثر فطرية وبين الزيتي الذي يستغرق مني ساعات طويلة من الجهد والتأمل لإنجاز حواف اللوحة وموضوعاتها الرئيسة.

وقال داوود إن الحالة التعبيرية التي أطمح لإنجازها في لوحاتي استقيتها من التيار الفني الذي نشأ في القرن التاسع عشر جنوب ألمانيا وأثر في العديد من الحركات والتيارات الفنية في الشرق حيث تصدت هذه الحركة لكل التشويهات الجمالية في المجتمعات الإنسانية من أجل رفع ذائقة الناس والنهوض بوعيهم التشكيلي إلى مصاف عالم الجمال اللانهائي وغير المستهلك في المخيلة الجماعية للبشر.


وأضاف ان العمل التعبيري هو حالة ثورة في الفن المعاصر تصدى للكثير من قيم البشاعة التي خلفتها الحروب على مدى العصور حيث يصبح الفنان هنا بمثابة عالم جمال ينقل مونولوجه الداخلي عبر عزلته الطويلة إلى الآخرين من خلال اللوحة الفنية بطاقة شعرية خالصة قادرة على تفكيك الواقع وإعادة تركيبه من جديد.

وكشف داوود أنه تأثر بأعمال الفنان الإسباني تابيز الذي تميز بجرأة التكوين البصري من خلال حلول تشكيلية كونت شخصية هذا الفنان لكنه في أعماله يستمد طاقته من الضوء واللون من بيئة الجزيرة السورية التي تتمتع بمناخات لونية خاصة بأزيائها وترتبها وتلقيها لضوء الشمس والقمر.

وقال: إن المعرض استغرق أربعة أشهر من العمل المتواصل بعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة عام 2011 بعد مشاركتي في معارض فنية جماعية في السويد والنمسا عام 2010 وذلك بالاشتراك مع الفنان العراقي حاوي عبد الرحمن عبر العمل على المفاهيمية في الفن التشكيلي المعاصر لنقل الأسلوب الغربي إلى اللوحة الشرقية الحديثة.

يذكر أن الفنان عادل داوود من مواليد الحسكة 1980 وحائز المركز الأول في كلية الفنون الجميلة بدمشق والمعرض يستمر حتى الحادي والعشرين من نيسان الجاري
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024