الثلاثاء 2012-03-27 18:03:29 أدبيات
(الرماد) قصص عن أوجاع الحياة المعاشة بعفوية وقناعة
الرماد عنوان مليء بالأسى وراءه مجموعة من القصص التي يفور الحزن من حروفها ويتدافع الألم من تعابيرها معبرا عن أوجاع طبقة اجتماعية تعيش الحياة بعفوية وقناعة حتى لا يثلم شرفها ولا يتزعزع كبرياؤها وهي لا تطلب على هذه الأرض المليئة بالمتناقضات إلا العيش الكريم البعيد عن متاعب الغنى والمكاسب المليئة بالضلال.
تختلف العناوين في الرماد للكاتب سهيل الشعار بيد أنها تتوحد في الرؤية المعبرة عن الحركة الاجتماعية والإنسانية بين الناس البسطاء والطيبين الذين يربون أولادهم بعرق جبينهم ويأكلون خبزهم بشقائهم لعله يريد أن يقول ما زالت الإنسانية ترزح تحت نير الظلم والاضطهاد فمنذ وجد الإنسان وجدت الطبقية ووجد التسلط ويتجلى ذلك خلال حركة الشخوص والمصير الذي ينتظر كل منهم في خاتمة كل قصة.
ترفض المجموعة القصصية أن تعترف بالفرح وإن وجد هذا الفرح مصادفة فلابد أن يمضي دون أن يتكرر لأن شهوة البشر إلى الظلم قائمة ولأن الذين يملكون القوة تنسحب من دمهم الإنسانية فيخنقون الفرح قبل وصوله إلى ذروته.. حتى الحب يحاط بالمنغصات فالفقير يجن ويسكن مقابل الموت والقهر ويكسب شيئا مقابل الاستلاب.
يتحدى الكاتب في طرحه النظريات الأخرى التي تنشد التفاؤل الأقصى لأنه أدب لا يرى إلا نصف الحقيقة فيزور النصف الآخر والأدب الحقيقي هو ذلك الذي يتمكن من التكون بين الحالات والحركات الاجتماعية راصدا تداعيات الإنسان وحركاته وانفعالاته وعلاقته بالبيئة وتطوراتها لأن الكاتب أولا وأخيرا يكتب للإنسان وإن حاول أن يتجاوز الإنسان وفهمه وقضاياه يكون الأدب قد سقط في الهاوية.
يعتمد سهيل الشعار على إشعال الحبكة منذ بداية القصة لتتصاعد وتنمو حتى النهاية مركزة على الجرح والعاطفة وتختلط عناصر القص بالأحداث والعواطف ليتكون النص الإبداعي الذي يتركه منسابا بشكل عفوي ليصل إلى نهاية الحدث تاركا للإثارة والدهشة مكانهما.
يبين الكاتب في المجموعة أنه جزء لا يتجزأ من الحزن الساكن بين تراكيب و تعابير القصص لأنه يستخدم لغة / أنا / ويتبنى في سرده الشخصيات البطلة ويتحمل مسؤولياتها وهي تتحرك خلال الأحداث المكونة للقصص ويتوخى الحذر لأن /الأنا/ الأدبية في المجموعة نزيهة وحالمة إلا أن الحالة الإنسانية العليا لم تثبت وجودها على الأرض حتى الآن.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024