السبت 2012-02-25 15:01:05 أدبيات
وكانت القصيدة
بقلم , أدونيس حسن
كانت القصيدة ...قد نطقت السؤال
من خلايا شمعها أسئلة
تضيء الأماكن باستقرار أزمنة
وهي لا تدري أنها ولدت من رحم السر جوابها

مرة ...
تسلسلت القطع ... انتثرت مراتب الشظايا
وأخرى ...
تراكمت عفوية الفطرة في وعاء انتظام فوضى التكلف
فلفها الرحيل بماء الاقتراب
وخلع عنها صحارى الابتعاد

لم تكن تدري وهي ترسل الرأس في سويداء القلب
أنها تمد العمر بزمن جديد من لؤلؤة تلمع بين يدي ذهنها
انتشلتها من سحيق وديان الوجدان

ولم تعلم أن المعرفة تقع في جهة العقل من الأرض
حتى سألت عن المسافة
وكل الظن أن الجواب
لن يأتي من الأقاصي
بل من يقين المدن بالحدود

اهتزت سموات الضياع
بزلزال الدوي القادم من موج ارتطام جسده بتلال العثور على حقيقة ٍ
لا مر في مذاقها...
إلا لمن ركن بين جدران الجهات
ولا حلاوة من طعمها...
إلا لمن تلقف الرطب المتساقط من نخلة.. ودون أن يهز أحد جذعها
واقعة في سفر الإشارة عن المكان

شيعت المعجزةُ العجزَ
كفنته بالثوب العفيف
دفنته تحت الشمس بهدوء الغروب
كتبت على رخام الفقدان كلمات
صبَّ فولاذها الثغر الطالع من وجه البدر المعلق في قبة الليل الراكن بحضنٍ
استمد الدفء من موقد النذر لصوم عن حديثٍ
يلتهم قدرة الوصول من السعي

فاضت السكينة من أنهار القصيدة
على سهول الأعمار المنهوبة بنور الليل وضوء النهار
ورَبتْ من آثار أقدام القطرات أرضُ الربيع
انهارَ دوران الحول في بحيرة سكون رافعة الفصول
واستقر العمر في بيت الجوري..في غرفة الياسمين

من وقتها أُغلقتْ أبواب الطرق بوجه الخريف
فُتحتْ أمام السنابل القادمة من غابات البعد عن دول الشحوب
وغادرت الحاجة حراً ينضج حباتها
وموقداً يحمل البرد من خلاياها
في حافلة الرحيل

اعتمر آذار التاج المرصع بالقصيدة
وجلس على العرش المنحوت في سماء الخلود
مطمئنا للحكم الموشح بخيوط الحرير
والمنسوج بأنامل ميلاد النور
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024