الثلاثاء 2012-01-10 13:12:45 أدبيات
قصة قصيرة على جسر الميدان..
بقلم الكاتب والإعلامي الشاعر حسن الهلالي سلامة
- براغ-

وقفت .. مازلتُ
خلف ظهري ،
حلويات (أبوعرب)
وصانعو الكنافة المهرة
وبائع الشاورما
والطفل بائع المناديل الورقية ..
مازالت الحلوى ساخنة
برائحة السمن ولونها الجذاب ..
وأمام وجهي
أشارة المرور
مازالت خضراء / خضراء
والعابرون مطمئنون
وسيارات الأجرة
وبائعـو الياسمين
ورجلا مرور
وخمسة من الشرطة ،
وكل الذين تعودوا المرور هنا
والوقوف هنا
عند الصباحات الميدانية
على حالهم
بأفـئدتهم الطيبة
بأحلامهم البسيطة ..
لم يكن أحدهم يتوقع
أو يتوجس خيفة
أو تسول له نفسه
أن هذا الصباح سيقدّه أحدهم
ويغرس فيه الشطايا والمسامير
والنار المؤدلجة..
لم يكن أحد العابرين
بعد اندلاق علبة اللبن؛
يدرك أن كل هذا البياض يغيظ المارقين
حتى الصبي بائع المحارم الورقية ،
أقسم أن يلملم بمحارمه
قـطرات دمه على الجدار ..
كل العابرين البسطاء ،
تم اغتيالهم ،
بفاتورة ما .. استلمها الفاعل
وتم تجييرها إلى القابعين
في الرجس
والغرف المظلمة
عند أدعياء العدالة والحرية
وعند حاملي عـُقدَهم والدولارات..
أي صباح هذا الذي اشعلوه
وأي انتصار ..؟
أية ثورة
أي رؤى أو حضور
وأي تخيـّل للذي كان ، ساعياً
لأطفاله الزغب منذ الفجر ،
وصار على حائط الجسر
كأنه صورة من جلجلة..
ما المسألة ْ..؟
ومن أي تخوم الحقد
جاءت كومة الغدر ..؟
..
من كل الإتجاهات ،
ومن كل النوايا السيئة ..
..
يا الذين صاروا
خريطة وطن على الجسر
وبقايا جسد على الأرصفة
لكم القيامة
والمحجة
لكم الحمائم المجنحة
والياسمين
لكم العيون الدامعة
والبسملهْ ..
لكم القلوب الطيبة
لكم الدعاء
والنقاء
لكم الله ،
ولنا الصبر الحزين
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024