الأحد 2011-03-06 03:57:48 الفن التشكيلي
أيمن سمندر يجسد التقاليد الفينيقية برؤى حداثية في معرضه بخان أسعد باشا
استطاع الفنان أيمن سمندر في معرضه "منمنات فينيقية" الذي افتتح أمس في خان أسعد باشا أن يجسد الكثير من التقاليد الفنية للرسم والتصوير في الحضارة الفينيقية حيث تناول عبر أعماله تجليات تلك الحضارة سواء في موضوع اللون والأصبغة أو التكوينات كالرموز والوشم والأشكال الهندسية إضافة إلى تركيزه على مجموعة من الخامات على صعيد المواد المستخدمة في تشكيل أعماله.
وتنوعت الأساليب التي اشتغل عليها سمندر بين اللوحات والمجسمات والمنحوتات حيث تمكن من صنع تشكيلات فنية فيها ملامح من مراحل تطور الفن في تلك الحضارة وتجلياته المختلفة جاعلاً من كل عمل بمثابة مظهر جمالي يبعث على التفكير في فن قديم يعود إلى أكثر من 35 ألف عام قبل الميلاد فضلاً عن الأحاسيس التي أضفاها طريقة عرض الأعمال ضمن أنماط مختلفة من الإضاءة.
20110305-214015.jpgوعن هذه الأعمال قال الفنان سمندر في حديث خاص لوكالة سانا: استخدمت موتيفات ورموز الحضارة الفينيقية من أجل إبداع أعمال فنية حديثة ومعاصرة بمعنى أنني استفدت من الإرث الفينيقي في سبيل بناء عمل معاصر يتغذى من الرموز والألوان والقيم التشكيلية المختلفة لتلك الحضارة دون أن أبقى سجين تلك القيم بل سعيت للخروج منها إلى قيم تشكيلية جديدة لها نكهاتها الحداثية.
وأضاف الحاصل على درجة دكتوراه من كلية الفنون الجميلة بدمشق في موضوع التقاليد الفنية للرسم والتصوير في الحضارة الفينيقية أفادني اشتغالي مع البعثات الأثرية في مواقع فينيقية مثل عمريت وغيرها في الاطلاع على كيفية البحث والتوثيق والحفاظ على دقة المعلومات وهذا ما كان له انعكاس في إنتاج أعمال على درجة عالية من الدقة من ناحية الأشكال والرموز التي كانت موجودة على جدران الكهوف أو التي كان يتزين بها جسد الإنسان الفينيقي أو التي يزين بها أدوات المنزلية كالفخار.
وتستطيع من خلال متابعة أعمال سمندر أن تلحظ انعكاس مزاج ثقافي يجمع بين دراسة لعوالم الفينيقيين الفنية في التصوير والرسم وبين روءيته الحداثية بمعنى أنه ينتقل من الفن الذي أنتج الأبجدية الأوغاريتية إلى أبجديات فنية يختارها بعناية وبدرجة عالية من الدقة في رسم ملامحها القديمة.
وعكست أعمال هذا الفنان قدرة على المزج بين تصوير مشاهد الصراع مع بعض الحيوانات الخرافية مع استخدام بعض الأحرف التزيينية فضلاً عن الإرث المأخوذ من التصوير الجداري والرسم على الأواني والصحون الفخارية وكذلك الوجوه الزجاجية والموزاييك والرسم على العاج إضافة إلى الأقمشة الملونة وغيرها من التقنيات المميزة للفن الفينيقي.
يذكر أن سمندر هو أول الحاصلين على شهادة دكتوراه من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وأن المعرض يستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024