الأربعاء 2011-02-23 14:41:01 موســيقا
عابد عازرية.. على مسرح الأوبرا.. أغانيه مواضيع للبحث، وأنغامه من روح النص

اشتهر الفنان السوري العالمي عابد عازرية بأدائه الخاص وباشتغاله على النصوص الصوفية القديمة محاولاً إعادة قراءتها وتلحينها معتمداً على مزيج من الآلات الغربية والشرقية وبمشاركة فنانين من مختلف الثقافات.
يستعد عازرية لإحياء أمسية موسيقية على مسرح الأوبرا في 1/3/2011 ، عن اختياراته لأغاني هذه الأمسية قال عابد عازرية "هناك خط يجمع أعمالي كلها، بالتالي كل ما أقدمه جديد حتى النصوص التي تبدو ظاهريا أنها قديمة كنص جلجامش مثلا فإذا راسلنا كل بلاد العالم سنجد حوالي 12أو14 ترجمة للنص بعد هذه السنين، مما يثبت أنه لا يزال مطلبا أساسيا عند الكثير من الناس، سأقدم في الحفل باقة هي تلخيص لأهم النصوص المؤسسة لحضارة الشرق الأوسط بشكل يبرز غنى الإنسان في هذه المنطقة".
وعن العلاقة بين أسلوبه وروحانيته الموسيقية أوضح عازرية " لم أعمل في حياتي على أغنية بل أعمل على موضوع ما فهناك أسطوانة عن الصوفية، وهناك ملحمة جلجامش وأخرى عن الشعر الأندلسي والشعر المعاصر، كل مادة فيها موضوع . بالنسبة لي الدليل الموسيقي هو القصيدة (النص) بمعنى أنني أستمد النغم من روح النص وأتبعه، وليس هو من يتبعني، موسيقاي تشبه الموسيقى الكلاسيكية وموضوع النص فيها مهم فمن خلاله أرى الحروف المخبأة وتكون تلك قراءتي الشخصية".
في سؤال عن الدمج بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الكلاسيكية بشكل يقتصر على التوزيع الموسيقي على الآلآت، وكيف دمج هذه الموسيقا بشكل يعكس شخصه ومعارفه تحدث عازرية "أكثر الأشياء التي سمعتها في البلاد العربية وغيرها هي كما يقال في لغة المعلوماتية (قص ولصق) بحيث لا يوجد هناك إدراك أن لكل موسيقى غربية أو شرقية قوانينها والخلط بينهما هكذا صعب ويولد شيء غريب وبشع، في حين أنه يحتاج لوقت طويل ودراسة معمقة، ولا ننسى أننا في بلاد الشرق مزيج من الأديان والثقافات فمن أرضنا خرجت الأديان وكان لدينا الفلاسفة فلماذا لا نملك فرصة التعرف بالموسيقى الغربية لا سيما أن الموزع الغربي لا يخدمنا نحن في الشرق لأنه قد يلحن لنا من وجهة نظره هو كشخص غربي لذلك حتى لو كان هناك تعاون مع شخص غربي فلا بد أن تكون لدينا يد كبرى في أي موضوع يصار فيه تعاون بين الغرب والشرق. المحيطون بي من موسيقيين يميزون أسلوبي ولحني، وهذه المهارة تحتاج وقتا طويلا حتى يصبح للموسيقي أسلوب وهوية موسيقية فمن أراد الوصول لمبتغاه يجب أن يقرأ ويتابع ويطلع أكثر، وقد ثابرت 30سنة حتى وصلت إلى هذه المرحلة، فخلال هذا العام أعدت عرض ملحمة جلجامش مع نفس النغم واللحن الذي قدمته منذ كان عمري 22 عاما بسبب قناعتي فيه ولكن أعدت ترجمة الكلمات موسيقيا وهناك تغيير في التوزيع".
وأضاف في موضوع الدمج بين الموسيقى الغربية والشرقية أن ذلك يرتبط بالهارموني، فهناك طرب فكري وطرب روحي أو عاطفي، والمشكلة اذا استخدمنا الطرب الغربي فقط وهو الفكري يمكن أن يؤذي الموسيقا العربية كثيرا ، لكن يمكن أن نأخذ منه جانب ما بعد عصر النهضة فالتوزيع أو الكتابة الموسيقية فيه أقرب للعربية، ولا ننسى أهمية العازف فهو يعيد صياغة الموسيقا، وهي عمل إنساني قبل كل شيء.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024