الإثنين 2010-11-08 19:43:22 نحاتون
تجسد عمق العلاقة المتجذرة بين سورية وإسبانيا.. 6 منحوتات لفنانين سوريين في حديقة دمشق بالمونيكار الإسبانية
ازدانت حديقة دمشق الواقعة في مدينة المونيكار الإسبانية التي تبعد 70 كيلومتراً عن غرناطة بستة أعمال هي حصيلة الملتقى النحتي السادس الذي شارك فيه الفنانون السوريون أكثم عبد الحميد وأبي حاطوم ووضاح سلامة وسنان محفوض وغاندي خضر.
وقال الفنان عبد الحميد المشرف على فريق النحاتين السوريين في تصريح لوكالة سانا في دمشق إن المنحوتات الست المنجزة تمثل العلاقة التاريخية المتجذرة بين سورية وإسبانيا من خلال محاكاتها للأبعاد الثقافية والاجتماعية المشتركة بين السوريين والإسبان.
20101107-162523.jpg
وأضاف أن هذا الملتقى يأتي ضمن مشروع الحدائق النحتية السورية أحد المشاريع الثقافية التي يحرص النحاتون السوريون على متابعتها في مدينة المونيكار الإسبانية وأحد المشاريع المشتركة بين وزارة الثقافة وبلدية المونيكار بالتعاون مع المركز الثقافي السوري في مدريد ومعهد الفنون التطبيقية في دمشق.
وحول عمله النحتي أوضح عبد الحميد انه قدم عملاً على هيئة كتاب يحمل قصة الأندلس فقسمه إلى جزأين الأول كعب الكتاب ويمثل دمشق التي صاغ رسمها بالخط الديواني وحفره بشكل نافر وطعمه بالزخارف العربية أما كلمة الأندلس التي تمثل امتداداً لدمشق فكان نصفها في الجزء الأول والباقي في الجزء الثاني مع مدينة المونيكار.
وأضاف أن حركة سطح الكتاب حملت زخارف عربية وبعض الأحرف والكلمات المشغولة باللون مع حركة الظل والنور لإظهار دلالة العمل وهدفه.
وقال عبد الحميد إن هذا الكتاب دليل على الإرث العربي الإسباني المشترك وهو يسرد قصة الأندلس التي بدأت من دمشق وانتهت في اسبانيا من خلال تجزيئه إلى قسمين دمشق والأندلس بينهما فراغ بحدود 50 سم يمثل البحر الأبيض المتوسط.
وعن الأعمال الأخرى تحدث عبد الحميد قائلاً إن النحات سنان محفوض أنجز منحوتة تمثل شجرة الزيتون التي تتميز بها منطقة البحر الأبيض المتوسط بينما اشتغل النحات وضاح سلامة عملاً هو عبارة عن ملك جالس على كرسي في نهايته أمواج ورأسه على هيئة صقر.
بينما قدم النحات أبي حاطوم عملاً مزدوجاً نفذه بشكل واقعي متقن يمثل ثورين سماهما المحاربين القدماء في حين قدم النحات غاندي الخضر عملاً يمثل إنساناً من مدينة المونيكار الإسبانية يرفع يده على جبينه متجهاً بنظره إلى الشرق العربي ويتطلع إلى أقصى نقطة فيه في دلالة على العلاقة المتجذرة بين إسبانيا ودمشق.
20101107-162544.jpg
وأوضح عبد الحميد أن مضمون المنحوتات المنجزة من قبل الفنانين لاقى إعجاباً كبيراً لدى أهالي المدينة ولاسيما أنه يتمحور حول التاريخ المشترك بين السوريين والإسبان فضلاً عن البصمة الجمالية التي تم وضعها في المكان مشيراً إلى أن المشروع النحتي السوري مشروع متوافق عليه من كافة أقطاب مدينة المونيكار حتى إن هناك الكثير من التجارب والمشاريع المقبلة.
وقال عبد الحميد إن الخطاط المؤمل عكرمة شارك إلى جانب الملتقى بمعرض للخط العربي وقام بورشات عمل في المدارس وتعليم الحرف العربي للأطفال وكذلك في مركز لرعاية المسنين حيث علمهم كيفية رسم الخط العربي.
وأوضح عبد الحميد أن التواصل مع أهالي مدينة المونيكار وعمدتها كان متميزاً حيث تفاعلوا بشكل كبير وساهموا بإنجاح الملتقى وإنجاز منحوتات تمثل البصمة السورية الجمالية وتحمل في مضامينها الثقافة السورية الرائدة.
 يذكر أن فكرة الحدائق النحتية السورية انطلقت من ملتقى النحت الذي أقيم في مصياف عام 2005 وتم الاتفاق خلاله على إقامة أسبوع ثقافي سوري في مدينة المونيكار من خلال استضافة حفلات موسيقية سورية ومعارض فنية تشكيلية وكذلك ملتقى النحت.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024