الثلاثاء 2010-10-04 23:17:35 اخترنـــا لكـــم
ندوة الفن العربي في عالم يتغير.. الهوية الخاصة للعمل الفني وسيلة الوصول إلى العالمية
استكملت ندوة الفن العربي في عالم يتغير التي تقيمها صالة رفيا للفنون أعمالها في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بجلسة مساء أمس تحت عنوان (دور الفن في المجتمع) تحدث فيها كل من الباحثين التونسي محمد بن حمود والمغربي موليم العروسي والعراقية ندى شبوط وأدارتها الدكتورة حنان قصاب حسن .
وحددت مديرة الجلسة نقاطا للانطلاق بالحوار ركزت فيها على التدرج التاريخي للعمل الفني حيث قسمتها إلى ثلاثة أقسام بدءاً من المنحوتة واللوحة البدائية الفطرية التي تعبر عن جزئيات وتفاصيل حياة الإنسان الأول مروراً بارتباط الفن بعصور النهضة وبروز التيارات الفكرية والفلسفية ما أدى لنشوء المدارس الفنية وصولاً إلى تقديم العمل الفني المعاصر اليوم.
ولفتت قصاب حسن إلى أهمية التفريق بين العمل الفني المخفي قديماً في الكهوف ومن بعدها في القصور وصولاً اليوم إلى المتاحف وبين العمل الفني المعروض للناس في المشاهدات اليومية حيث صار متاحا للاقتناء أو التأمل كالأعمال الفنية المعاصرة في الشوارع.
من جانبه أشار الدكتور بن حمودة إلى أن الفن كحالة إبداعية تعتمد على المادة في تكوينها البنائي عموماً يعتبر شيئاً جديداً على المجتمعات العربية التي ترتبط بتراثها الشعري المتأمل والمبني على اللغة والجملة والمعبر عن الخيال.
وأكد بن حمودة خصوصية الهوية في العمل الفني كوسيلة للوصول إلى العالمية لكون المحلية هي السمة التي تميز العمل الفني وتدعو الآخر لتلقيه والتفاعل معه وتقييمه مبيناً أن الغرب يعيش حالياً صدمة من تداعيات الفنون المعاصرة التي أتاحت للناس التفاعل مع العمل الفني ما أعطى هذا الفن سمة الآنية والتفاعلية وخلق حركة جماعية لا يمكن إيقافها.
بينما قال الدكتور العروسي إن الفنان العربي ظهر عندما استطاع صاحب الحرفة أن يقدم عملاً فنياً متقناً يحمل المتعة والفكر ووضع توقيعه عليه وهذا ارتبط بظهور التيارات الفلسفية والاجتماعية الجديدة والتي كانت تطرحها بعض المؤسسات المعنية بتدريس الفن وتخريج الفنانين الملتزمين بدورهم الفني والفكري والاجتماعي.
وأوضح الباحث المغربي أن الفن بمعناه التقني هو إتقان الصنعة وهذا يختلف عن الإبداع الذي بدأ في تاريخ محدد من عمر البشرية وهو مرتبط بالفرد بشكل خاص ويعبر عنه مبيناً أن الدادائية كانت أول حركة فنية تكرس الإبداع كفن يعبر عن أصحابه.
وأكد العروسي أن انتشار دور المزادات الفنية وصالات العرض في الدول العربية وخاصة في دول المغرب العربي يدعو للتفاؤل بواقع الفن التشكيلي والفنون عموماً لكن التمعن في حال أغلب الفنانين العرب يبين أن هذه ظاهرة تكرس أسماء وأساليب عمل فنية محددة دون غيرها.
وأشار أستاذ الفلسفة وعلم الجمال إلى أن الهاجس الأهم الذي كان يؤرق الفنانين والفلاسفة كان يتركز على هوية اللوحة ما أعطى الفن التشكيلي دوراً أساسياً في المجتمع مبيناً أن ما يحدث حالياً من ابتعاد عن هوية اللوحة لحساب البديل الجمالي يعتمد على وصفات تقنية وليست فكرية.
وأكد الباحث المغربي أن على الفن المعاصر العودة إلى التزامه بقربه من الناس والابتعاد عن المتحفية وإعادة النظر بمعنى الإبداع المنطلق من القدسية إلى جانب ضرورة التخلص من توابع المدنية بما تعنيه من قواعد ونواظم مبيناً ضرورة إعادة النظر في علاقة الفنان بالأشياء التي تأخذ هيئة البرامج الفكرية إلى جانب العودة إلى الجذر في فكرة العمل الفني.
أما الدكتورة شبوط فرأت أن الحداثة تجربة حضارية مستمرة كمشروع فكري فني عالمي استطاع أن يكسر حاجز الجنسية ليقدم الفنان نتاجه لكل العالم بصيغة جديدة مبينة أن مؤسسة الدولة في الغرب وفي بعض الدول العربية تراجعت عن تمويل ودعم الفن لصالح السوق وصالات العرض الفنية والملتقيات فصارت التجاذبات الاقتصادية للأعمال الفنية هي التي تحدد مكانة وأهمية الفنان والعمل الفني.
وأكدت الباحثة العراقية أن هناك الكثير من الفنانين في دول الغرب ينتجون العمل الفني التقليدي كاللوحة والمنحوتة ولا يجدون مكانا في صالات الفن المعاصر مبينة أن من رفض نظرية الهوية للعمل الفني من الفنانين العرب عاد عن هذا الرفض لأن الغرب ينظر إلى الفن كسلعة تنتمي إلى مجتمعها وثقافتها ومحليتها لتستطيع التقريب بين الحضارات المختلفة.
وركزت نقاشات الحضور على مجموعة نقاط منها أهمية متاحف الفن المعاصر كحالة توثيقية آنية لتاريخ المستقبل ودون الانزياح عن التزامات هذا النوع من الفنون بقربها من الناس وتفاعلها معهم إلى جانب أهمية الإعلام اليوم في توصيل العمل الفني للجمهور حتى مع نزوله إلى الشارع.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024