تسلم الموسيقي أثيل حمدان مناصب إدارية عدة كمدير معهد صلحي الوادي للموسيقا وعميد المعهد العالي للموسيقا كما تعددت المجالات الموسيقية التي دخلها من تدريس وتأليف إلا انه يصر على التعريف بنفسه كعازف آلة التشيللو.

ويعتبر حمدان ان هذه الصفة هي ماهية حياته وهويته الحقيقية مع تغير كل المهام والمناصب الأخرى لتبقى هي الثابت الذي لا يتغير وتستمر علاقته مع آلته من خلال التمرين الدائم وإقامة الحفلات وتطوير المهارات وزيادة وتراكم المعارف عبر متابعة الاطلاع على كل ما هو جديد.

وعن مشروعه الموسيقي يقول حمدان في حديث لسانا .. “مشروعي الشخصي كعازف منفرد مشروع يتطور فأنا أعمل باستمرار على ان أكون في جاهزية جيدة وأدرس مؤلفات حديثة دائما سواء لمؤلفين جدد أو مؤلفات قديمة لم أعزفها” مبينا ان اهتمامه بموسيقا الحجرة يأتي من كون هذا النوع من الموسيقا يساعد على تطوير الموسيقيين من الناحية التقنية والفنية والدرامية.

ويتابع حمدان.. لدي تجارب في التأليف الموسيقي لعدة أفلام ومسرحيات ورغم ذلك لا أحاول إطلاق صفة مؤلف موسيقي على نفسي كون هذا علما قائما بحد ذاته ويحتاج لتراكم علمي وعملي كبيرين مشيرا إلى ان الموسيقيين السوريين الشباب يحاولون في هذا المجال وهناك تجارب تأليفية موسيقية قليلة تحمل قيمة وأهمية ولكن وجود هذه التجارب مهم وسيتطور شيئا فشيئا.

ويوضح حمدان ان هناك عقبات تواجه الموسيقيين المهتمين بمجال التأليف الموسيقي كالانتاج والتسويق ما يعيق إظهار ما لديهم من إبداع كمؤلفين موسيقيين ويضغط على موهبتهم ما يحد من تطور هذا المجال لافتا إلى ان هناك أسماء مؤلفين موسيقيين سوريين مهمين على المستوى المحلي والعالمي كالمؤلف الموسيقي زيد حبري.

ويشير عازف التشيللو في رباعي دمشق الوتري إلى ان الموسيقا في سورية تأثرت كثيرا بالأزمة طوال أكثر من أربع سنوات من خلال سفر العديد من الموسيقيين والأساتذة في المعهد العالي للموسيقا إلى الخارج ما شكل نقصا في الكثير من المواقع والفرق الموسيقية مبينا انه رغم هذا النقص ما زالت النشاطات الموسيقية والتدريس في المعهد العالي مستمرين دون توقف مؤكدا ان من بقي في البلد من الموسيقيين ما زالوا قادرين حتى الآن على سد الثغرات وهم يعملون بجد كي لا يتوقف النشاط الموسيقي بل ان يتطور أيضا.

ويقول حمدان.. “ان الموسيقيين السوريين اليوم ليسوا بحالة جيدة من حيث الأجور وعدد الفعاليات والنشاطات بسبب الضغوط الاقتصادية الكبيرة على البلد بسبب الأزمة” لافتا إلى ان الشركات الخاصة والقطاع الخاص عليها مسؤولية يجب أن تتحملها إلى جانب المؤسسة الثقافية الرسمية التي تتحمل وحدها حتى الآن أعباء النشاط الموسيقي في هذه الظروف الصعبة.

ويضيف .. ان القطاع الخاص يقوم بدور كبير في إنتاج وتسويق وتطوير العمل الموسيقي وذلك في أغلب دول العالم إلا ان الشركات الفنية المنتجة لدينا لم تدخل هذا المجال حتى الآن فهي تنتقي من الأعمال الفنية ما يعود عليها بالربح المادي الأكبر المادي الأكبر والأسرع فقط دون اكتراث بالحالة الفنية الثقافية.

ويرى العميد السابق للمعهد العالي للموسيقا ان أداء المؤسسة الثقافية الرسمية بما يخص الموسيقا متوسط في ظل الظروف الصعبة مبينا انه من الممكن الارتقاء بهذا الأداء وتطويره من خلال زيادة الدعم لهذه المؤسسة التي بدورها ستقدم الدعم لمختلف القطاعات والفرق الموسيقية بصورة حقيقية لينعكس هذا على الأداء الموسيقي العام لافتا إلى ضرورة الاهتمام بزيادة تنسيق الجهود والتواصل مع كل الأطراف المعنية بالشأن الموسيقي للاستفادة من كل الطاقات الموسيقية الوطنية في هذه المرحلة الصعبة والاستمرار بالعمل الموسيقي وتطويره.

ولا يجد خريج كونسرفاتوار أوديسا الوطني ان هناك هوية موسيقية سورية منفردة بصورة عامة موضحا ان الموسيقا التي تقدم في سورية متمازجة مع الألوان الموسيقية المحيطة بها بفعل سيطرة شركات الإنتاج الموسيقية غير السورية على الإنتاجات الفنية العربية وغير العربية مبينا ان شركات الإنتاج لدينا لم تسع للبحث العلمي في هذا المجال لتقديم أعمال موسيقية بهوية سورية.

وينصح أستاذ آلة التشيللو في المعهد العالي للموسيقا كل الموسيقيين الشباب بمتابعة التمرين وزيادة القراءة والاطلاع الدائم على كل جديد في عالم الموسيقا لافتا إلى ان هذه الأمور تعتبر عملية متكاملة بالنسبة لأي موسيقي لكي يمد عقله وروحه بالعلم والتقنية للاستمرار والتطور.

ويعبر حمدان عن تفاؤله بمستقبل الموسيقا في سورية بعد انتهاء هذه الفترة الأليمة من حياتنا وختم بالقول.. “سنعود لصناعة موسيقا جميلة ومتكاملة تمثل الصورة الحقيقية لحالتنا الفنية والإبداعية وتعبر عن تطور العقل الثقافي السوري فما يقدم اليوم ليس أفضل ما لدينا ولا يمثل الحالة الفنية الصحية في سورية أفضل ما لدينا ولا يمثل الحالة الفنية الصحية في سورية”.

يذكر ان الموسيقي حمدان من مواليد دمشق عام 1970 درس الموسيقا من عمر سبع سنوات على آلة التشيللو في المعهد العربي للموسيقا “معهد صلحي الوادي حاليا” وأوفد إلى الاتحاد السوفييتي لمتابعة دراسته الموسيقية العليا حيث تخرج بدرجة ماجستير من كونسرفاتوار أوديسا الوطني عام 1995 وعمل عازفا في الفترة ما بين 1991-1995 في الأوركسترا السميفونية لدار الاوبرا والباليه في مدينة أوديسا وقام في العزف كصولو وكعازف مع أوركسترا في كثير من بلدان العالم وبعد عودته إلى سورية درس في كل من معهد صلحي الوادي والمعهد العالي للموسيقا وعمل عازفا في الفرقة الوطنية السيمفونية وعازفا في رباعي دمشق الوتري وشغل منصب مدير معهد صلحي الوادي للموسيقا بين عامي 2002 و 2005 كما شغل منصب عميد المعهد العالي للموسيقا.