شخصيات سورية احتفي بها لدورها الهام في اغناء الثقافة العالمية،، وليس اعتبار الفنان فريد الأطرش شخصية العام الثقافية من قبل اليونسكو، إلا دليلا قاطعا على تأثيره الموسيقي على مستوى العالم..
المشهد الثقافي السوري أيضا احتفى بمبدعيه، فكانت هناك محطات ثقافية متنوعة، أعادت تلك الإبداعات إلى الواجهة من خلال فعاليات متتالية، بدءا من الندوات الثقافية إلى التظاهرات السينمائية والحفلات الموسيقية، حيث لم يكن الموسيقار فريد الأطرش هو الشخصية الثقافية الوحيدة المحتفى بها، أيضا كان الموسيقي سامي الشوا عازف الكمان الشهير، حيث يتأكد دوماً فرادة الشخصية السورية وانجازاتها الإنسانية والحيوية، فتبقى محتفظة بتألقها مع مرور الزمن.
أما آخر الأمسيات الفنية، التي أعادت أعمال الفنان فريد الأطرش للواجهة، كانت بدار الأوبرا أحيتها الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة الفنان عدنان فتح الله، فكان الأداء الخلاق في كافة المجالات الغنائية والموسيقية، فأكدت بدورها استمرار الإبداع السوري وخلوده وعراقته، كما قدرته على التواصل مع الثقافة الإنسانية العالمية.
حول الحفل ومناسبته وأهم ميزاته، تحدث المايسترو عدنان فتح الله فقال: قدمت الفرقة الوطنية للموسيقا العربية حفلا، أحيت فيه ذكرى الموسيقار الراحل فريد الأطرش، وذلك في حفل افتتاح الاحتفالية المئوية لميلاد الموسيقار الأطرش، كما هي الذكرى الخمسين لرحيل الموسيقي سامي الشوا.
قدمت الفرقة العديد من الأعمال الموسيقية الآلية والغنائية من ألحان فريد الأطرش: (توته) من تأليف فريد الأطرش، وتوزيع الأستاذ رشيد هلال، ومن ثم قدمت الفرقة ثلاثة أعمال لفريد الأطرش من توزيع الموسيقي الفرنسي (فرانك بور سيل)، والتي كانت بمثابة دليل على تأثر الغرب بموسيقى فريد، وهذا ان دل على شيء يدل على نبوغة فريد الموسيقية، ثم غنى (محمد قباني) أغنية (أجل بهواك)، وغنت همسة منيف أغنية (أحبابنا ياعيني) من كلمات بيرم التونسي وألحان فريد الأطرش، غنى بلال الجندي قصيدة (ختم الصبر)، وهي أول قصيدة لحنها فريد الاطرش، وأثبتت قدراته على تلحين وأداء الأغاني الصعبة والمعقدة، ثم غنى مجد الحجار وهو كان مفاجأة الحفل، حيث إن مجد شاب عمره سبعة عشر عاما، وهو يتقن أسلوب فريد الأطرش في الأداء، إضافة إلى إتقانه وحفظه غالبية أغانيه، حيث قدم أغنية (علشان مليش غيرك)، ثم اختتم الحفل بوصلة لفريد الأطرش من إعداد الأستاذ (كمال سكيكر)، وأداء جزء من كورال الفرقة.
