http://www.

نتاجات أدبية منوعة في ملتقى فرع دمشق لاتحاد الكتاب الأدبي الثقافي الشهري

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 

الشاعر محمد الماغوط وأثره في الحداثة الشعرية… ندوة نقدية في ذكرى رحيله بثقافي أبو رمانة

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
نحاتون

النحاتـــة ســـيماف حســـين.. ليونــــــــة الخشـــــــــب في حفـــــــــــــل راقــــــــص

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
أدبيات

حبر وطن -1-

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
سياحة وتراث

بيوتروفسكي: التحضير لاتفاقيات لترميم الآثار التي طالها الإرهاب في سورية

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
كتب

(الهزات الأرضية.. الزلازل)… كتاب يرصد تأثيرها المدمر على البشر

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
مسرح

(توازن) تفتتح عروضها على مسرح الحمراء

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
رسامون

ترجمان يفتتح معرض سورية الدولي الثالث عشر للكاريكاتور

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
بعيدا عن الثقافة

الآثار السورية من الغرب إلى الشرق للمرة الاولى

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
البحث في الموقع
بورتريه

كوكش: الرواية هي العالم الأكثر رحابة والإنسان هدف مشروعي الكتابي

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
الفن التشكيلي

معرض للفنان التشكيلي مهند صبح في دار الاسد للثقافة بعنوان «اللاذقية الجميلة»

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
 ::::   الآثار السورية من الغرب إلى الشرق للمرة الاولى   ::::   بريشتها الساحرة ولوحاتها الملفتة ستصل إلى العالمية .. سلام الأحمد : الفن هو ملاذي الوحيد وأحضر لمعرضي الثاني الفردي قريبا   ::::   ميلين بدر تعود إلى الساحة الفنية بعد غياب دام 10 
أرشيف اخترنـــا لكـــم اخترنـــا لكـــم
العتابا ذاكرة الشعوب التي لا تشيخ

خاص سيريانديز - كتب خضر مجر

إناء رحب يتسع لكل ما ضاقت به النفس، فيه مقامات العشق والشكاية والهموم والفرح المطرز بالأوف والآه، يحمل بين ثناياه تاريخ وقصص شعبية تختصرها بلاغة قصره، وتعطيه من محسناته البديعية ما يجعله يتردد بسلاسة وعذوبة على أفواه الجميع.

شعر العتابا الذي لم يعرف بالتحديد مرجعية تسميته أهي حقاً من العتاب والشكاية التي هي أحد موضوعاته، أم هي نسبة لتلك المرأة عتبة بنت جبر الحسين التي فجعت بأبنائها، أم أن شعبية هذا اللون وتداوله هو من حجب صدق المرجع واحتفظ بحساسية المضمون والمُقدم، على أن الكثير من الدراسات أظهرت أن العتابا وما شابهه من الشعر الشعبي كالشعر النبطي مثلاً كان شائعاً منذ عصور.

تشتهر بلاد الشام والعراق بشعر العتابا الذي غناه الكثير من كبار الفنانين وعلى رأسهم الجبل اللبناني الفنان وديع الصافي رحمه الله والفنان السوري فؤاد غازي، وسمير يزبك وجوزيف صقر وغيرهم الكثير وقد اتُخذوا كمدرسة احتذاها وتعلم من أدائهم الكثير من المطربين المعاصرين، وخاصة فيما ينتقونه من جميل الشعر وقويه وألطفه وأعذبه.

وفي العتابا الكثير من الموضوعات التي تناولت الوجدان الإنساني بين كلف العشق والتمنع والهموم اليومية والوطنيات والبث الذاتي لمصاعب الحياة وهمومها، في لغة قائمة على التكثيف والوزن والجناس التام في نهايات الأشطر الثلاثة الأولى في حين ينتهي الشطر الرابع بكلمة نهايتها باء ساكنة مسبوقة بألف أو فتحة، والعتابا تقال باللغة المحكية بين الشعوب على اختلاف اللكنات ما يجعلها أقرب للقلب بعفويتها وبساطتها فمثلاً يقول أحد الشعراء :

دخلك بالصبر يا قلبي تحلى

التصبر ما ترك عقدة تحلى

وإذا كاسك بعد صبرك تحلى

السعادة بتكبر بذكر العذاب

فهنا مثلا نجد الشطر الأول دعوة للتحلي بالصبر " تحلى " الأولى ومع استمرار الفكرة في الشطر الثاني تأخذ كلمة " تحلى " فك العقدة والفرج أما الشطر الثالث فهو حكمة بليغة تأخذ فيه مفردة " تحلى " معنى المذاق الحلو ليقفل بيت العتابا بفلسفة حياتية وجودية وهي أن السعادة ستصبح ذات قيمة أكبر إذا ما استذكرنا المصاعب التي ممرنا بها.

وليس غريباً أن نجد في العتابا التناص الديني والمقاربات بين الأساطير والروايات الشعبية وقصص العشاق وسير الأبطال، فهي لا تنفصل عن مرجعيات الفكر الإنساني والنفسي فنجد لغة العتابا ثرة وافرة غنية بما يثير الفكر وتداعب أوتار الروح فتفيض بما خبأته الأبدان داخل أسوارها، فإذا بالمتلقي أمام طوفان داخلي يهدم أسوار الأنا لتسقط الآه على خد اللحظة، يقول أحد الشعراء :

يا حادي الضعن يا راكب ع صبحاي

اخبرهن ما بقى فيي عصب حي

متل موسى ما بدل عصى بحي

حبابي بدلوني بلا سباب

في مثل هذا البيت نجد التكثيف العالي والتناص الديني ليبدأ بمناجاة الحادي الذي يمتطي ناقته البيضاء وقد خالطها الحمرة "صبحاي " الأولى ليأتي في البيت الثالث وقد غلت براكين الذات بالألم ليقدم لنا ما حل به من ألم وعذاب في مقاربة مع قصة عصا النبي موسى التي استحالت لحية تسعى.

وفي تاريخ العتابا يتوقف الباحثون عند قصة الشاعر الأول كما يعرف عبدالله الفاضل المعروف باسم "ساري" الذي سكن في قرية (إثرية)  التابعة لمدينة سلمية في محافظة حماه سورية وفيها بيت كبير يطلق عليه قصر الشيخ عبدالله الفاضل، و بسبب إصابته بالجدري وقد كان مرضاً قاتلاً خاف أفراد القبيلة من انتشاره، فما كان منهم إلا أن عزلوا الشاعر ساري العبدالله مع كلبه "شير" وبعض الماء والطعام، راحلين عنه نحو جبل مكحول في العراق كما تقول الرواية، ليبقى وحيداً يصارع المرض والموت وكلبه يصارع وحوش البادية حتى يموت ويتعافى الشاعر بعدها فينظم بيتاً يرثي فيها حاله وهو من أشهر ما قال :

هلك شالوا على مكحول  ياشير

وخلولك من عظام الحيل  ياشير

يلو تبكي بكل الدمع  ياشير

هلك شالوا على حمص وحماه

في هذا البيت يختصر الشاعر كل معاناته وقصته التي تناقلتها القبائل عبر الأزمان فهو يتوجه بالحديث إلى كلبه " شير " بعد أن ارتحل قومه إلى جبل مكحول في العراق منبهاً في الشطر الثاني إلى شر ما حصل مورداً اللفظة " يا شير " بمعنى يا شر الذي حصل أما الشطر الثالث فإنه يستخدم مفردة " شير " المأخوذة من الكردية ومعناها الأسد ليعبر عن هول الفاجعة وقد حارت السبل في الوصول إلى أهله وذويه بعد أن أخفتهم الجهات عنه وأضاع البوصلة.

تنظم العتابا وفق قواعد وأصول وأوزان لا يمكن تحاشيها فالعتابا تنظم على بحر الوافر غالباً مفاعلتن مفاعلتن مفاعي   مفاعلتن مفاعلتن مفاعي

وقد كانت العتابا حضناً واسعاً لأوجاع العشاق وكلفهم فإذا هم ينشدونها واصفين حبيباتهم وصبابتهم التي تمخر بهم إلى أقاصي الوله، ومن منا لا يحفظ بعضاً مما غناه العملاق وديع الصافي :

نشف نبع الهوى ومارويت غلي

جفت أرضنا وما جنيت غلي

وبريش الجانح الدفيان غلي

حتى سمعك دق القصاب

أو كما قال أحد الشعراء أيضاً :

بنات الدهر عني ما تكفو

جرحتوا القلب مرة ما تكفو

يا عالم مين متلي مات كفو

كتر ما نش دمعي بالتياب

وأيضاً قيل :

غبت عني غروب الشمس والوفي

نجيرك يم الحي عود والفي

كنت صغير لما كنت ولفي

كبرت و والفت غيري حباب

شكلت تحدياً كبيراً في السهرات وليالي السمر والأعراس الشعبية فيتبارى الشعراء مما يحفظون أو يرتجلون ليأخذ اللعب بالجناس حيزاً واسعاً وتظهر براعة وحرفية الشاعر وقدرته على مجارات نده وإن استمرار هذا النوع من الشعر إلى هذه الأيام إنما يدل على مدى ارتباطه بالشعوب كونه جزء من ذاكرة جمعية قادر على مواكبة زمنه فهو لم يتخل يوماً عن وظيفته وإشغال محله فكم ردده الحدات والفلاحون وسواهم هنا لابد لي من أورد ما قاله الشاعر محمد الماغوط : " إن ّ أي فلاح عجوز يروي لك ببيتـين من العتابا كل تاريخ الشرق وهو يدرج لفافته أمام خيمته " بهذه اللهجة التهكمية يعطي الماغوط العتابا حقها لما فيها من بلاغة وإيجاز وتكثيف تردده عامة الشعب ببساطة الأداء وعمق التأثير، ترافق العتابا فيما مضى آلة الربابة أو الناي لما لهذين الآلتين من وقع في نفس العربي فكلتهما رافقتا الإنسان العربي وعزفت شجونه وفقره، خوفه وحبه، وفرحه الذي يمتد طويلاً في " أوووف" جارحة ينقشع من بعدها ضباب المرحلة ويبان الأمل المنتظر

SyrianDays
  الأحد 2017-02-19  |  21:51:51
عودة إرسال لصديق طباعة إضافة تعليق  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
http://www.
اخبار الفن والفنانين

سلطنة عمان تكريم الفنان السوري إلياس الشديد

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 

أمسية موسيقية للفرقة الأكاديمية الحكومية الروسية على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
اخترنا لكم

الفنانة والشاعرة رانيا كرباج: مصطلح الأدب النسوي إجحاف بحق المرأة

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
فنان وتعليق

الفائزون في مسابقة "رؤية المصور لعلم الفلك" لعام 2017

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
خبريات

عودة الفنان السوري ماهر الشيخ إلى عالم الغناء

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
تلفزيون

حياة المطران "كبوجي" بعهدة باسل الخطيب ورشيد عساف

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
أحدث الأفلام

بدء تصوير فيلم وشاح غدا

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
حوارات

عناق الألوان والروح مع الفنان مهند صبح

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
عروض

ملتقى “جوقات سورية” بدار الأسد للثقافة السبت المقبل

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
جميع الحقوق محفوظة syriandays / arts © 2006 - 2024
Programmed by Mohannad Orfali - Ten-neT.biz © 2003 - 2024