مجموعة تعويذة حلم للشاعرة لينا محمود إدريس سلكت طريق الحداثة عبر رؤى إنسانية واجتماعية ظهرت في نفحات صوفية حرصت على تكوينها بتقنية فنية شفافة وفي مواضيع مختلفة تطرقت لها مستخدمة أسلوبا واحدا.

يخيل للمتلقي للوهلة الأولى أن الشاعرة إدريس تقدم غزلا لنصل في النتيجة إلى موضوع آخر يدل على حرصها على تقديم فكرتها بأسلوب يكون رابطا بنيويا بين النص والمتلقي فتقول في قصيدة “خاتما ذهبيا”.. “قال لي سامحيني..جئتك بوردة جورية..قلت..سامحيني..لا أقبل الهدايا الرومانسية أريد خاتما ذهبيا.. ورقة ارتباط علنية”.

وتحرص إدريس في نصوصها على حضور روي موحد مكون مع الإيحاءات والدلالات المستعارة ليشكل موسيقا داخلية تسهم في حركة الحدث الناشئ في عاطفة الشاعرة والذي جاء انعكاسا لواقع اجتماعي تقول في قصيدة “خارطة البن”.. “شعائر حب … طقوس عشق نمارسها .. بدءا بضحكة على الثغر إلى زاوية طويلة …يسردني يراقصني … بين أهداب الليل يسرقني”.

ثم تأتي نصوص الومضة في مواطن أخرى من المجموعة مكونة ببعض كلمات تقدم غالبا موضوعا كاملا.

كما تحرص الشاعرة على حضور دمشق في مجموعتها بصفتها رمزا وطنياً يعبر عن كينونة الشعب السوري وهويته المتجذرة عبر التاريخ فتقول في نص عنوانه “دمشق الأبية”..”دمشق عطر ياسمينك يدغدغ إحساسي ينشلني من أحزاني يمنحني هويتي”.

وتنوعت نصوص مجموعة “تعويذة حلم” الصادرة عن مؤسسة سوريانا للإنتاج الإعلامي وتقع 146 صفحة من القطع المتوسط بين نصوص نثرية وموسيقا متنوعة حاولت الخروج في أكثر المواقع عن النمط الخليلي إلا أنها وصلت إلى موضوعها دون أن تتخلى عن أدواته.