من الكتب الجديرة بالقراءة والاهتمام كتاب: العربية مختارات من اسرارها واخبارها، اعداد وتقديم بيان الصفدي صدر الكتاب عن الهيئة العامة للكتاب بدمشق،
وقد استهل المؤلف مقدمته بقول لابي حنيفة و الكثر من النحو كالمكثر في غرس شجر لاثمر فيه، وهذا يعني ان الكثيرين اضاعوا جمال اللغة العربية ورونقها من خلال جعل النحو طاغيا على كل شيء فغدت اللغة العربية معقدة ضائعة في متاهات الفزلكات النحوية وما بين الغاز ابن هشام وخلافات اهل البصرة والكوفة في النحو وما قاد اليه من تعقيدات نحن بغنى عنها.
يقول المؤلف في مقدمته للكتاب: قبل نشوء علوم اللغة العربية المدونة كانت هناك مؤشرات تدل على وجود معايير للفصاحة، خلاصتها تلك العصارة المنتقاة من الاساليب والاستخدامات اللغوية التي اوجدت ما يمكن ان يكون معيارا عاما، وكانت الفصحى الرسمية ان صح التعبير هي لغة الشؤون والفنون القومية كالشعر والخطابة والمكاتبات والمعاهدات الرسمية، فالخطأ اللغوي هو الاستخدام الذي يخرج عن الاستعمال المعياري للغة والذي تفهمه القبائل بعيدا عن خصوصيات لهجاتها.
الكتاب هذا يتناول جملة من اسرار واخبار لغتنا العربية من اصولها فيختار مجموعة من النصوص اللغوية الكلاسيكية التي تتناول النحو والصرف والاشتقاق وعلم اللغة والمعجم والبلاغة وفقه اللغة، كما يقدم عددا من تراجم نحاة الصف الاول من البصريين والكوفيين وغيرهم، ثم يعرج في الختام على جملة من الطرائف التي عرفها تاريخ النحو عندنا من اخبار فيها الكثير من الفائدة والغنى الدلالي بقدر ما فيها من المرح والترويح عن النفس. يقع الكتاب في350 صفحة من القطع الكبير.
