كرمت المؤسسة العامة للسينما ظهر اليوم الفائزين الثلاثة في مسابقة النصوص القصيرة التي اطلقتها في شهر تموز الماضي لاختيار أفضل نصي سيناريو لفيلمين روائيين قصيرين في مجالي سينما الواقع الراهن وسينما الأطفال وذلك في مبنى المؤسسة بدمشق.
وعن المسابقة وتكريم الفائزين فيها قال مدير عام المؤسسة محمد الأحمد في تصريح للصحفيين.. “نعتز بالنصوص التي قدمت في هذه المسابقة من أجل تقديم مشاريع مهمة لسورية وأنا مؤمن بأن الموهبة ليست محصورة بالمحترفين” مبينا أن السينما والفن عموما يرتبط بالموهبة أكثر مما يرتبط بالاختصاص لأن الاختصاص يصقل الموهبة التي هي الأساس في الابداع.
وأوضح الأحمد أنه من خلال تجربته في إدارة المؤسسة العامة للسينما خلال خمسة عشر عاما كانت هناك دائما نصوص جيدة تقدم للمؤسسة غير خاضعة للاختصاص لافتا إلى أن أكبر دليل على هذا هو نتاج مشروع دعم سينما الشباب الذي يفاجئنا بأفلام أشد جمالا وارتباطا بالسينما من أفلام الاحترافيين وموضحاً أن كلا شكلي العمل في السينما سواء الاحترافي الاختصاصي اوالموهوب الهاوي يكملان بعضهما البعض.
أما الفائز بجائزة سينما الأطفال محمد سمير طحان فقال عن فيلمه الدمية المحاصرة.. يحكي الفيلم عما يتعرض له أطفال سورية من ظلم وتكسير أحلام من قبل التنظيمات الإرهابية وفي ذات الوقت يرصد قوة هذا الطفل السوري وأمله بغد أجمل وأفضل لسورية المتجددة دائما مبيناً أن هذه المسابقة جاءت في وقت صعب تمر به سورية لتثبت مع بقية الفعاليات والأنشطة الثقافية التي تقوم بها المؤسسة العامة للسينما صوابية التوجه نحو تنشيط الإنتاج السينمائي لمحاربة الفكر التكفيري والظلامي الذي نواجهه بالفن والثقافة والجمال.
وأضاف طحان الذي يحضر فيلما آخر للمشاركة في مشروع دعم سينما الشباب.. إن هذه الجائزة هي فرصة حقيقية لي لتقديم بعض ما لدي من أفكار حول عالم السينما والتي ستجد طريقها إلى الناس عن طريق إنتاج هذا الفيلم لافتا إلى أهمية الاستمرار بمثل هذه المسابقات والفعاليات والأنشطة بشكل مستمر لإتاحة الفرصة لكل من لديه موهبة في عالم السينما ليجد طريقه إلى الجمهور السوري.
أما “انتصار جوهر” الفائزة بجائزة سينما الواقع الراهن عن فيلم ابن الحلبية قالت.. “إن هذه الجائزة تدفعني للاستمرار بالعمل والكتابة لتقديم نصوص أفضل مع تلمسي لطريق العمل في عالم السينما بخطوات واثقة أكثر” مبينة أنها تحضر لمشروع فيلم طويل سيكون من تأليفها وإخراجها ولافتة إلى أنها تقدم رؤيتها عن الحياة بخلفية قد تلامس الأحداث المعاشة في سورية في ظل الأزمة ولكن دون الإغراق بتفاصيلها لتكون مجرد خلفية لقصة الفيلم.
وقال محمود عبد الواحد رئيس لجنة التحكيم في المسابقة.. إن المعيار الوحيد الذي اعتمدته اللجنة في تقييم النصوص هو جودة النص وأصالة الأفكار التي طرحها وأسلوب الكاتب في التعبير عن نفسه والمفردات التي يستعملها والحساسية التي يتمتع بها مبينا أن عددا من النصوص التي شاركت في المسابقة حوت عملا دقيقا وموضوعيا وجاءت بسوية جيدة في كلا المسابقتين.
وأضاف عبد الواحد إن المؤسسة العامة للسينما في السنوات الأخيرة بذلت جهودا كبيرة لدعم سينما الشباب حيث بدأت هذه الأفلام تطوف في بلدان العالم وتحصد الجوائز لافتا إلى أن المؤسسة تقوم بمشروع جديد هو مشروع دبلوم علوم وفنون السينما ويتضمن محاضرات فى السينما على امتداد موسم دراسي كامل لمدة ثمانية أشهر وسينطلق خلال أيام.
من جهته قال الكاتب السينمائي سامر محمد اسماعيل عضو لجنة التحكيم في المسابقة.. إن اللجنة وجدت صعوبة كبيرة في تحكيم النصوص كون هذه المسابقة أحدثت من أجل كشف حساسية سينمائية خاصة تشتمل على قيمة معرفية وجمالية وخبرة في الحياة وهذه الكيمياء في الكتابة السينمائية قل ما نجدها لدى الكتاب بشكل عام مضيفا ان هناك توجها نحو جيل الشباب الجديد والبحث عن هذه الحساسية السينمائية والتفتيش عنها من أجل إغناء التجربة السينمائية السورية بمحترفات جديدة لهذا الكتابة.
وأضاف اسماعيل.. اعتمدنا كلجنة تحكيم معايير لها علاقة بأصول الكتابة ومعايير خاصة بالكتابة السينمائية ترتبط بالفهم والتصور والمخيلة السينمائية وبنوع المشهد وكتابة القصة وبالحوار واستخدامه في النص وبالحكبة السينمائية لذلك تم الاختيار وفق هذه المعايير وكان خيار اللجنة على هذه النصوص مع وجود نصوص جيدة أخرى.
بدوره قال الناقد السينمائي فاضل كواكبي عضو لجنة التحكيم.. أن النصوص التي تقدمت للمسابقة تفاوتت من ناحية السوية الفنية والفكرية وعكست تباينا في مدى معرفة المتقدمين بحرفية الكتابة للسينما وخصوصيتها مبينا أن السيناريوهات الثلاثة الفائزة كانت هي الأفضل حيث تميزت بالتصور السينمائي والحلول البصرية مع وجود بعض النصوص الأخرى الجيدة.
يشار إلى أن المؤسسة العامة للسينما أعلنت نتائج مسابقة النصوص القصيرة الشهر الماضي حيث فاز بالجائزة مناصفة في فئة سينما الأطفال كل من نصي فيلمي “الدمية المحاصرة” للزميل الصحفي في وكالة سانا محمد سمير طحان و”الرحيل إلى الصيف” لـ غمار محمود وفاز في فئة سينما الواقع الراهن نص “ابن الحلبية” لـ انتصار جوهر ونوهت اللجنة بنص “كبسة زر” لـ شادي وجد شاهين وحصل كل نص رابح على مكافأة مالية قدرها مئتان وخمسون ألف ليرة سورية.
