تنديدا بالمجازر الوحشية التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي واستنكارا لجريمته في تدمير معبد بعل شمين بمدينة تدمر المدرج على لائحة التراث العالمي وإقدامه على إعدام الباحث خالد الأسعد في المدينة احتشد العديد من الشخصيات الثقافية والفكرية الفاعلة في الاعتصام الذي دعت إليه وزارة الثقافة أمام واجهة قصر الحير الغربي في حديقة المتحف الوطني بدمشق اليوم.
وقال عصام خليل وزير الثقافة في تصريح لسانا خلال مشاركته في الاعتصام “نوجه من هذا المكان رسالة إدانة واستنكار للجرائم الإرهابية التي تمارس ضد الشعب السوري وضد الإرث الإنساني السوري العظيم بمكوناته الراسخة في الذاكرة ورغم كل هذه الجرائم التي ترتكبها تنظيمات تحظى بدعم ومساندة من أطراف عربية وإقليمية ودولية لتخريب هذا الوطن وقتل شعبه وتدمير آثاره لا تزيدنا إلا إصرارا على المواجهة وعلى استكمال رسالتنا في حماية الإرث الإنساني السوري وإعادة ترميمه ليكون شاهدا على عظمة الإنسان وعظمة ما قدمه عبر التاريخ للبشرية كلها”.
وأضاف خليل “لسنا بحاجة إلى الاستنكار الذي تصدره بعض الدول بل نحن بحاجة إلى ممارسات سياسية جادة ومسؤولة وإلى مواقف ملموسة تعبر هذه الدول من خلالها ان كانت صادقة عن جديتها في محاربة الإرهاب” مبينا أن “الدول التي تسلح الإرهاب وتقدم له العون والمساعدة لا يمكن وصفها جديا بالدول التي تسعى لمحاربة الإرهاب وأن هذه التنظيمات الإرهابية ما كان لها أن تمارس كل هذا الإجرام غير المسبوق بحق الشعب السوري والإنسانية كلها لولا أنها تتلقى دعما خارجيا غير محدود”.
أما وزير السياحة المهندس بشر يازجي الذي شارك في هذا الاعتصام فقال في تصريح مماثل “اختيارنا لمتحف دمشق الوطني إشارة إلى ما ينبغي على العالم أجمع أن يفعله بدءا من إغلاق كل المتاحف تنديدا بهذه الجرائم التي ترتكب في تدمر وغيرها من المناطق التي تضم التاريخ والحضارة الإنسانية” معتبرا أن “معبد بعل شمين الذي تعرض للتدمير على يد الظلاميين التكفيريين سيضاف إلى تاريخه أن السوريين سيعيدون بناءه بخبراتهم العلمية وسواعد أبنائهم وأن هذا الإرهاب التكفيري لن يؤثر على حضارة عمرها أكثر من سبعة آلاف عام”.
وأضاف يازجي “أن وزارتي السياحة والثقافة بجميع المؤسسات التابعة لهما والموءسسات والمعاهد التعليمية الأثرية السورية أخذت على عاتقها مهمة إعادة إحياء تدمر مما تتعرض له من تخريب وإرهاب وتخليد أبنائها الأبطال وعلى رأسهم الشهيد خالد الأسعد الذي أصبح رمزا سوريا وعالميا في مواجهة الارهاب”.
بدوره الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف أكد أن ما يطول الآثار السورية استهداف للتراث الإنساني برمته ويستدعي تحركا عالميا جادا على أعلى المستويات لصيانة هذه الآثار وحمايتها من التخريب لافتا إلى أن التنديد الدولي بجريمة إعدام الشهيد الأسعد على يد الإرهابيين وبتدمير معبد بعل شمين يجب أن يتبعه دور فاعل ولاسيما في تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بحماية التراث الثقافي في سورية.060
الدكتور جهاد بكفلوني مدير الهيئة العامة السورية للكتاب قال “الإرهابيون والتكفيريون يتلقون أوامرهم معلبة جاهزة مصدرة من الغرب وينفذونها قتلا وتدميرا في سورية لاختراق الذاكرة السورية في الصميم ظنا منهم أن جيلا جديدا سينشأ على هذه الأرض ناسيا ما أبدعه الأجداد من آثار وحضارات” مؤكدا أن هذا “المشروع الظلامي فشل منذ الإعلان عنه لأن هناك شعبا يؤمن بقدسية كل ذرة من تراب وطننا وسيتصدى لهذه المؤامرة التي لم تحصد إلا الخيبة والخذلان”.
وتابع بكفلوني إن “الفعاليات الثقافية المشاركة في الاعتصام تريد أن توصل رسالة للعالم الذي لم يعرف الرقي ولا التحضر وأرسل إلينا الإرهابيين ومولهم مكتفيا ببيانات الإدانة بأننا نريد فعلا على أرض الواقع.. وهؤلاء الذين دمروا آثار تدمر لم يكونوا قادرين على ارتكاب هذه الجريمة لولا أحدث أنواع الأسلحة التي تلقوها من الغرب”.
الفنان التشكيلي طلال معلا قال “بوسعي كخبير في اليونيسكو أن أؤكد أن كل الاجراءات التي تتخذ من المنظمات الدولية هي قاصرة عما يجري في سورية لأن الإدانات لا تكفي ولا بد من تفعيل الاتفاقيات الدولية الموقعة ضمن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم والتي تحدد واجبات الأطراف الموقعة وتفرض عقوبات على كل من يعتدي على التراث الثقافي” مشيرا إلى أن القانون الدولي والواجب الإنساني يحتم على الرأي العام الدولي بما فيه الدول الداعمة للإرهاب أن تتفاعل مع المخاطر التي تحيق بالآثار السورية على يد الظلاميين التكفيريين.
وتتعرض مدينة تدمر الأثرية المسجلة على قائمة التراث العالمي لسلسلة من الجرائم من قبل إرهابيي داعش بدءا من تحطيم تمثال أسد اللات الشهير وتفجير معبد بعل شمين وإعدام الباحث الأثري خالد الأسعد.
