عبرت الفنانة شيرين درعاوي في معرضها الفردي الأول الذي افتتح في صالة المعارض في الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون بالأمس عن حالات الروح والنفس الإنسانية التي يختلط فيها التمرد والقوة والتفاؤل مع السكون والتأمل.
ومزجت الفنانة درعاوي في لوحات المعرض الذي حمل عنوان “انعكاسات روحية” بين أكثر من مدرسة فنية كالواقعية والرمزية والانطباعية المتناغمة معا في العمل الواحد إضافة إلى لمسات بسيطة من الأسلوب البيزنطي الشرقي القديم مع مدارس الفن الحديث.
وبينت الفنانة درعاوي في حديث لـ سانا أن لوحات المعرض والبالغ عددها 17 لوحة جاءت لتقدم القيم المجردة داخل الروح من حزن وألم وتفاؤل وأمل مشيرة إلى أنها مزجت بين السكون باللوحة والحركة اللونية حيث استخدمت الألوان النارية من البرتقالي والذهبي والترابي في مزج مدروس للتعبير عن داخل روح الإنسان بلوحات زيتية مع الاكرليك.s-12
وأوضحت درعاوي أنها اختارت رسم الوجه في معظم اللوحات لأنه الأصدق تعبيرا عن روح الإنسان خاصة العيون التي تشكل مرآة تعكس ما بداخلنا كما أن الوجه له أكثر من دلالة نفسية يستطيع الفنان تقديمها في لوحاته.
وحول استخدام أكثر من مدرسة فنية في لوحات معرضها أوضحت درعاوي أنها استفادت من تنوع المدارس الفنية خاصة الفن الحديث مع مدارس الفن القديمة المختلفة لتقدم خلطة ومزجا يساعدانها في تقديم المعنى الذي تريده من كل لوحة ولتبين أن الفنان ليس لديه إطار محدد بل يختار صياغة أعماله بما يتناسب مع الموضوع المطروح في العمل.
ومنحت درعاوي كل لوحة من لوحاتها اسما معينا يحكي عن شيء روحي داخلي من وحي الحياة وحملت لوحاتها عناوين ذات مضامين عميقة مثل “شيفرة انثى” و”أمل لا متناهي” و”ومضة في الظلام” و”صدى روح” و”هكذا خلقوا” و”قناع موحد” و”ضلع أم حياة” و”الأنا المتصحرة”.
وظهر الأسلوب البيزنطي القديم في لوحتها “صمت ذهبي” التي تحدثت عنها بأنها قدمت فن الايقونة بشكل جديد من خلال سكون وصمت مع حركات ثابتة لجسد المرأة مع اظهار اللون الذهبي بشكل صارخ.
وأخذت الأنثى مكانة بارزة في لوحات الفنانة درعاوي حيث طرحت في لوحتها التي حملت عنوان “ضلع أم حياة” تساؤلا تركت للمتلقي الإجابة عنه حول كيف يرى الأنثى هل هي مجرد إنسان عادي أم هي حياة وذلك من خلال المزج بين ثلاثة وجوه لذكور مع وجه أنثوي كما توضح درعاوي أنها أرادت في لوحاتها رسم الأنثى القوية والمعطاءة التي تحمل الألم والأمل.s-13
ورأت درعاوي أن الأزمة التي تمر بها سورية زادت من عطاء الفنان ليثبت وجوده وتحديه للظروف ومقدرته على العطاء والتعبير عن واقعه وبأن الحركة الفنية في سورية مستمرة في مختلف المجالات من رسم وتصوير ونحت وغيرها.
وعبرت “رندة فياض” الحاصلة على إجازة في الفلسفة عن إعجابها بمعرض الفنانة درعاوي لأنه كما تقول يعبر عما بداخل كل انسان ويطرح حالات تأمل قوية ومغرقة في الروحانية لأن الفنانة أعطت الأنثى أولوية مميزة في لوحاتها فكانت لوحاتها مرآة عكست الواقع من جهة وانعكاسات روح الفنانة من جهة أخرى.
ورأت وعد بدور خريجة أدب عربي أن مدلولات اللوحة في معرض درعاوي كانت واضحة خاصة أنها استخدمت ألوانا قوية فيها التفاؤل والأمل وعكست روح الإنسان وما بداخله في أعمال بصرية ولونية على درجة عالية من الابداع.
يذكر أن معرض “انعكاسات روحية” مستمر حتى السادس من الشهر القادم والفنانة شيرين درعاوي خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الاتصالات البصرية بجامعة دمشق عام 2014 واشتركت في معارض الطلاب في كلية الفنون الجميلة منها معرض الانتماء الوطني لطلاب الفنون عام 2013 في صالة المعارض بالكلية.
