لم تقتصر أنشطة الملتقى الاحترافي الأول للنحت على الرمل على عمل النحاتين السوريين الدؤوب لتشكيل منحوتات فنية تحمل الكثير من روحهم واتقانهم بل كان للأطفال حصة متميزة على هامش الملتقى شملت مجالات فنية متعددة لها ارتباط بعنوان الملتقى الفني والبيئة البحرية ككل.2
رسم على الحصى وتشكيل لوحات من الرمل الملون والصدف البحري دون نسيان تدريب الأطفال على التعامل مع الرمل كمادة للنحت تعتبر أبرز العناوين التي قدمتها ورشات العمل التي ضمت أكثر من سبعين طفلا وطفلة أشرف على تدريبهم مجموعة من متطوعي الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية وهي الجهة المشرفة على الملتقى بقيادة عماد حلوم الذي لفت إلى أن الهدف الرئيسي من إقامة الورشات الخاصة بالأطفال نشر ثقافة توعي هذه الشريحة العمرية ما بين 6 إلى 8 سنوات بمفاهيم سياحية وبيئية وفنية وتاريخية تحصل في جو يسوده اللعب والمرح على شاطئ نادي اليخوت في اللاذقية قرب البحر وعلى الرمال ليكون الطفل ملتصقا بالطبيعة ومنسجما مع ما يقدم له من أفكار ومفاهيم.
ويضيف حلوم وهو قائد الأنشطة التفاعلية بالجمعية.. نعمل على تطوير ذهنية الطفل وتنشيط خياله وإعطائه بعض الألعاب التي يمكن أن تكون وسيلة لترسيخ الأفكار التي نستهدفها والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالبيئة المحيطة به مع إدراج أنشطة حركية متنوعة وتشجيع الأطفال على الرسم والتلوين ولصق المواد البحرية من أصداف ورمال طبيعية استخدمنا في تلوينها ألوانا ذكية ليلصقها الأطفال بدورهم على أوراق طبعت عليها مسبقا صور أخطبوط ونجم البحر وأسماك بحرية متنوعة.3
ورشة تدوير المواد والاستفادة منها كان لها حصتها من ورشات الملتقى ولاسيما وأنها تعلم المشاركين آليات جديدة لإعادة استخدام أشياء لا يتنبه الطفل لأهميتها من حوله كرولات المناديل الورقية والعبوات البلاستيكية وهو المحور الذي نال اهتماما كبيرا من قبل الأطفال ابتكروا فيه الكثير من الأفكار الجديدة دون نسيان تتويج العمل بالنحت على الرمال بإشراف النحاتين المشاركين في الملتقى الذين أعطوا الأطفال إرشادات معينة تناسب أعمارهم الصغيرة.
وأشار حلوم إلى أن اعتماد معايير أكاديمية كان أساس التعامل مع الأطفال الذين أشرف متخصصون من مبادرة التعليم التفاعلي على تدريب متطوعي الجمعية للتعاطي معهم وفق أفضل الطرق المناسبة لأعمارهم وامزجتهم مبينا أن المشرفين يحتاجون إلى المزيد من التدريبات لمراقبة الأطفال بطريقة مثالية لكن فترة التدريب السريعة كانت كافية ليكونوا ضمن المستوى المطلوب.4
وقال..يمكن إدراج الورشات ضمن إطار التعليم التفاعلي وهي وسيلة ناجحة جذبت الأطفال بشكل ملحوظ فنحن لم نكن نتوقع هذا العدد الكبير من المشاركين لكننا استطعنا استيعاب الجميع وضبطهم في الوقت المخصص لكل ورشة والذي حدد بساعتين من الزمن تعتبران كافيتين للحفاظ على تركيز الطفل و ترسيخ المعلومة بذهنه بشكل جيد كما أن اللعب بالرمال على الشواطئ لتنفيذ أشكال بسيطة لا تتعدى القلعة أو بعض الحيوانات الأليفة سهلة التشكيل سيكون له أثره الإيجابي في اكتشاف الأطفال المبدعين مستقبلا في ..مجال النحت والفن التشكيلي بشكل عام.
الأهالي بدورهم كانوا أيضا متحمسين بشكل كبير لما يقوم به أطفالهم من أنشطة حيث عبروا عن ضرورة إقامة مثل الورشات في الطبيعة لتجديد نفسيات الأطفال وأهاليهم في الوقت نفسه حيث أوضحت السيدة فاتن السعدي إعجابها بما ينفذه الأطفال في كل ورشة لاسيما وأنهم يتعلمون مفهوم العمل الجماعي والتعاون فيما بينهم والتعاطي مع مكونات يلمسونها للمرة الأولى في حياتهم من أصداف وغيرها مما أعطاهم شعورا إيجابيا سيؤثر على سلوكهم بشكل كبير وأما الأطفال الذين ملأت أصواتهم وضحكاتهم المكان فدلت على انسجامهم الكبير مع ما يقدم لهم ضمن الورشات حيث أشارت الطفلة لارا سليمان إلى قيامها بتزيين لوحتها بالأصداف وتلوين بعض الرسوم التي تفننت بها كي تكون متميزة بين أقرانها من الأطفال أما ماسة عكاشة فقد رسمت أسماكا ونجوما وأشياء لها علاقة بالبحر مشيرة إلى أن المشرفين ساعدوها بشكل كبير لتتعلم الصاق الأصداف والرمال بواسطة الغراء.5
يذكر أن الملتقى الاحترافي الأول للنحت على الرمل يقام بالتعاون بين الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية وغاليري مصطفى علي بدمشق ويختتم يوم السبت القادم بإقامة معرض لمنحوتات الفنانين المشاركين ضمن الملتقى.
