أقامت مجموعة “عشاق سورية “حملة سورية لنا بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب مهرجانا أدبيا بمناسبة أعياد آذار قدم خلاله عدد من الشعراء قصائد استحوذ تمجد قيمة الشهيد والوطن والإنسان على معظمها وذلك في صالة نادي عشاق سورية بجرمانا.
وألقت الشاعرة عدنة خيربك قصائد متنوعة بأسلوب نثري حديث اعتمدت فيه على العاطفة والإيحاء الشعري الذي ذهب إلى مقاومة كل من يعتدي على سورية وإلى وصف الشهادة ومعانيها وما تمثله خلال الدفاع عن سورية معتمدة على القص الشعري الذي حرص على سلامة وتماسك الموضوع منذ بداية الحدث إلى نهايته فقالت “هل يعود مجد زنوبيا الذي كللناه بالسواد..وهل يطل علينا قدموس ويلقي السلام..وهل تكتب أبجدية أوغاريت بحروف من نور مرة أخرى..هذه هي الشام المستعصية على الموت”.
على حين ألقت الشاعرة نبوغ أسعد نصوصا شعرية تماهت بجملها مع مشهديات تجسيدية ضمن بناء القصيدة مع حرص على بناء موسيقا داخلية تدفقت عبر بحور الخليل وتنبعث منها معاني انتماء وهوية وإباء المرأة السورية المضمخة بدماء الشهداء ليكون الكلم الشعري التعبيري عندها دفاقا بالقيمة الجمالية والقيمة الفكرية فقالت في قصيدتها “الشهيد” .. ” كأنك قد صعدت إلى السماء ..على جنح جميل من ضياء يسير الغيم خلفك في دلال .. وتمشي الشمس ترفل بالحياء تمد الروح في الدنيا وتمضي .. فتجعلها سبيلا للعلاء أيجروء ابن أم أو غريب .. فيجهر بالضغائن والعداء”.116
أما الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق فألقى قصيدة عارض فيها أمير الشعراء أحمد شوقي يحاكي فيها ما تتعرض له دمشق من هجمات عقول الظلام وأنيابها وأيدي الخونة التي تحاول النيل من حضارتها وأمجادها مبحرا في طبيعتها الساحرة بالوصف التعبيري التصويري ومآثر صمودها وعنفوانها مرسخا في جمله الشعرية أصدق معاني الوطنية التي تنبض بالعطاء فقال في قصيدته “زؤام من صبا بردى دمشق”.. “أتعشق جلقا والحب رق .. ويمضي العمر ليس هناك عتق فمت في الحب كي تحيا عزيزا .. وإلا فالمحب بها أحق.. زؤام يا أمير العشق حرق .. نوائب دأبها دهي وحرق.. أمير الشعر معذرة فقلبي .. كنائحة ودمع العين دفق”.
وعن هذه الاحتفالية قال المشرف على مجموعة عشاق سورية لؤي زهر الدين.. “جاءت هذه الاحتفالية بدافع الأثر الاجتماعي والثقافي لقيمة الشهداء ولثقافة المقاومة وتضحيات الجيش العربي السوري الذي صمد في وجه أشرس حرب سعت للنيل من خيرات سورية ومن قيمتها الحضارية لذلك اخترنا لها مناسبة أعياد آذار لتستمر القيمة العليا الوطنية حتى نحافظ على وطننا وعلى حضورنا وانتمائنا”.
أما الناقد الدكتور غسان غنيم أمين سر اتحاد الكتاب العرب لريف دمشق فرأى ان القصائد التي ألقيت بمناسبة أعياد آذار جاءت انعكاسا لحالة الشعب السوري الوجدانية خلال ما يتعرض له من الحرب وويلاتها معتبرا أن الاحتفالية تشكل حدثا مهما لأنها أقيمت ضمن حضور شعبي وسط مشاركة أطياف مختلفة من المجتمع السوري.1115
وقالت مي شهابي مدير دار فلستينا للطباعة والنشر ورئيسة مجلس الإدارة في عشاق سورية.. “تكريم المناضلين في الحقل الثقافي والإعلامي اعتزاز بهم ووسام يحفز على المزيد من النضال كما أنه انعكاس لتماسك الشعب السوري وحبه لأرضه وتحديه للمؤامرة على وطنه حتى يستمر نهج المقاومة في المنظومة الثقافية راسخا في حياتنا لأننا سنبقى نواجه الموءامرات مادام الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة”.
وأشارت رئيسة مكتب المنطقة الجنوبية لعشاق سورية أمل المفرج إلى ضرورة استمرار الأنشطة الثقافية وسط الحرب والمعارك التي يخوضها أبطال جيشنا لنثبت للعالم أننا باقون على نهجنا وأكبر من كل الإرهاب العالمي الذي حشده المتآمرون ضدنا.
واعتبرت الفنانة والإعلامية المكرمة وعد معلا أن التكريم خلال النشاط الثقافي يرفع من شأنه لأنه على يد نخبة من المثقفين الذين يدركون قيمة الأدب المقاوم والشهادة وهم اقدر على تخليد ما يدور في سورية من كفاح ونضال ضد من يتآمر عليها.
وبين الأديب حكيم كليم النور أن النصوص الشعرية المشاركة تنوعت بين نثر وشطرين إلا أنها ارتقت بعاطفة سامية واتسمت بحب الوطن وبالصور التي شكلها الشعراء من وحي آلامهم وحبهم لوطنهم فجمعوا بين نخوة الأجداد ومروءة المدافعين عن الوطن دون أن يتخلوا عن الأسس الفنية لكتاباتهم.
ولفت وليد السيد مسوءول العلاقات الاجتماعية في مجموعة عشاق سورية إلى حضور كوكبة من الشعراء والأدباء الذين عانوا من جرائم واعتداءات الإرهابيين الذين أحرقوا منازلهم ومكاتبهم وبيوتهم وعلى الرغم من ذلك بقوا يتغنون بحبهم لسورية والذي يكبر في قصائدهم ليسمو عاليا.
وفي نهاية الاحتفال كرمت مجموعة عشاق سورية عددا من الأدباء والإعلاميين الذين شاركوا في الدفاع عن سورية بعملهم ونتاجهم إضافة إلى ما تعرضوا له من اعتداءات وتهجير على يد الإرهابيين.
وتم تكريم عدد من أبطال الجيش العربي السوري وذوي الشهداء.