سيدتي عندما بدأت بنشر حروفك ونثرها بين حروفنا...خشيت أن تهرب،أن تفر منا...أن تشعر بالغربة...لكنني قلت لنفسي الغربة لن تخشى من الغربة...فليس بعد الغربة إلا الغربة...ترى هذا الكون الأبيض والأسود في آن واحد...هل هو فقط تراق فوقه الساعات..ملك من هذه الساعات..أي ساعات وأي حقيقة..هل حقاً بقيت حقيقة وهل بقيت طبيعة ما أصعب الانتظار..ما امقته...ترى هل ستمتلكين القوة لرسم وجه لهذا الكون..الكون الفار..الهارب..الجبان..حتى لو رسمت له وجه..سيفر الوجه منه...لأنه ولد ليكون غافلاً...مشرداً...أحمقاً...لا قيمة للجمال لديه...لأنه كما هو أبدا بلا وجه...هو بلا روح ستبقى الدوامات تتسع...الذبول ذاته سيخشى من الذبول... سيفر..سيهرب سيهرب كما هرب الشيطان عندما خشي على أخلاقه أن تتلوث،بعد أن كثرت الخطايا والذنوب والمعاصي ...بات الشيطان بلا عمل...ووجد أن لدى بني البشر ما ليس لديه..ففر من البشر وخشي أن يلوثوه... ستبقى الدمعة راقدة...والقبر سيصبح أكثر عمقاً...ليتسع للدمعة وأخواتها...وبعد حين سنبحث عن اللذة...وستكون بالألم..سيكون الألم لذيذا...سندمنه...وجفاف الدمع سيكون حرمانا وبعدا عن اللذة..وسنبقى نمسك السوط بأيدينا...لكننا حقيقة لا نعلم ما هي الحقيقة...ترى من نجلد...هل نجلد ظل البوم والغربان...أم نجلد الشهيق والزفير...أم نجلد أنفسنا ربما يأتي زمن آخر..وربما يأتي قمرا جديدا... أكبر من كل الأقمار والشموس...حينها قد نوافق على عقد صلح مع أنفسنا...فربما نعي جمال اللون في قوس قزح...ونسعى لنكون لون أضافي بين ألوانه

سيدي ظني و كل ظني أننا جئنا في كون يمتهن ارتداء الأقنعة ذلك القناع جميل...وهذا عطر..وذلك بليغ..والآخر فقير يستجلب الشفقة قناع يغمره اللؤم....وآخر كما قلت أحمق..مغفل..شارد هذا الكون لا يستطيع أن يكون له وجه كامل...وأنا بكل ما بعلبة ألواني من أشكال و خيالات..وبكل ما بروحي من أحلام يتيمة...كل ما بغربتي من تشوق وآمال تعانق وجه السحاب دون كلل أو ملل هل سأستطيع رسم ثغره فقط..ليتحدث إلي بالحقيقة لا أظن هل سأقدر على أن أخط حدود مقلتيه فقط لتقفز الرحمة من محجريهما إلينا..لا أظن هل سأستطيع رسم آذان له ليسمع آهاتنا أو أنف ليتنشق عرق آلامنا لا..وألف لا لذا سأترك عيوني لتعانق فكرة العالم الآخر ما حييت...وهناك يا سيدي ربما نجد ملامح لكون لم تقع بعد كل تقديري لحرفك الأنيق سيدي والعميق أحببت تواصلك الراقي...ولن تفر حروفي من أعماق نقية كتلك كل مودتي و تقديري