http://www.

نتاجات أدبية منوعة في ملتقى فرع دمشق لاتحاد الكتاب الأدبي الثقافي الشهري

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 

الشاعر محمد الماغوط وأثره في الحداثة الشعرية… ندوة نقدية في ذكرى رحيله بثقافي أبو رمانة

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
نحاتون

النحاتـــة ســـيماف حســـين.. ليونــــــــة الخشـــــــــب في حفـــــــــــــل راقــــــــص

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
أدبيات

حبر وطن -1-

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
سياحة وتراث

بيوتروفسكي: التحضير لاتفاقيات لترميم الآثار التي طالها الإرهاب في سورية

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
كتب

(الهزات الأرضية.. الزلازل)… كتاب يرصد تأثيرها المدمر على البشر

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
مسرح

(توازن) تفتتح عروضها على مسرح الحمراء

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
رسامون

ترجمان يفتتح معرض سورية الدولي الثالث عشر للكاريكاتور

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
بعيدا عن الثقافة

الآثار السورية من الغرب إلى الشرق للمرة الاولى

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
البحث في الموقع
بورتريه

كوكش: الرواية هي العالم الأكثر رحابة والإنسان هدف مشروعي الكتابي

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
الفن التشكيلي

معرض للفنان التشكيلي مهند صبح في دار الاسد للثقافة بعنوان «اللاذقية الجميلة»

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
 ::::   الآثار السورية من الغرب إلى الشرق للمرة الاولى   ::::   بريشتها الساحرة ولوحاتها الملفتة ستصل إلى العالمية .. سلام الأحمد : الفن هو ملاذي الوحيد وأحضر لمعرضي الثاني الفردي قريبا   ::::   ميلين بدر تعود إلى الساحة الفنية بعد غياب دام 10 
أرشيف مســرح مســرح
المسرح السوري رواية عام...عروض اقتربت من الأزمة وأخرى تجاهلته
تنوعت عروض الموسم المسرحي لعام 2011-2012 مقتربة في صيغها الفنية متعددة المشارب والمدارس الفنية من مفهوم الريبرتوار المسرحي، ليقدم كل من المسرح القومي والمعهد العالي للفنون المسرحية والفرق المستقلة مشهداً عريضاً على خشبات المسارح السورية، وصل إلى قرابة خمسين عرضاً مسرحياً نال منها الطفل السوري ما يقارب الثلاثين عملاً، وقدمت جميعها على معظم مسارح المدن والمحافظات؛ عروض تحاشت الحديث عن الأزمة المندلعة منذ 15 آذار 2011 الماضي، وأخرى أحكمت إسقاطاتها الباهرة عليها، حيث افتتحت مديرية المسارح والموسيقا موسمها بعرض «فاوست» تأليف الكاتب الإنكليزي كريتستوفر مارلو» إعداد وإخراج هشام كفارنة على «مسرح الحمراء».

موسم هذا العام احتفى بمجموعة من العروض ذات الطابع الاحتفالي؛ حيث تصدرت هذه الاحتفالية المشهدية لمصلحة صياغة فضاء مسرحي دمج بين الرقص والغناء والاستعراض والدراما ضمن قالب طقسي لمسرحية الإنسان ذي القدرات العالية، ففاوست المتورط بعقد مع الشيطان من أجل الحصول على مقدرات أعلى ومعرفة أعمق أطل على الخشبة ككائن تاريخي غريب الأطوار مسجلاً وثاقاً مع الضوء والفراغ. لقد اشتغل الفنان كفارنة على نص مارلو الشهير كونه يحمل قيمة فنية وفلسفية عالية، ويشكل حالة هجاء للذين يبيعون أرواحهم لناموس الشر، لتأتي تجربة العمل مع ممثلي العرض وصولاً إلى صيغة فنية لم تعتمد على حرفية النص الأصلي؛ بغية الوصول إلى فرجة مسرحية تحقق حاجة الجمهور من المتعة المشهدية الخالصة، ولاسيما أن النص الأساسي مؤلف من 40 شخصية قام كفارنة بتكثيفها والتركيز على بعضها لتشكيل شبكة من العلاقات الدرامية الملتحمة مع بعضها عضوياً على مساحة الفرجة.

التحالف مع الشيطان
«الوطن دائماً على حق» تحت هذا العنوان وقّع المخرج مأمون الخطيب على نسخته السورية من عرض «كلهم أبنائي» للأميركي آرثر ميلر؛ متخذاً من لغة أقرب إلى العامية الشامية صيغةً لمسرحيته التي أعدها الدكتور رياض عصمت لموسم دمشق، مبرزاً إنسانية مفهوم الوطن عبر اللعب على مفردات الحكاية التي صاغها الكاتب الأميركي عن تاجر يقوم بتزويد جيش الولايات الأميركية بقطع كاسدة لسلاح الطيران. الخطيب وضع معادلاً درامياً معقولاً لمحاكاة أزمة بلاده على صعيد إدارة شخصياته على الخشبة؛ تاركاً الفسحة لممثليه للعب على طاقة الصراع الموجودة في النص الأصلي؛ حيث ينتمي عرض «كلهم أبنائي» إلى العروض التي عملت على فضح قيم المجتمعات الغربية بعد الحرب العالمية الثانية؛ وميلها غير المسبوق إلى الربح وتمجيد الاستهلاك على حساب قيم ومبادئ الفرد، ليكون الإنسان هنا في مجابهة مستمرة بين أخلاقه وتوحش الرأسمالية المعاصرة؛ بإحالات راهنة عن قلق العالم من تزايد الهيمنة الأميركية على معاني النبل والتضحية؛ لتعري المسرحية في النهاية سيطرة رؤوس الأموال الغربية على ضمير العالم ومقدّراته.
الفنان حسين إدلبي قدم بدوره عرضه «الأميرة والصعلوك-نص ألفريد فرج» على خشبة الحمراء، العمل المقتبس من أجواء «ألف ليلة وليلة» اعتمد مخرجه على التخطيط المسبق لكل جوانب العمل من ديكور وأزياء، وصولاً لتخيل الحركة المشهدية للممثلين على الخشبة، وفقا لمبدأ الارتجال في المدرسة الألمانية الذي ميز عروض إدلبي منذ عمله الأول «هبط الملاك في بابل» الذي قدمه في افتتاح مسرح الشعب بحلب عام 1968 إذ اشتمل «الأميرة والصعلوك» على رقصات وأغانٍ ولوحات فلكلورية أعطته نكهته السورية المستمدة من الذاكرة الشعبية؛ مسرح القباني قدم عرض الفنان مانويل جيجي «بيت الدمية» المأخوذ عن رائعة رائد المدرسة الواقعية هنريك إبسن؛ حيث نزع شيخ المخرجين المسرحيين في هذه المسرحية إلى تقديم نسخة كلاسيكية عن نص الكاتب النرويجي وفق أسلوبية حاكت فنياً العصر الذي كُتبت فيه التحفة الإبسنية، محققاً توازناً تقليدياً على مستوى الرؤية الفنية التي لم تتخط حذافير النص الأصلي، ودون العمل على فن الإنشاء الدرامي لتقريب النص الأجنبي من مزاج جمهور دمشق، بل بالتعويل على مطابقة في كل عناصر العرض، معولاً على نسخ واقعية المسرح الغربي المعاصر حتى بأزيائه الغليظة القلب.
فرقة المسرح القومي قدمت عرضها «الميراث» تأليف الشاعر الراحل ممدوح عدوان. العرض الذي جاء بتوقيع مخرجه محمود خضور على مسرح القباني تناول حكاية زوج غني حصل على ماله بطرق غير مشروعة، لينشأ صراع يحتدم بين زوجته وأخته على تقسيم ثروته بعيد موته، وليتمكن مخرج العرض من تعزيز رؤية مغايرة عن نص صاحب «حيونة الإنسان» من خلال اشتغاله على نبرة مختلفة لكل من الشخصيات الثلاث في العمل، مقدماً ما يشبه مرافعات مطوّلة عن قيمة الإنسان ودوره في مواجهة التضحية بقيمه الإنسانية أمام سطوة المال والمصالح الشخصية.
عاصفة من التصفيق المتواصل حيا بها جمهور صالة الحمراء مسرحية «طبق الأصل» التي لقيت بدورها حضوراً منقطع النظير أعاد لصالات المسرح القومي مناخات العروض الكبرى التي شهدتها لسنوات طويلة، حيث نجح الفنان هشام كفارنة مجدداً بإيجاد معادل مشهدي لنص الدكتور سلطان القاسمي عبر معالجة قام بها الدكتور رياض عصمت بعد اشتغاله دراماتورجياً مع ماهر الخولي على مسرحية جسدت تراجيديا عربية قديمة حديثة لضياع الحقوق والتفريط بها على مر التاريخ، أسلوبية إخراجية لطالما عمل كفارنة على تأصيلها في عروضه السابقة عبر سيادة الطقس على مكونات العرض المسرحي والارتفاع به من الحوارات الدرامية إلى مصاف قصيدة مشهدية شعرية غنائية سعت إلى تدجين الشعر مسرحياً؛ وزجه في عمق الصراع الدائر بين الشخصيات بعيداً عن الإنشاءات الاستعراضية؛ بل بالتركيز على الطاقة الوجدانية الملحمية للغة العربية القادرة في أعمال كهذه على انتزاع نكهتها الفنية الخاصة وتسويغها كمعادل نهائي لفن مسرحي احتفالي بامتياز. «طبق الأصل» تعرضت لسقوط كل من بغداد على يد المغول وحلب على أيدي الإخشيديين والقدس على أيدي الصليبيين كنسخة معاصرة لزلزال ما برح يضرب الأرض العربية من البحر إلى البحر نتيجة ظلم ذوي القربى، وتحالفهم مع العدو والتمهيد لغزواته ومطامعه في سفك الدم العربي واحتلال الأرض وظلم الإنسان؛ ليكون العرض جردة حساب تاريخية لخيانات ارتكبها الإخوة بحق بعضهم، وذلك من خلال تقاعسهم وتآمرهم مع الغزاة على أبناء جلدتهم؛ جاعلين من أوطانهم مسرحاً لحروب عديدة لم تنطفئ أوارها حتى يومنا هذا بعد ضياع القدس كمدينة كونية برمزيتها الروحانية والثقافية، تقاطعت عند أبوابها حبائل ودسائس المتآمرين؛ تاركةً إياها تحت رحمة المحتل وجبروته منذ أكثر من ستين عاماً.
جسد الفنان المخضرم زيناتي قدسية في «طبق الأصل» دوراً جوهرياً في العرض من خلال ربطه بين الأحداث الدائرة اليوم على أرض «الربيع العربي» عبر قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش جاعلاً من نصه «مديح الظل العالي» رابطاً درامياً فجائعياً على المسرح، إذ يقول في إشارة إلى ضياع الحق العربي وتمجيد المقاومة كنهج تاريخي لاستعادته: « كم كنتَ وحدك يا ابن أمي، كم كنت وحدك، القمح مرٌّ في حقول الآخرين والماء مالح.. وعليك أن تحيى وتحيى وتعطي مقابل حبة الزيتون جلدك.. كم كنت وحدك».

ربيع الطفل السابع
مديرية المسارح والموسيقا خصصت قرابة ثلاثين عرضاً مسرحياً للأطفال في مختلف المدن السورية؛ إضافة إلى معارض دمى وعرائس وصور ضوئية ومحاضرات تخصصية، وذلك ضمن الدورة السابعة لمهرجان «ربيع الطفل» الذي أطلق فعالياته على خشبة الحمراء أيضاً بعرض لافت لفرقة «سمة» للمسرح الراقص حمل عنوان «عالم الدمى» كفاتحة لعروض موسم المتفرج الصغير؛ ليكون هذا العرض كرنفالاً عالياً في محاكاة عالم الدمية وسحريتها المألوفة لدى خيال الطفل، فاستطاع مصمم العرض الفنان علاء كريميد أن يوازي بين عالمي الرقص وعرائس الفرجة المسرحية؛ مقدماً افتتاحيةً لافتةً لمهرجان الطفل، متكئاً في ذلك على خبرة راقصيه الذين جمعوا بدورهم بين ميكانيزم الدمية وحركيتها من جهة، وبين عالم فن الباليه والرقص المعاصر من جهةٍ أخرى، لتقترب فرقة «سمة» في هذا العرض من صياغة جديدة لمسرح حركي اعتمد الجسد كآلةٍ مدهشة على الخشبة. مهرجان «ربيع الطفل» أطلق أيضاً في دورة هذا الموسم عشرات العروض على مسارح محافظات دمشق وريفها إضافة للقنيطرة والسويداء وطرطوس وحلب والحسكة والقامشلي؛ مقدماً مقترحاته الجديدة لمسرح طفل يجمع بين المتعة والفائدة، عاقداً علاقة جديدة مع جمهوره الذي يتنامى عاماً بعد عام، مستقطباً شتى أنواع الفرجة، معولاً على مسرح «الكبار للصغار» ومسرح «الصغار للصغار» إضافة لمسرح العرائس الذي شهد بدوره نشاطاً متزايداً على خشبات المدن السورية، فضلاً عن مسرح خيال الظل، وتظاهرة «صندوق الفرجة» وعروض موسيقية وغنائية واستعراضية، مالت في مجملها إلى الخروج من نمطية الخطاب الفني القديم وفق خبرات شبابية جديدة ومتنوعة، فقدم مهرجان الطفل عدداً من العروض على مسارح دمشق منها عرض «ممتاز يابطل» على مسرح القباني وعرض دمى بعنوان «مطر.. مطر» على مسرح العرائس، إضافة لعرض «أرنوب صياد الثعالب» على مسرح ثقافي كفر سوسة وعرض «الراعي الكذاب» على خشبة ثقافي العدوي، فضلاً عن مسرحية «لالي» على خشبة الحمراء وعرض «نادي الأطفال» على مسرح ثقافي داريا.
مدينة حلب احتفت بدورها بعروض «ربيع الطفل السابع» وذلك بكل من مسرحيات «وادي طيبون» للمخرج نادر حكمت العقاد و«ولا للرحيل» للمخرج قيس درويش و«بئر التنابل» على مسرح ثقافي هنانو، بينما قُدمت عروض «القطة التي تنزهت على هواها» و«الفتى مهران» على كل من مسرحي ثقافي السويداء وصلخد، وقدمت مسارح مدينتي القامشلي والحسكة عروض «كوخ الأصدقاء» على خشبة ثقافي عامودا و«بهلول والأميرة بتول» للفنان إسماعيل خلف على مسرح ثقافي رميلان والجوادية وعرض «جحا والملك زعفران» للمخرج وليد العمر على مسرح ثقافي القحطانية وعرض «كوخ الأصدقاء» على مسرح ثقافي الدرباسية.

مونودراما جماعية
عروض المونودراما كان لها حضور في حصاد هذا العام، حيث أدت الفنانة القديرة فيلدا سمور شخصية مركّبة في عرض لممثل واحد كتبها الناقد جوان جان، مجسدةً حالة من الوجد الخالص لأنوثة امرأة شرقية تتقدم في العمر؛ تاركةً للمخرجة سهير برهوم إنجاز عرض «ليلة الوداع» الذي ركز على مونولوج المرأة الداخلي وسط ضجيج المجتمع المملوء من حولها بالأبناء والآباء والأزواج عبر بناء علاقة شفافة مع إنسانية المرأة وحساسيتها، وبعيداً عن التصنيفات القائمة على الواجبات الصارمة. الفنان زيناتي قدسية قدم مونودراما عالية المستوى حملت عنوان «أبو شنار» حيث روت المسرحية التي كتبها وأخرجها الفنان قدسية حكاية رجل فلسطيني عجوز؛ يقوم عبر عرض الممثل الوحيد على الخشبة بفضح ممارسات تجار القضية الفلسطينية، وذلك عبر تخيل ذاتي اعتمد فيه الفنان الفلسطيني على مخاطبة مجموعة من الشخصيات الغائبة، في محاولة سرد مأساة شعب بأكمله، شعب فقد وطنه بين وعود الأمم المتحدة بالعودة للاجئين وبين تخاذل المتخاذلين في الدفاع عن حق العودة. اعتمد الفنان قدسية في أداء هذه المونودراما على تنويعات أداء مسرحي عالي المستوى، مجسداً أصوات شخصيات عديدة، متنقلاً عبرها إلى تفاصيل الجرح الفلسطيني، وما تبعه من نضال مرير المحتل الإسرائيلي. باقة متنوعة من الإكسسوارات الصغيرة لرجل يجلس على فراشه في عراء الخشبة ووفق تمويهات دقيقة للضوء تابع من خلالها الفنان قدسية مشروعه الذي بدأه مطلع ثمانينيات القرن الفائت؛ مشتغلاً على مسرح المونودراما، حيث قدم في هذا النوع الفني الصعب تجارب ما زالت راسخة في مخيلة عشاق المسرح السوري كان أهمها عروض «القيامة» و«حال الدنيا» و«الزبال» تميز من خلالها قدسية في ترسيخ عروض المونودراما كمسرح للمقاومة والاحتجاج والرفض. «أبو شنَّار» أشبه بنوتة حقيقية عزفها الزناتي بمهارة، لكن وفق ارتجالات مدوّنة حققها صاحب «القابض على الجمر» بعيداً عن صيغ الهذر، صياغة متقشفة في مسرحتها للحكاية، لكنها باذخة ومؤلمة وطريفة وواقعية عبر ممثلها متعدد الأصوات، فقدسية شاعر شخصيته، ونحاتها ورسامها المُضنى بها، نحاتها الذي استطاع بمهارة أن يخفي ضربات إزميله على جسدها، وشاعرها الذي كتبها بهذه التلقائية العجيبة.
حضور الفنان نمر سلمون كان لافتاً عبر تخلي المخرج والكاتب السوري عن صيغ المونودراما التقليدية في أربعة عروض قدمها على فترات متباعدة في دار الأوبرا السورية، مفتتحاً بعرضه «لا تخشَ شيئاً فالموت إلى جانبك» مستبدلاً صيغة محاورة المُخاطب الغائب بجمهور مسرح الاستعمالات المتعددة؛ حيث دمج صاحبـ«دعوني أشيخ وحدي» السيرة الشخصية مع مستويات متعددة من الكتابة جاعلاً النص المسرحي مفتوحاً ومفكراً به على نحو ما سماه «مسرح الجمهور الخلاق» ليسجل هذا الفنان تعبيراً خاصاً عن قلق الإنسان وخوفه الوجودي من نهاية محتومة تترقبه في كل لحظة من لحظات حياته عبر حكايات «درايو الأندلسي» الذي قرر الاختباء من الموت ومخادعته من خلال التخفي في جسد شخصية الحكواتي؛ ممرراً من هذا التمويه الدرامي مقولة العرض التي ارتأت أن الحكاية هي المنقذ الوحيد من آجال مكتوبة على جبين الكائن الإنساني، ليقدم سلمون بعدها مسرحياته على التوالي: «حكايات فرضتها الغربة» و«قالت لي ابنتي سوسنة» وأخيراً مونودراماه اللافتة «درس درامي» التي كان على المسرحي المغترب أن يصر فيها على صيد الجمهور حيّاً من خلال توريطه في مجريات الحدث المسرحي، وانتزاعه من عتمته الآمنة والمجهولة على كراسي الفرجة.
الكاتب عدنان كنفاني راهن بدوره على أصالة فن المونودراما في نصه المسرحي «شمة زعوط» لتقديم وثائق إنسانية من ذاكرة الإنسان الفلسطيني؛ متكئاً في ذلك على شخصية «أبي هيكل» التي وظفها المخرج زهير البقاعي في العرض بالتعاون مع الفنان تاج الدين ضيف الله، لتكون شاهد عصر على ممارسات العدو الإسرائيلي بعد أكثر من ستين عاماً على نكبة عام 1948 مجسداً آلام وأشواق الفلسطيني إلى أرضه وبيته وجذوره، ليبدو «شمة زعوط» على خشبة مجمع دمر الثقافي مونولوجاً طويلاً من الحنين إلى فلسطين الذاكرة والأرض والتاريخ.

سيرياندبز
  الأربعاء 2012-05-23  |  11:02:38
عودة إرسال لصديق طباعة إضافة تعليق  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
http://www.
اخبار الفن والفنانين

سلطنة عمان تكريم الفنان السوري إلياس الشديد

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 

أمسية موسيقية للفرقة الأكاديمية الحكومية الروسية على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
اخترنا لكم

الفنانة والشاعرة رانيا كرباج: مصطلح الأدب النسوي إجحاف بحق المرأة

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
فنان وتعليق

الفائزون في مسابقة "رؤية المصور لعلم الفلك" لعام 2017

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
خبريات

عودة الفنان السوري ماهر الشيخ إلى عالم الغناء

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
تلفزيون

حياة المطران "كبوجي" بعهدة باسل الخطيب ورشيد عساف

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
أحدث الأفلام

بدء تصوير فيلم وشاح غدا

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
حوارات

عناق الألوان والروح مع الفنان مهند صبح

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
عروض

ملتقى “جوقات سورية” بدار الأسد للثقافة السبت المقبل

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
جميع الحقوق محفوظة syriandays / arts © 2006 - 2024
Programmed by Mohannad Orfali - Ten-neT.biz © 2003 - 2024