افتتح مساء اليوم في مجمع سينما سيتي بدمشق العرض الرسمي الخاص للفيلم الروائي الطويل”مطر حمص ” للمخرج جود سعيد سيناريو علي وجيه الذي تشارك كتابة السيناريو معه سهى مصطفى وسماح فتال وانتجته المؤسسة العامة للسينما.

ويروي الفيلم قصة تستند لواقع الحرب على سورية لمجموعة من الشخصيات تعيش في حمص القديمة خلال الفترة بين شباط وأيار 2014 قبيل خروج التنظيمات الإرهابية المسلحة من المدينة حيث يحاول بطلا الفيلم يوسف وهدى النجاة وخلق الحياة وسط الموت والدمار برفقة طفلين وعدة شخصيات.

وقال مدير عام مؤسسة السينما محمد الأحمد في كلمة له قبل عرض الفيلم  “مطر حمص فيلم جديد تقدمه المؤسسة بدعم وزارة الثقافة في سنوات الحرب الكونية على سورية لترد على الإرهاب والقتل والإجرام وقطع الرؤوس بالحب والثقافة والفن والخير والجمال معبرا عن تداعيات تلك المشاعر المتراكمة المتسربة من ألبوم ذكريات موجعة ألمت بنا وعصفت بوطننا ومخيلة الأمس حاضرة والحكايات محفورة في الذاكرة وثنايا القلب “.

وأوضح الأحمد انه في سنوات الحرب أنتجت وزارة الثقافة أجمل الأفلام والمسرحيات وأرقى عروض الموسيقا ونظمت أهم المعارض الفنية وطبعت أرقى الكتب إيماناً منها بأن الأمة العريقة تزداد عطاء في أزمان الشدة.

وكشف الأحمد بأن المؤسسة ستعرض في الأشهر القادمة عددا من الأفلام منها “ليليت السورية” لغسان شميط و”حرائق” لمحمد عبدالعزيز و”الأب “لباسل الخطيب و”رجل وتابوت وثلاثة أيام “لجود سعيد وهي بصدد إنتاج أفلام أخرى منها “ماورد”لأحمد إبراهيم احمد و”سجن حلب”لنجدة أنزور و”طريق النحل” لعبداللطيف عبدالحميد.

مخرج الفيلم جود سعيد قال في تصريح ل”سانا الثقافية ” يحكي مطر حمص قصة عائلة عاشت في ظل حصار التنظيمات الإرهابية لمدينة حمص القديمة راصدا حياتها خلال ثلاثة اشهر كجزء من الأفلام التي تطرقت للواقع السوري خلال الحرب الإرهابية على سورية والتي أعادت بناء حكايتها بعيون وعقول المشاهدين عبر رؤيتهم للمادة البصرية المقدمة في حكاية الفيلم وبنيته الدرامية” رافضا الأفلام التي تقدم مقولة جاهزة.

وعن رؤيته لواقع السينما السورية في هذه الفترة قال سعيد “السينما السورية اليوم مشرقة لأنها لم تنسحب من المواجهة على كل الأصعدة بل على العكس بقيت وزادت إنتاجها بالرغم من كل الظروف والتحديات التي واجهتها “.

ورأى الفنان محمد الأحمد الذي يجسد شخصية يوسف إحدى الشخصيات المحورية بمطر حمص في تصريح مماثل إن الفيلم يؤكد رجوع الخير إلى حمص من خلال المطر وهو حصيلة عمل متواصل لمدة ثلاثة أشهر ضمن ظروف صعبة بعد خروج الإرهابيين منها لافتاً إلى أن الشخصية التي قدمها ترمز إلى كل مواطن شريف يحب وطنه وتمثل كل من أحب حمص مشيرا إلى أن الفيلم كغيره من الأفلام السورية محاولة للدفاع عن أرضنا وهويتنا وتاريخنا وحضارتنا.

من جانبه رأى الفنان مصطفى الخاني أن السينما السورية رغم صعوبة الظروف تسعى إلى الاستمرار لتقديم الأفضل حيث شهدنا خلال الفترة الماضية تقديم تجارب متميزة لعدة أفلام لامست الواقع وقدمت حالات إنسانية وتوعوية متمنيا ألا تكون تجارب استثنائية وان تتطور إلى ما نطمح إليه.

وأشار الفنان أحمد الأحمد إلى أن السينما السورية قدمت في السنوات الأخيرة أفلاما تتحدث عن الواقع وآلام ومعاناة المجتمع من خلال قصص عميقة ومؤثرة وهذا دور الفن بشكل عام في نقل الحقيقة ومعالجة الواقع من خلال اقتطاع جزء من الزمن وإظهار قصص الناس في مرحلة محددة.

يذكر أن فيلم مطر حمص هو الفيلم الرابع لجود سعيد بعد”مرة أخرى “الحاصل على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي و “صديقي الأخير” و”بانتظار الخريف”الذي كرمه مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة بجائزة أفضل فيلم عربي ضمن مسابقة آفاق عربية.

ويشارك في الفيلم مجموعة من الممثلين وهم محمد الأحمد”لمى الحكيم”حسينعباس”محسن عباس “كرم الشعراني”مصطفى المصطفى”نسرين فندي”يامن سليمان” هلا بدير”روجينا رحمون”علي سكر”وسيم قزق”مغيث صقر”ضيف الشرف”بشار إسماعيل”ومشرف الإنتاج فايز سيد أحمد مدير الإضاءة والتصوير وائل عز الدين مدير الإنتاج خالد فرنجية هندسة الديكور رشا نجار مهندس الصوت أمير بارتي زاده محاسبة الفيلم لارا باكير مصمم الأزياء باسمة حسن المكياج جمال كريمي.

حضر افتتاح الفيلم وزراء الثقافة والاقتصاد والتجارة الخارجية والنقل وحاكم مصرف سورية المركزي وعدد من السفراء وحشد من الفنانين والإعلاميين والمثقفين.