تعمل المغنية صفاء زينو على إيجاد نمط غنائي خاص بها تجمع من خلاله بين دراستها للغناء الاوبرالي وتقنياته وبين اجادتها للغناء الشرقي الطربي وقدرتها على التنقل بين الطبقات الصوتية والعرب عبر تقديم أغنية بكلمات من الواقع تحمل نبض الانسان السوري ومعاناته وألمه وأمله.
وعن مشروعها الفني والموسيقي تقول زينو في حديث لـ سانا “أحضر لمجموعة أغان تمس الواقع الصعب الذي نعيشه اليوم كسوريين بأسلوب النقد الساخر ورغم تأخر هذا المشروع بسبب الظروف الصعبة والأزمة ولغياب الدعم الانتاجي والتسويقي إلا أنني أحاول بامكانات محدودة أن يرى هذا المشروع النور قريبا”.
وتبين زينو أنها ضمن هذا الشكل الفني سجلت أغنية بعنوان يا أوضة مؤخرا على أن يليها تصوير اغنيتين بطريقة الفيديو كليب بعنوان ورقة ع ورقة واه من السفر ليتم تسويقهما عبر موقع يوتيوب موضحة أنها من كلمات وألحان أبو السماح.
وتقول زينو “على الرغم من العقبات التي واجهت عملي الفني واضطراري لترك الدراسة في المعهد العالي للموسيقا في بداية الأزمة بسبب انتقالي للأقامة في مدينة حماة لم اتوقف عن العمل والسعي لتحقيق طموحي الفني فأقمت حفلات غنائية في عدة محافظات وأشرفت على العديد من الحفلات الموسيقية والغنائية لفرق مديرية المسرح المدرسي بحماة”.
وتوضح خريجة كلية التربية الموسيقية أن النمط الغنائي الذي تعمل على تقديمه يقوم على دمج تقنية الغناء الاوبرالي مع تقنية الغناء الشرقي بشكل سلس يحقق توليفة موسيقية جميلة غير مألوفة وجديدة من ناحية الأداء والكلمة واللحن وتختلف عن الانماط الغنائية الشعبية السائدة حاليا والتي “تقدم بشكل تجاري دون أي رسالة فنية”.
وتشير المغنية زينو إلى أنها تتعاون مع مجموعة من الكتاب والملحنين الشباب الموهوبين الموجودين في محافظة حماة لتقديم اللون الغنائي الذي تطمح إليه وترى فيه مشروعها الفني مبينة أن هناك امكانات فنية موسيقية كبيرة لدى الشباب السوري والتي تحتاج للاكتشاف والدعم والرعاية من قبل شركات الإنتاج الفنية والجهات الثقافية والاعلامية الوطنية لترى مشاريعهم الفنية النور وتصل إلى الناس.
ورغم توجهها للغناء الشرقي كمشروع فني خاص إلا أن زينو لم تبتعد عن الغناء الاوبرالي الذي تحبه وتخصصت به أكاديميا فتوجهت للتدريس في كلية التربية الموسيقية بجامعة البعث كما أنها تعمل مدربة ومشرفة ومدرسة موسيقا في مديرية المسرح المدرسي بحماة حيث ترى في تعليم اليافعة الموسيقا والغناء “رسالة إنسانية وفنية ووطنية وخاصة في هذا الوقت الصعب الذي يمر فيه بلدنا لإنشاء جيل مثقف فنيا يحمل القيم الإنسانية والحضارية التي طالما اتسم بها الشعب السوري”.
وترى زينو أن واقع الغناء في سورية حاليا “جيد بشكل عام رغم الحاجة لأنماط غنائية متنوعة أكثر مما هو سائد” لترضي اكبر قدر من أذواق الجمهور مشيرة إلى تفاوت كبير في الخبرة بين المغنين الذين يظهرون على الساحة الفنية حاليا مع “محدودية الفرص” لظهور المواهب الجديدة وانحسارها عبر قنوات ووسائل محدودة.
وتلفت زينو إلى أن مغادرة الكوادر الموسيقية والمغنين إلى الخارج بسبب الأزمة يعتبر “خسارة” للحياة الموسيقية السورية ما يستلزم إتاحة الفرص امام الطاقات الشابة الجديدة لتأخذ فرصتها بالظهور للناس عبر المنابر الثقافية والاعلامية الوطنية لترميم النقص الحاصل ولاستمرار النشاط الغنائي والموسيقي في البلد.
وتعبر زينو عن تفاؤلها بمستقبل الموسيقا والغناء في سورية وتختم حديثها بالقول “التفاؤل والإصرار على الانجاز والعمل هما اللذان يدفعاننا للبقاء في الوطن وتقديم اقصى ما نستطيع في كل المجالات سواء عبر العمل الفني أو التدريس والتدريب للأطفال والشباب لنبني جيلا
قادرا على حمل الرسالة وبناء المستقبل بما يستحقه الانسان السوري والوطن من حضارة وازدهار”.
الفنانة صفاء زينو درست أصول الغناء الاوبرالي في كلية التربية الموسيقية بجامعة البعث ودرست عامين في المعهد العالي للموسيقا وعملت في تدريس الموسيقا في عدة معاهد موسيقية بعدة محافظات كما شاركت في مهرجانات عديدة داخل وخارج سورية وهي مدرسة في دائرة المسرح المدرسي بحماة وفي كلية التربية الموسيقية بجامعة البعث ولها عدة ابحاث علمية في الموسيقا تعمل على نشرها حاليا منها العلاج عن طريق الموسيقا والألوان لاطفال التوحد والمايسترو وقيادة الأوركسترا وصناعة الاستوديو.
