ودع مهرجان الموسيقا العربية الذي أقامته دار الأسد للثقافة والفنون على مدى أسبوعين جمهوره مساء اليوم عبر أمسية شدت فيها المطربة إيناس لطوف بباقة من الأغاني العربية وأغانيها الخاصة بمرافقة الفرقة الموسيقية بقيادة الفنان كمال سكيكر.ولطوف التي بدأت أمسيتها بوصلة من الفلكلور الغنائي الحلبي عادت وحيت جمهور دار أوبرا دمشق الذي غابت عنه لأربع سنوات لتأخذه معها بعد ذلك في جولة موسيقية جالت فيها على أغان سورية وعربية شهيرة لم تنسها ذاكرة الجمهور المحب للطرب الأصيل فغنت “عزني” للمطربة السورية حنان كلمات شفيق المغربي وألحان رفيق حبيقة ثم قدمت أغنية “نتالي” كلمات وألحان الفنان حسام تحسين بيك بتوزيع جديد.

وأرادت نجمة برنامج “ذا فويس” أن تظهر قدراتها عبر اختيار أغان من مدارس مختلفة فقدمت الأغنية الشهيرة “يامو” كلمات الفنان دريد لحام واللحن أرمني الأصل وأغنية “ما ودعوني” لملك العتابا الفنان الراحل فؤاد غازي كلمات ضياء الربابي وألحان الموسيقي الراحل عبد الفتاح سكر.

وقبل أن تشدو لطوف بأغنيات خالدة كتبها فنان الشعب رفيق سبيعي شكرت حضوره الأمسية ونوهت بالدور الذي لعبه أبو صياح وأبناء جيله من الرواد في إيصال الأغنية السورية إلى الوطن العربي ثم غنت “كان عندي غزال ويا صلاة الزين” التي تفاعل معها جمهور الأمسية.

القدرات الصوتية لدى لطوف ساعدتها على أداء أغنيات طربية صعبة فأدت باقتدار أغنية “عالله تعود” كلمات ميشال طعمة وألحان الموسيقار فريد الأطرش وقصيدة “أشواق” كلمات مصطفى عبد الرحمن وألحان رياض السنباطي إضافة لأدائها الديناميكي الحار لأغان رومانسية هي “أوعدك” كلمات مجدي نجيب وألحان محمد سلطان و”مستنياك” كلمات عبد الوهاب محمد والحان بليغ حمدي.

وكانت الأمسية فرصة لـ “لطوف” لتقدم عبرها أغانيها الجديدة التي قدمتها هذه السنة بشكل إفرادي فغنت “يا عين لا تبكي” كلمات وألحان هادي كريم و”مين يصدق” كلمات وألحان عناد خوري ويمكن إدراج هاتين الأغنيتين ضمن النوع الطربي الخفيف.واعتمد الموسيقي كمال سكيكر على آلة الكمان بشكل ملحوظ كركيزة أساسية للفرقة الموسيقية في توزيع اللحن مستعينا بمجموعة من العازفين السوريين القديرين على الآلات التي تنضوي ضمن أسرة الكمان ولكن سكيكر منح الفرصة لآلات غربية لم تنسجم كليا مع التخت الشرقي في توزيع أغنيات مثل “نتالي ويامو”.

بيد أن الأمسية أظهرت في الوقت نفسه أن التوزيع الموسيقي بدأ يأخذ طريقه باقتدار في سورية حيث استطاعت الفرقة الموسيقية أن تنفذ ما طلب منها بدقة وأن ينسجم عازفوها بصورة جعلت بعض الحاضرين يتساءلون هل الأغاني تسجيل أم بث مباشر.

يشار إلى أن مهرجان الموسيقا العربية الذي انطلق 16 آب الماضي على مسرح دار أوبرا دمشق قدم عبره خمس أمسيات فكانت أمسية الافتتاح مع الفنانة ميادة بسيليس والفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة عدنان فتح الله وفي اليوم الثاني الفنان شادي جميل وفرقته الموسيقية وقدم في اليوم الثالث كل من ناديا منفوخ وسهر أبو شروف وحسام لبناني بمرافقة فرقة طرب دهب بقيادة براق تناري أما اليوم الرابع فكان للفنانين ميس حرب ومصطفى دغمان وفرقة ايميسا بقيادة عمار يونس وفي اليوم الخامس للفنانين وضاح اسماعيل وإياد حنا مع فرقة نظير مواس الموسيقية إضافة إلى أمسية اليوم.