بعيداً عن كل الأصوات المحيطة ومن قلب الأحداث التي تشهدها سوريا وحالة الركود الفنية درامياً وغنائياً, أطلق المغنيان الشابان "معاذ عبد الله" ويوسف حناوي" تجربتهما الغنائية الأولى من خلال ألبوم يحمل اسم "رزق الناس" حيث غنى معاذ و يوسف 6 أغنيات مشتركة وأغنية منفردة لكل منهما.
وتأتي خصوصية هذا الألبوم من كونه لا يحتوي على أي أغنية عاطفية ويبتعد عن الأنماط الموسيقية الرائجة ليعيد للأذهان الأصالة في اللحن والتوزيع الموسيقي ويركز على هموم الشباب والمجتمع العربي عموماً والسوري خصوصاً من خلال طرح مجموعة من المواضيع كالصعوبات التي يعانيها الشباب في طريقهم للزواج وغلاء المهر وغيرها في أغنية " الزواج " و أهمية احتضان الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و تأهيلهم في أغنية " هيك تربينا".
كما وناقشت أغنية "العادات المرفوضة" كيف أصبحت بعض الأفكار الطارئة والغريبة على حياتنا جزءاً لا يتجزأ منها من خلال تكريسها بشكل خاطئ ومن الأغنيات أيضاً "كبار السن" و "الأمل", بينما غنى معاذ أغنية منفردة حملت عنوان "مصلحجي" تناول فيها نموذجاً بشرياً نصادفه كثيراً وهم الناس الذين يتسلقون على خطى الغير للوصول إلى غاياتهم, وغنى يوسف حناوي "الغربة" ورسم فيها الكثير من ملامح الحنين للوطن, ليتوج الألبوم بالأغنية التي حملت عنوانه والتي بدأت الإذاعات بثها وهي "رزق الناس" التي نقلت نبض الناس وهموم معيشتهم والفوارق الطبقية بينهم.
ما يميز ألبوم "رزق الناس" هو دعوته الواضحة لحالة من المحبة والعدالة الاجتماعية ويبتعد عن السائد والمألوف ليفتح باباً جديداً للتغيير الذي يأتي من القاعدة العريضة وهي المجتمع بصورة فنية راقية تحمل رسالة محبة في زمن يحتاجها فيه الجميع .