كتب عبد المجيد التركي - اليمن
...
هناك من لا يهتم بهذا اليوم، وهناك من يعمل له ألف حساب، وهناك من سيتفرَّغ لإصدار فتوى تحرِّم وتجرِّم الاحتفال في هذا اليوم، بحجة أن الصحابة والتابعين لم يحتفلوا به ولم يكن موجوداً في أيامهم.
سيتحدث بعض خطباء المساجد في الجمعة القادمة عن حرمة تقليد الكفَّار في أعيادهم، وسينسون أن يتحدثوا عن حرمة إراقة الدماء..
هل تحدث هؤلاء المشائخ الأجلّاء يوماً عن الحب؟؟
ليس هناك سوى فتاوى القتل والتكفير .. هذا كل ما يعرفونه.. وهذا شيء طبيعي لأنهم ممتلئون بالكراهية..
هل تحدَّث خطباء الجمعة يوماً عن الحب، وعن فنِّ التعامل مع الزوجة، ومدى تأثير إهداء الوردة بين الزوجين!! هم لا يتحدثون إلَّا عن هجر الزوجة وضربها، ونقص عقلها ودينها، وعدم الاستماع لمشورتها، ففي رأيهم أنه "ما أفلح قومٌ ولَّوا أمورهم امرأة".. و"ما يستمع المـرَة إلاَّ من كان مرَة مثلها".. يا لهذا التفكير الحقير!!
ليس بالضرورة أن يكون عيد الحب- بين صديق وصديقة- كما يفهمه البعض ويحصره في هذا النطاق ويروّج له على أنه انحال أخلاقي.. لماذا لا يتحدث الخطباء عن أهمية الحب بين الرجل وزوجته لتستمر الحياة بدلاً من التعامل معها على أنها ناقصة عقل ودين؟
لماذا لا يدعو خطباؤنا إلى المحبة، وإلى أن يبحث الزوج عن وسائل جديدة ليرمِّم الشقوق العاطفية بينه وبين زوجته، ويزرع مساحة الجفاف بينهما بوردة يهديها لها.. هل في هذا غضاضة أو إثم!!
من لا يعرف الحب فهو ممتلئ بالكراهية، ومن لا يتحدث عنه بدعوى أن الحديث عن هذه الأمور لا يليق بمنبر المسجد فهو لا يعرف وظيفة المنبر.. ومن يرى أنه عيد مسيحي فعليه اختراع عيد إسلامي.
الله محبة.. والدين محبة.. فمتى يعرفون ذلك؟
لتكن كل أيامنا أعياداً، ولنحب بصدق ونصافح بصدق ونقبّل بصدق.. فحتى المصافحة بين الناس فقدت دفئها.