-قسم العلماء المختصون لغات العالم إلى ثلاث فصائل اثتتان جُمعتا على أساس القرابة والثالثة تجميعية فأما اللتان جُمعتا على أساس القرابة فهما (الفصيلة الهندية الأوربية) و(الفصيلة السامية الحامية) وأما التجميعية فهي (الفصائل الطورانية)
أولاً - الفصيلة الهندية الأوربية :
وتعود نشأة هذه الفصيلة إلى ثلاثة احتمالات (آسيا الوسطى - المناطق الروسية - مناطق بحر البلطيق) وتعتبر هذه الفصيلة أكبر فصيلة لغوية من حيث امتداد المساحة الجغرافية ومن حيث عدد الشعوب الناطقة بها وهي تشمل ١- اللغة الآرية ٢- اللغات اليونانية ٣- اللغات اللاتينية ٤- اللغات الجرمانية ٥- اللغات السلافية ٤- اللغات الأرمنية ٥- اللغات الألبانية ٦- اللغات الكلتية (ملاحظة : من يريد معرفة مكان انتشار كل لغة مما سبق فله ذلك)
ثانياً - الفصائل الطُّورانية :
وتتميز هذه الفصائل أن لا شيء يجمعها إلا أنها لا تنتمي للفصيلتين الأخرتين وأهمها ١١- اللغات التركية والمغولية ٢- اللغات اليابانية ٣- اللغات الصينية والتيبيتية ٤- اللغات الكورية ٥- القوقازية ٦- الهنود الحمر في أمريكا ٧- الملايوية - الأندونيسية وغيرها
ثالثاً - الفصيلة السامية الحامية :
(وهنا أهمية هذا البحث)
[[ وهي تمتد من اليمن جنوباً إلى سوريا شِمالاً إلى أفريقيا الشمالية ومنطقة غرب البحر الأحمر ]]
وهي قسمان :
القسم الأول (اللغات الحامية) كالمصرية القديمة والقبطية والبربرية والحبشية
القسم الثاني (اللغات السامية) الشرقية والغربية
أ - الشرقية : (لغات الأكديين وهم البابليون والآشوريون)
ب - الغربية : وهي تنقسم إلى [شمالية وجنوبية]
فأما [الشمالية] فهي ١- الكنعانية (الأجريتية والمؤاتية والفينيقية والعبرية) ٢٢- الآرامية (امتدت من العراق إلى سوريا إلى سيناء)
وأما [الجنوبية] فهي ١- القحطانية (المعينية والسبئية والحبشية الجعزية) ٢٢- العدنانية (الحجازية والتميمية)
إذا التقسيم العالمي للغات - بحسب العلماء اللغويين المختصين - جعل المناطق الممتدة من اليمن إلى سوريا إلى الشمال الأفريقي ومنطقة غرب البحر الأحمر جعلها تنتمي إلى جذر لغوي واحد
ولمن يُشكك بهذه المعلومات ما عليه إلا أن يعود إلى الكتب المختصة وإلى أي كتاب غربي مختص يبحث في جذور اللغات فما سبق متفق عليه عالمياً ..
أما قصة (السامية) كمصطلح لغوي ومن أين جاء فعلى بساطة الجواب سيتكشَّف لدينا بناءً عليه الكثير فأول من أطلق مصطلح (السامية) هو العالم النمساوي شلوتسر عام ١٧٨١م وقد أصبح منذ ذلك الحين علماً للشعوب التي ذكرناها سابقاً تحت اسم (الفصيلة السامية) ولكن ماذا كانت تُسمى قبل ذلك ؟ لن استشهد بباحثين كمثل [ حسن الباش جواد علي عز الدين فودة شوقي عبد الحكيم ] بل سأعتمد على أشهر الباحثين الغربيين ومنهم على سبيل المثال الباحث الفرنسي إرنست رنيان ( Ernest Renan) في كتابه (Histoire Des langues Semitiques) والباحث الألماني بروكلمان (Brockelmann) في كتابه (Semitische Sprachwissenchaft) فهما يعتبران - وغيرهما كثر - أنَّ الموطن الأول للشعب السامي (بكل تقسيماته الإشكالية) هو القسم الجنوبي الغربي من آسيا أي (اليمن) حالياً ، وتعتمد معظم كتب التاريخ العالمية (الموسوعات) على اكتشاف البعثات الغربية لنقوش اليمنيين القديمة والمكتوبة بالخط المسند والتي أظهرت أن أقدم الممالك اليمنية مملكة مَعين ق٨ق.م ثم سبأ ثم قتبان ثم حضرموت وقد اعتمد الباحثون على هذه الكشوفات ومقارنتها مع غيرها في أماكن أخرى كدليل قطعي يشير إلى هجرات متعددة انطلقت من الجنوب الغربي لآسيا (اليمن) وذلك عبر موجات متفاوتة زمنياً كالموجة التي خرجت إلى العراق أواخر ق٤ق.م وإلى سوريا ق٣ق.م وإلى خليج العقبة ق٢ق.م والسواحل الأفريقية ق٢ق.م .. ونحن عندما نتكلم عن سوريا على سبيل المثال والتي استقبلت هذه الهجرات الكبرى ق٣ق.م فمن الطبيعي والمنطقي أن نقول إن المنطقة لم تكن خالية عندما أتى الكنعانيون مثلاً ومن الطبيعي أيضاً ألا يكون اليمنيون هم وحدهم الذين فكروا بالقدوم إلى هذه المنطقة ولكن حضارتهم بالنسبة لذلك الزمن (طريقة حياتهم وسكنهم) هي التي سادت ، فهناك (الأوغاريتيون) الذين استقروا في شمال سوريا وعنهم وصلتنا نقوش (رأس شمرا) وعن هذه الأوغاريتة أخذ العالم الكتابة الأبجدية وهناك (الفينيقيون) الذين استقروا في الساحل الجنوبي لسوريا وأسسوا مدناً كصيدا وصور وجبيل وبيروت ثم سادوا البحار ، أما اليبوسيون فسكنوا في الجنوب الغربي لسوريا (فلسطين) وبنوا القدس ..
ملاحظة (١١) إن علاقة القبائل التي هاجرت واستوطنت في أماكن أخرى مع من تبقى في الموطن الأصلي تشبه إلى حد بعيد علاقة سكان الولايات المتحدة ب(أوربا) فأنت تستطيع أن تقول إن معظم سكان الولايات المتحدة في أصولهم هم أوربيون معظمهم إنكليز ثم فرنسيون ثم ألمان ، ولكن في واقع الحال فإن إنكلترا احتلت الولايات المتحدة ثم أحرقت بيت الرئيس (البيت الأبيض) ثم تحرر الأمريكيون من الإنكليز ، وبمعنى آخر تحرر (الإنكليز المهاجرون) من (الإنكليز الأصليين) !!
ملاحظة (٢٢) ليس خروجاً عن البحث أن نستدل من خلاله على قصور المعاجم العربية بسبب اعتمادها اللهجة العدنانية (الحجازية والتميمية) وقليلاً من القحطانية فحسب ، وهكذا لن نستغرب ورود كلمات في كتاب - قديم تاريخياً - لا جذر لها في المعاجم العربية القاصرة . .
المراجع:
أرنست رنيان ( Ernest Renan) في كتابه (Histoire Des langues Semitiques) والباحث الألماني بروكلمان (Brockelmann) في كتابه (Semitische Sprachwissenchaft)
كتاب (فقه اللغة) د.صبحي صالح كتاب (أديان العرب قبل الإسلام الأب جرجس داود داود / كتاب ( تاريخ العرب القديم) د.أحمد أرحيم هبو / كتاب (الميثولوجيا الكنعانية والاغتصاب التوراتي) حسن باش (قصة الحضارة) ول ديورانت
الباحث: غزوان أحمد علي
