بمناسبة عيد الشهداء أقامت مديرية ثقافة الطفل بوزارة الثقافة اليوم الفعالية الثالثة لأبناء وبنات الشهداء بعنوان “عطر الخالدين” وذلك في مدرسة أبناء الشهداء لتكريم الأطفال الفائزين في مسابقات أبناء وبنات الشهداء لهذا العام عن فئات الرسم والتصوير الضوئي والخط العربي والشعر والقصة والمقالة.
وتضمنت الفعالية فقرات ثقافية وفنية متنوعة منها معرض فني تشكيلي للفائزين بالمسابقة في الرسم والتصوير الضوئي والخط العربي حيث جسد أبناء الشهداء في لوحاتهم الطبيعة السورية الجميلة ومحبتهم لوطنهم وتعظيمهم للشهادة والشهداء بألوان عبرت عن الفرح والأمل بأن دماء ابائهم الطاهرة ستزهر أملا وانتصارا بغد مشرق وجميل إضافة إلى فقرات فنية راقصة لفرقة أجيال للمسرح الراقص.
كما قدم أطفال معهد صلحي الوادي بإشراف فادي عطية فقرات موسيقية وغنائية منها “كتبنا وما كتبنا” و”أنا قلبي دليلي” إضافة إلى مقطوعة موسيقية بعنوان “سالوني الناس” عزفها الطفل أحمد حمدان.
كما قدمت مجموعة من أبناء وبنات الشهداء لوحة تراثية شعبية بعنوان “مالوم” للفنان علي حليحل إضافة إلى لوحات غنائية راقصة من التراث السوري بإشراف مجد أحمد وباسل حمدان وقراءات شعرية للفائزين الأولين بمسابقة الشعر والقصة ولوحة قدمها الأطفال لبلدهم سورية بعنوان “نحنا أهل الراية”.
وقال وزير الثقافة عصام خليل في تصريح للصحفيين إن “ارتباط معظم نشاطاتنا وفعالياتنا بمناسبة عيد الشهداء هو تمجيد للشهادة وتكريس لقيمها لأن الشهيد ليس شخصا فحسب بل هو قيمة وحياة متواصلة تنتقل عبرها القيم الإنسانية النبيلة من خلال مفاهيم العطاء والتضحية إلى فعل مستقر في الذاكرة والوجدان يرفد المعطيات النبيلة للسوريين بثقافتهم وإنسانيتهم بكل ما هو نبيل ووجداني” مؤكدا أن هذه الفعالية اقل ما يمكن تقديمه للشهداء.
وأضاف خليل إن “معركتنا الأساسية مع الإرهاب هي معركة ثقافية ضد العتم والشحوب والليل ومعركة الحياة ضد الموت وعندما نجند كل قدراتنا وإمكاناتنا في هذه المواجهة فإننا نهدف إلى ترسيخ الوعي وتعميم مفاهيم حقيقية وصحيحة” داعيا إلى استنفار كل الطاقات لمواجهة هذه الهجمة الظلامية التي تتوجه الى اقتلاع الإنسان من جذوره وهويته وكيانه وحضارته تمهيدا لتعميم ثقافة الموت والخراب.
وقالت المديرة العامة لهيئة أبناء وبنات الشهداء شهيرة فلوح إن “الهيئة تتالق في عيدها الغالي عيد الشهداء.. شهداؤنا الابطال الذين كان لهم شرف التضحية لتظل راية العزة والكرامة خفاقة في ربوع وطننا وبفضل دمائهم الزكية الطاهرة ينعم شعبنا بالأمان” مؤكدة أن أبناء الشهداء الخالدين أمانة وطنية غالية يستحقون كل رعاية وتكريم.
وبينت فلوح أن إطلاق اسم “عطر الخالدين” لهذه الفعالية يأتي تاكيدا لدور الفن والأدب في تمثيل الحياة لتحمل الإنسان على جناحيها إلى عالم الخيال والسحر والجمال مشيرة الى الدور المهم لمدارس ابناء الشهداء في تشجيع ميول الأطفال الأدبية والفنية ورعايتها الرعاية الكاملة من خلال النشاطات التي تنفذ في فترة ما بعد الدراسة بإشراف أصحاب الاختصاص حيث نالت أعمالهم وابداعاتهم الفنية جوائز وطنية وعربية وعالمية.
بدورها اعتبرت مديرة ثقافة الطفل ملك ياسين في تصريح للصحفيين أن هذا التكريم مهم جدا بالنسبة لهؤلاء الأطفال الذين قدم آباؤهم أغلى ما يملكون موضحة أنه سيقام حفل تكريم مماثل في محافظة اللاذقية.
ومن الأطفال الفائزين عبر حمزة خضور طالب صف تاسع والذي أحرز الجائزة الثالثة من فئة الرسم عن سعادته بهذا التكريم الذي يعطيه دفعا قويا للاجتهاد والمثابرة مبينا أنه جسد في لوحته الحصان الذي يدل على القوة والصلابة والمتانة.
أما الطفلة حلا عبد السلام من الصف الخامس التي فازت بالجائزة الأولى عن فئة الخط العربي فأعربت عن سعادتها بهذا التكريم وانها ستواصل الدراسة حتى تحقيق حلم والدها الذي قدم أغلى ما يملك لتعيش هي ورفاقها بأمان في حين كتبت سيدرا عمار من الصف الخامس الفائزة بالجائزة الثانية من فئة الخط العربي في لوحتها “احق بالشوق للاوطان من نزحوا..وبالحنين لرياها من ابتعدوا”.
وأشار المخرج السينمائي المهند كلثوم في تصريح لـ سانا إلى أهمية إقامة هذه الفعاليات والنشاطات الثقافية في حياتنا وخاصة لدعم قدرات ومواهب أبناء وبنات الشهداء ومنحهم حافزا على المثابرة والاجتهاد وتقوية شخصيتهم ولا سيما في مجال الفنون من أجل إظهار مواهبهم ورعايتها مبينا أنه بصدد التحضير لفيلمه الجديد بعنوان لمة شمل من تاليف الكاتب سامر محمد اسماعيل الذي يروي عشرات من حكايا ابناء وبنات الشهداء.
وفي نهاية الاحتفال قام وزير الثقافة والمديرة العامة لهيئة مدارس ابناء وبنات الشهداء ومديرة ثقافة الطفل بتوزيع الجوائز وشهادات التقدير على الفائزين الاوائل في المسابقات والتي شملت مختلف المحافظات السورية إضافة إلى جوائز تشجيعية للاطفال.
وكانت مديرية ثقافة الطفل منحت في المسابقة التي اعلنت عنها في الشهر الاول من هذا العام للمشاركين حرية اختيار أحد موضوعين في مجالات القصة والشعر والمقالة جاء الأول تحت عنوان إنه عطر الخالدين وإنه دمهم..ما الذي ستفعله لتجعل دم الشهيد منارة لحياتك والثاني بعنوان صغير بحلم كبير .. أنا صغير لكن عندي حلم كبير لي ولمن حولي حلم طويل بغد جميل أو أي موضوع آخر يختاره المشارك.
وفي الخط العربي حددت المسابقة عبارات معينة للمشاركين يختارون واحدة من بينها تشمل بيتين للشاعرين بدوي الجبل وبيان الصفدي وعبارة للكاتبة جمانة نعمان.
أما في مجال التصوير الضوئي فحددت المسابقة مواضيع تخص حياة الطفل اليومية وتشمل أصور غرفتي بيتي- مدرستي- حديقتي- مكتبتي-حقلي.
