رواية زمن الطوفان.. ثلاثية الماء والدم والنفط “للكاتب رسلان علاء الدين رصد فيها تحولات المؤامرة على سورية مستخدماً الوثيقة الواقعية التي أسقطها على أحداث الرواية بغية الوصول إلى تسجيل معاناة الإنسان السوري عبر تاريخ كان حافلاً بالمحبة والحضارة لم يعرف به السوريون إلا التلاحم الوطني والانتماء الذي يوحد أطياف الشعب.
وتتناول الرواية ظهور التنظيمات الإرهابية المسلحة في مراحلها الأولى والدور الذي مارسه الإعلام المضلل في إخفاء حقيقة وجودها ودورها الإجرامي تهيئة لحرب ترمي إلى تخريب سورية.
جعل الروائي علاء الدين مرتبة الحب والانتماء الوطني في الرواية هي الأسمى فبطل الرواية كمال لم يتمكن من الزواج من حبيبته فاتن بعد أن قتلها وأفراد أسرتها الإرهابيون فأقدم على ترك وظيفته وعمله وتطوع في صفوف الجيش العربي السوري.
وبأسلوب عاطفي غلب عليه اشتعال الحدث في تركيب العقدة التعبيرية لبنية الرواية سجل علاء الدين تداعيات من باعوا ضمائرهم لصالح المتآمرين على سورية في الوقت الذي كانت هناك شخصيات ضحت بدمها دفاعا عن وطنها وشعبها.
وفي تركيب عفوي مبسط ووفق تصاعد الخط العاطفي في الرواية سعى علاء الدين إلى تجسيد حالات المحبة التي تعبر عن تلاحم السوريين مثل العلاقة الوطيدة التي جمعت كمال مع خليل الإعلامي الذي رفض كل ما قدم له من إغراءات من مشيخات الخليج للعمل في منظوماتها المعادية لسورية دون أن يتحاشى الروائي الدمار الذي حل بسورية مستخدما وثائق دامغة على تورط أمريكا وغيرها من دول الغرب وتركيا في الحرب الإرهابية على سورية.
وطرح الروائي علاء الدين في مفاصل وشعاب الرواية فشل بعض المثقفين في فهم مؤامرات الأعداء على بلادهم وانسياقهم خلف أدعياء الدين والوطنية ما جعل دورهم تخريبياً يوازي جرائم الإرهابيين دون أن يهمل حالات التأمل لترقب جزء قادم يرصد بقية المأساة التي ألمت بالسوريين وأفقدتهم بيوتهم وأهلهم وإخوانهم ضمن سياق عاطفي أثر على مجرى الانفعالات المهمة.
وعبر الرواية نجد أن الحرب على سورية طحنت في رحاها كثيرا من أبطال الرواية ولكن ظل الوفاء والحب والتمسك بالوطن هو الرابط الأقوى الذي جمع بينهم لتبدو الرواية في النهاية للقارئ أنها ذات صبغة واقعية.
والرواية من إصدار دار عقل ودار رسلان للطباعة والنشر والتوزيع وتقع في 324 من القطع المتوسط.
يذكر أن رسلان علاء الدين باحث في علوم الإدارة ومترجم عن اللغة الروسية وهو مدير دار علاء الدين ومن مؤلفاته “التنظيم الإداري وسبل تطويره”.
