في فرصة لإعادة الألق للكتاب الخاص بالطفل، أقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الناشرين السوريين معرضا لكتاب الطفل تحت عنوان: (الكتاب ارجوحة الطفولة) في المركز الثقافي العربي (ابورمانة) تضمن مجموعة من الرسومات والفقرات الموسيقية الوطنية واللوحات التمثيلية
قدمها مجموعة من الاطفال تغنت بالوطن والانسان السوري المقاوم، ودعمت التلاحم الوطني بين اطياف المجتمع.
وبين وزير الثقافة عصام خليل أن أهمية هذا المعرض تأتي بدافع اصرارنا على القيام بواجباتنا حيال الثقافة بوصفها مشروعا ينبع من حاجة المجتمع إلى تحصين بنيته المعرفية، وللتركيز على ثقافة الطفل لأنه امل المستقبل الواعد، ومن واجبنا رفده بكل ما هوجديد، وبدورنا مطالبون بتقديم كل ماهو مفيد له لأن حاجاته تزداد باضطراد إلى المعرفة والثقافة.
وأضاف: ونحن نتوجه بوزارة الثقافة لاصدار الكتاب الالكتروني الناطق الذي يتيح للأطفال التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة للاطلاع على المعارف والثقافات بمختلف أنواعها ولتصويب النطق لدى الأطفال، وهذا الكتاب يحتوي على رسوم توضيحية في الجانب العلمي والتراثي والتاريخي والعلوم كافة التي يحتاج لها لتكوين بنيته المعرفية ومهاراته الخاصة.
وهذا المعرض هورسالة للعالم أن السوريين مصممون دائما على متابعة رسالتهم التي بدؤوها لأن الحياة بدأت خطاها المعرفية على هذه الارض الطاهرة والاحفاد سيكملون هذه المهمة بأمانة واخلاص، وبدورنا نسعى لربط الطفل بماضيه واطلاعه على تاريخ بلاده بما يعزز لديه الشعور بالانتماء والمواطنة والفخر في هذه الارض الطيبة.
ويقول الدكتور جهاد بكفلوني مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب متوجها إلى الاطفال: رغم رائحة الرصاص والقذائف والدم التي نشروها في هذا الوطن ليحولوا حدائقه ورياضه إلى مقابر يخيم فيها الموت، فإنك قادر انت واترابك على الانتفاض على هذا الواقع واعادة الرونق والبهاء إلى هذه الحديقة الجميلة الكبيرة التي نحبها واسمها سورية، وانت الذي نعول عليه في بناء المستقبل المشرق عندما تجعل الكتاب خير صديق وعندما يكون الفكر رائدك في كل خطوة تخطوها.
وأكد الدكتور نزار بني المرجة أن اتحاد الكتاب العرب يولي أهمية خاصة لثقافة الطفل وثمة جمعية تعنى بهذا الشأن وهي جمعية أدب الاطفال، إضافة إلى ملحق خاص لأدب الاطفال يصدر عن صحيفة الاسبوع الادبي في سعي منها لتنمية القيم الوطنية لدى الأطفال والقيم المجتمعية التي تؤكد على أهمية تراثنا وأخلاقنا وعاداتنا التي تربينا عليها.
وعن هذه المبادرة الخاصة بكتاب الطفل بين هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين أن المعرض جاء استكمالا لشعار اطلقه الاتحاد (مجتمع يقرأ.. مجتمع يرتقي) لتنمية ثقافة الطفل واعادة الألق لكتاب الطفل ليس التعليمي فقط بل الكتاب التثقيفي والفكري وكتب التسلية والترفيه، بهدف تعويد الطفل على القراءة، ولطالما كانت دور النشر السورية رائدة في هذا المجال وهي الاولى بالانتاج له، فسورية تمتلك مقومات النشر من ادباء وكتاب ورسامين وفنيين ونسعى إلى عودة الكتاب إلى ألقه في وقت قريب ان شاء الله.وكدأبها دائما تسعى مديرية ثقافة الطفل إلى احتضان المواهب ورعايتها حسب ملك ياسين مديرة ثقافة الطفل التي تؤكد على اهمية الاهتمام بإبداعات الطفل ونشاطاته وتعليمه لذلك كانت مبادرة مرافقة المعرض لأنشطة كالعزف والتمثيل والرسم والحكواتي ليرتبط النظري بالعملي في ذهن الطفل إضافة إلى نشاطات على مدار العام ومسابقات لكتاب أدب الاطفال ومسابقات للأطفال على اختلاف شرائحهم، وخصص لذلك برنامج «مهارات الحياة «وهناك تسع مراكز بالمحافظات تتابع مواهبهم وابداعاتهم وتنمي عندهن حس المواطنة والتطوع لخدمة المجتمع.
وتقول ريم الريس رئيس تحرير مجلة اسامة الخاصة بالأطفال أن المجلة تضم في محتواها تسلية وفائدة وتغري بالقراءة وخصوصا أن المواد جميعها مختزلة وغير مملة، والقيم الاخلاقية والاجتماعية تتجسد في الكثير من محتوى هذه المجلة لتعويد الطفل على الانتماء والتمسك بإرثه الحضاري وهذه المجلة تحاكي الطفل في مشاعره وثقافته لأنها تعتمد على الاسلوب البسيط والصورة الواضحة والمعلومة الهادفة.
وفي لقاء مع بعض دور النشر المشاركة أوضح المشاركون أن ثمة صعوبات تعترضهم في قضايا النشر وخصوصا فيما يخص توفير المواد الاولية من ورق وطباعة في ظل هذا الغلاء الفاحش الذي تجاوز الحد المعقول ما اثر على زيادة التكلفة وزيادة سعر المطبوعة، ما ادى إلى احجام رواد المعرض عن الشراء وهذا بدوره ينعكس سلبا على دور النشر ويحد من نسبة المبيع وخصوصا في ظل الظروف الاجتماعية الحالية التي يعاني منها المواطن السوري في ظل الازمة واختلاف اولوياته، إضافة إلى ارتفاع اجور الجمارك بالنسبة للكتب المستوردة.
ولكن نلاحظ منشورات وزارة الثقافة متاحة للجميع على اهميتها بسبب انخفاض سعرها لتكون في متناول الاطفال وتضم في محتواها عناوين هامة أدبية وعلمية وتراثية تحاكي الطفل على اختلاف شرائحه.
