سيريانديز - نور ملحم
أعلن الفنان غسان مسعود عبر إذاعة "ميلودي أف أم" الاعتذار عن فيلمه الجديد "توأم الشيطان" الذي يتناول شخصية عدي صدام حسين ، وبيّن مسعود أن هذا القرار جاء رداً على التشكيك والضغوط التي صدرت عبر مواقع الانترنت والتي شككت باختياراته للأعمال وبالأخص هذا العمل.
وقال الفنان مسعود في لقاء مع إذاعة "ميلودي أف أم" : أعتقد أن هناك سوء فهم بالثقافة العامة عند الناس فهم مازالوا يربطون بين الشخصي والعام ، بين الشخص والفكرة ، فأنا إذا أحببت أن أتناول شخصية مسؤول عربي ، "قد يكون فاسد "، بالسينما العالمية فهل معنى ذلك أني اشتم العرب والمسلمين .. للأسف هناك قطاع كبير جدا من الناس توافق هذا الرأي ..وهذا قصور معرفي وثقافي يدفع ضريبته عادة شخص مثلي أو مثل زملائي المطلوب منهم عمل فيلم ذو قيمة ما ليتراجع تحت الضغط المعنوي ، لذلك أخذت المسألة من آخرها وذهبت إلى الاعتذار ، رغم أن النص جيد لكني قررت أن أريح رأسي من الأسئلة الكثيرة التي لا أعرف الإجابة عنها.
وأضاف مسعود : خسرت حتى الآن ما لا يقل عن 5 أو 6 أفلام نتيجة الشك ، ومجرد الشك أن هناك أي إساءة للعرب أو المسلمين من قريب أو من بعيد أفضل الاعتذار على أن أعرّض نفسي بنسبة واحد بالمائة لإمكانية أن يكون الفيلم يحتوي أي إشارة تسيء ، وهذا يعني أن خياراتي ستكون شبه نادرة ".
تحدث الفنان غسان مسعود عن تجربته في هوليود بدء قائلاً:ذهبت من هنا وأنا أعرف الأرض التي أقف عليها ، وعدت أكثر بساطة وتواضع ..عدت وأنا أعلم أن العالم واسع ولا يجب لأي منا أن يشعر أنه يملؤه لوحده ، وأضاف : ما قدمته قد يكون حبة خردل لكنها في الجانب الإيجابي .. مشيراً إلى أن هناك مشهدين استطاع أن يغير أحدهما ويلغي الأخر ..الأول هو مشهد الصليب الملقى على الأرض بشكل غير لائق وغير محترم.. فقلت للمخرج هذا لا يجوز فنحن عرب ، مسيحيون ومسلمون ، ننظر للصليب بحالته القدسية باحترام شديد ولا يجوز التعامل معه إلا هكذا ، واقترحت أن يرتفع على الطاولة بيد صلاح الدين وهذا ما حصل.
أما المشهد الثاني فهو " مع دخولي للقدس كان هناك مكاتب تحترق وترمى في الهواء بين النيران ..وقلت له هذا لا يجوز لأن العرب في ذاكرتهم تيمورلانك وهولاكو كيف عمل ببغداد ..وصلاح الدين لا يحرق الكتب بل يأمر بكتابة وتأليف الكتب " وألغي المشهد. على جانب آخر، وبينما يستقبل العرب النجوم الأتراك مع موجة المسلسلات التركية في الوطن العربي، يعتبر غسان مسعود نجما لامعا في الدراما التركية.
وعن مغزى هذا التبادل الثقافي إذا جاز التعبير قال النجم السوري: "إنه تبادل عفوي ولم يكن مقصودا، ويبدو أن فيلم مملكة الجنة هو الذي قدمني للعالم وبناء عليه جاءتني عروض غزيرة بعده من تركيا، ومن المقرر أن يتم تكريمي في مهرجان دولي في أنقرة قريبا".
وبجانب السينما التركية غزا مسعود أيضا السينما الإيرانية والروسية والسعودية والمصرية والجزائرية، وعن طموحه المهني أكد مسعود أن أفقه السينمائي لم يتوقف بعد، وعن تجربته في السينما التركيا تحدث الفنان غسان عن الفيلمي(وادي الذئاب والفراشة) موضحاً أن فيلم وادي الذئاب تناول الأفعال التي قامت بها أمريكا في العراق من فظائع واتجار بأعضاء البشر، ولاحقته أمريكا وضغطوا على عمدة ميونخ وأوقف الفيلم ، كما عرض في الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أسابيع فقط ثم أوقف ، مبينا أن الرسالة المراد إيصالها من خلال هذا الفيلم هي التركيز على وسطية الإسلام ودحض اتهام أمريكا للإسلام بالإرهاب وترسيخ مبادئ الإسلام التي تدعو للحوار والسلام . كما تحدث عن تجربته في مصر وفيلم "الجوبة" الذي يتناول معاناة الفلسطينيين وكيف تحدث وتحّضر المواجهات ، وكانت فرصة للتعرف عن قرب كيف يفكر هؤلاء الناس
وعن مدى تأثيره على الشباب العرب، كشف النجم السوري أنه يسعى لكي يظل دائما مؤثرا في الشباب العربي، ولكنه أعرب عن شكوكه في قدراته بهذا الشأن، ولفت إلى أن مركزا بريطانيّا لدراسات الرأي العام اختاره في عام 2008 ضمن قائمة المائة المؤثرين في العالم العربي. وقال غسان: "أقول إن الفنان المشرقي هو الذي وصل إلى العالمية بفيلم مملكة الجنة وليس الفنان السوري أو العربي؛ لأن هناك بُعدا ثقافيا في كلمة المشرق؛ لأنها تضم وعاءً حضاريّا أوسع ربما من كلمة سوري أو عربي؛ لأن هذا المشرق هو الذي شهد الديانات الثلاث، وهناك نظريات تقول إن الإنسان الأول ظهر بالمشرق، كما أنه بلد الحضارات القديمة".
ورفض غسان التراجع في مشواره بسبب قبوله تمثيل دور صغير في الفيلم العالمي "قرصان الكاريبي"، مقارنةً بدور بالبطولة في مملكة الجنة، وقال: "في أمريكا هناك نظرية عند الممثلين؛ وهي: أنا ممثل، لذلك فأنا أمثل لا شأن لي دور بطولة أم دور ثانوي".
اتفاق مع مدير مؤسسة السينما
أما فيما يتعلق بالسينما السورية وغيابه عنها أوضح مسعود :دار بيني وبين السينما السورية سجال و أخذ ورد إلى أن توصلت إلى نتيجة مفادها أن السينما السورية تنتج فيلمين فقط في العام الواحد ، بينما عدد الفنانين في سوريا كبير ولكي تأتي الفرصة أو الحظ للكل سيستغرق وقتاً طويلاً ، ومن هذا قد تكون فرصتي لم تأت بعد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هناك اتفاق مع محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما للتقدم بمشروع سينمائي ستقوم المؤسسة بإنتاجه.
وقال مسعود إن حلمه هو القيام بدور المتنبي من خلال فيلم سوري عالمي ، حيث يرى أن هذه الشخصية هي من أعظم الشخصيات الإسلامية ومن خلالها نستطيع مخاطبة العالم ورأسنا مرفوع.
وفي سؤال عن عدم تكريمه في سوريا قال مسعود: عرض علي التكريم مرتين بمهرجان السينما ومهرجان المسرح ..لكن شكل التكريم وطريقته لم تعجبني فاعتذرت ، وأضاف: أنا لا أؤمن بالشعب المبدع والقطيع المبدع فهل من المعقول أن أحضر وأجمع 50 شخص على الخشبة للتكريم .. معتبرا أن التكريم يجب أن يكون نوعي كما الإبداع .
المسرح صعب ومعقد و ليس تسلية
وعن تجربته في المسرح وابتعاده لفترة عنه وعن التدريس في المعهد قال الفنان مسعود: كان يلزمني الإمكانات لمتابعة مسيرة المسرح .. كان يلزمني الحبر كي أتابع فأنا إذا أحببت أن أكتب على ورق أبيض ولدي القلم والنية جاهزة والخيال والعشق جاهز ولا يوجد حبر في المحبرة كيف سأكتب على الورق الأبيض.
وأوضح: وصلت بي الحال لدرجة لم أجد حبراً في محبرة المسرح فكان علي أن أذهب إلى حبر آخر. مضيفا أنه ترك التدريس لأنه لم يعد بوسعه أن يستمر بالعمل داخل وخارج البلد بالإضافة إلى أن الظروف في المعهد لم تشجع على الاستمرار، إضافة إلى أن العروض التي عرضت عليه خاصة بعد أن الذهاب إلى أمريكا كانت جيدة ومهمة على المستوى العربي والعالمي ، وقال : كان علي أن ألحق بمستقبلي المهني على حساب التدريس.
وتحدث مسعود عن مسرحية "عربة اسمها الرغبة " التي عاد بها إلى المسرح بعد انقطاع عامين ، مؤكدا أن المسرح بالنسبة له ليس تسلية بل هو صعب ومعقد وشرط المعرفة يجب أن يلازم الموهبة ،وأضاف :عندما أقوم بإخراج أي مسرحية لا أستطيع أن أفهم كيف أكرر نوع مسرحي قد أخرجته من قبل لذلك أذهب إلى نوع أخر ..لافتا إلى أن مسرحية "كسور" قدمها على مبدأ الواقعية السحرية ..ومن ثم "دبلوماسيين على مذهب البروتسك" ،الذي لا يعرف كثير من المخرجين عنه ، ثم ذهابه إلى الواقعية الأمريكية في عربة الرغبة .وقال :ذهبت إلى هذا النوع الواقعي لأقول أني بت ألاحظ أن هناك خلط معرفي ومنهجي غير مقبول عند مخرجي المسرح ، فغاب مفهوم النوع وغابت الثقافة والمعرفة المسرحية من رأس المخرج ، وأحببت أن أقول انتبهوا يا إخوان فالمسرح له أنواع وسأعمل على نوع أخر العام القادم هو "البرختيا" .
الدراما السورية وضعها جيد
وعن رأيه بالدراما السورية وصف الفنان مسعود وضعها بالجيد لكنها تحتاج إلى مراجعة وكشف حساب دائم وإلى التعرف على نقاط الفشل والنجاح ولماذا فشلنا هنا ولماذا نجحنا هناك .
مشيرا إلى أن التنويع الموجود حاليا في الدراما السورية مطلوب فلابد أن يكون الاجتماعي ، والرومانسي ، والكوميدي ، والتاريخي ، والتراجيدي وهذا ما يغني الدراما ..مبينا أن المعيار الأساسي يجب أن يكون الجودة وقيمة الرسائل التي تصدرها للمتلقي .
وتحدث مسعود عن مفهوم البطل في الدراما قائلاً : المسلسل عبارة عن 30 حلقة أي 30 فيلم وبذلك قد يكون في كل حلقة بطل جديد أو أكثر ..لحلقة واحدة أو أكثر ، لكن مفهوم البطل في التلفزيون ملتبس لذلك يجب إعادة طرحه وتعريفه.
كما تحدث عن مسلسل "فنجان الدم" واصفا إياه بالعمل التاريخي الذي ينطق بلهجة البادية ، مشيرا إلى أهمية هذا العمل الذي يروي مرحلة مفصلية في تاريخ وحياة بدو بلاد الشام.
وختم الفنان غسان مسعود بالإشارة إلى عمل قادم سيعود من خلاله كممثل على خشبة المسرح هو "الملك لير" من إخراج الفنان عبد المنعم عمايري ، بالإضافة إلى قيامه بشخصية هارون الرشيد في مسرحية موسيقية .كما تم ترشيح الفنان غسان مسعود ليشارك الفنان يحيى الفخراني فى بطولة مسلسله الجديد "شيخ العرب همام" والذي من المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل ولكن مازال غسان يقرأ سيناريو المسلسل، ورغم انه لم يتعاقد معهم رسمياً إلا أنه أعلن موافقته المبدئية على العمل".
تدور قصة المسلسل حول شخصية حقيقية عاشت قبل سنوات طويلة، وكان زعيما لقبيلة "هوارة" الشهيرة فى جنوب الصعيد. يذكر أن مسلسل شيخ العرب همام من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج حسنى صالح، وإنتاج شركة الجابري، ويشارك الفخراني البطولة أيضا الفنانة صابرين.
