http://www.

نتاجات أدبية منوعة في ملتقى فرع دمشق لاتحاد الكتاب الأدبي الثقافي الشهري

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 

الشاعر محمد الماغوط وأثره في الحداثة الشعرية… ندوة نقدية في ذكرى رحيله بثقافي أبو رمانة

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
نحاتون

النحاتـــة ســـيماف حســـين.. ليونــــــــة الخشـــــــــب في حفـــــــــــــل راقــــــــص

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
أدبيات

حبر وطن -1-

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
سياحة وتراث

بيوتروفسكي: التحضير لاتفاقيات لترميم الآثار التي طالها الإرهاب في سورية

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
كتب

(الهزات الأرضية.. الزلازل)… كتاب يرصد تأثيرها المدمر على البشر

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
مسرح

(توازن) تفتتح عروضها على مسرح الحمراء

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
رسامون

ترجمان يفتتح معرض سورية الدولي الثالث عشر للكاريكاتور

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
بعيدا عن الثقافة

الآثار السورية من الغرب إلى الشرق للمرة الاولى

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
البحث في الموقع
بورتريه

كوكش: الرواية هي العالم الأكثر رحابة والإنسان هدف مشروعي الكتابي

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
الفن التشكيلي

معرض للفنان التشكيلي مهند صبح في دار الاسد للثقافة بعنوان «اللاذقية الجميلة»

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
 ::::   الآثار السورية من الغرب إلى الشرق للمرة الاولى   ::::   بريشتها الساحرة ولوحاتها الملفتة ستصل إلى العالمية .. سلام الأحمد : الفن هو ملاذي الوحيد وأحضر لمعرضي الثاني الفردي قريبا   ::::   ميلين بدر تعود إلى الساحة الفنية بعد غياب دام 10 
أرشيف حــوارات حــوارات
حوار في الدراما وأحوال الوطن مع رجل احترف الإعلام وأبدع في الكتابة..
حسن م يوسف لـ سيريانديز الثقافة والفن:انتهيت قبل يومين من كتابة قصة، أسائل نفسي لماذا كتبتها؟لقد استغرقت مني وقتاً لو استثمرته في أي شيء لكان مردوده المادي أضعافاً مضاعفة!!

حوار:يسرا جنيدي(خاص سيريانديز الثقافة والفن)

عندما أكتب تنفتح محارة ،ويتدفق في داخلي ذلك النبع الصغير الأحمق الذي يريد أن يقفز مباشرة إلى قاع البحر كي يحلي مياهه، فتعود الأحلام أكبر من الرأس ،ويعود الحب أكبر من القلب،ويعود الناس أكبر من إيماني بهم".
المبدع حسن م يوسف

عندما تتسلق السيارة هذه الطرقات الملتوية عبر صخور ومسالك وعرة، وتمر عبر القرى الصغيرة التي تبدو كأنها وشمٌ فوضويٌّ في وجه غجرية متعب، وتسمع حفيف أوراق السنديان الخفاقة لتصدر آهات متواصلة، إنَّها ألعوبة الريح الَّتي ما زالت تلهو بها منذ الأزل، عندها تعرف أنك أشرفت على قرية الدالية، وهي مقصدي، حيث رأيت فوضوية العمران، وأغلبه متصِّلٌ يشير إلى ضيق المساحة لكنه لم يفسد جمال هذه القرية وإطلالاتها الساحرة وقصص أهلها الرائعين.
كان عليَّ أن أستدلَّ على بيت الأديب والإعلامي حسن م يوسف، فتطوَّع طفلٌ صغير ليدلَّني عل المنزل، وحينما وصلت ،رأيت منزلا يجمع بين اصالة الماضي وحداثةالحاضر، يدلُّ على عمارة منسَّقة، وأصالة واضحة. وكان على باب المنزل كلبٌ كبير امتلأت خوفاً منه...ماهي إلا برهة حتى خرجت سيدة بملامح مريحةمن المنزل أسكتت الكلب الحارس ودعتني بلطفٍ للدُّخول، وأنا أرتعش خائفة
ـ لا تجزعي فهو كلبٌ غير مؤذٍ.
ماهي إلا ثوان حتىوجدت الأستاذ حسن م يوسف أمامي مباشرة. كانت السَّيدة الَّتي فتحت الباب زوجته روز، وهي سيدة متزنة، وجدت أمامي رجلاً يضج بحيوية ونشاط لا يوحيان بأنني أمام رجل تقاعد من الوظيفة الحكومية منذ سنوات،استقبلني بوجه هادئ ونظارتين تجلوان عينين ذكيتين براقتين، توحيان بخبرة وحذاقة:
ـ أنا يسرى جنيدي، صحافية في سيريانديز، syrin days جئت على موعد لإجراء لقاء صحفيٍّ معكم.
** أهلاً وسهلاً بك.
وبعد احتساء فنجان من الشَّاي الأخضر، الَّذي لا أحبه، وقد منعني الخجل من استبداله،ولكنني وجدته في هذه البيئة المميزة طيباً!
· لعلني لا أطيل عليك، ولا أريد أن أهدر كثيراً من وقتك الثَّمين يا أستاذ.
**تفضَّلي أنا بانتظار أسئلتك.
· أريد موجزاً عن حياتك الفنيَّة والثقافيَّة. ونحن نعرف أنك كنت إعلامياً مهماً في صحيفة تشرين، و نشرت في صحف ومجلات كثيرة أخرى، وأنك إعلامي كبير قبل أن تتجه إلى كتابة الدراما، الذي هو موضوع لقائنا.
أجاب بهدوء:
** نعم وأنا أكتفي بما قدمته حول هذا الموضوع.
· هل تختلف كتابة الدراما التلفزيونية عن الكتابة الادبية ؟
**الكتابه الابداعية لاتختلف من حيث كونها ابداعاً ولكنها تختلف في ادوات التعبير،فالكتابه الادبيه تعتمد على البلاغة والتشبيه والى ما هنالك ،وهي ذات طبيعه تسمح للمتلقي بان يشارك فيها فقارىء الروايه يستخدم ذكرياته الشخصية وعواطفه وأماكنه في عملية القراءة ،فالجدَّة في النص الادبي غالبا ما تأخذ ملامح جدَّة القارىء، والأماكن غالبا ما تتحقق في مخيلة القارىء آخذة شكل أماكنه التي نشأ فيها ،والتي لها قيمة عاطفية في وجدانه .
أما الدراما فهي تعبر بالصور،والصورة لها طبيعة مختلفة كليا،الصورة كيان مغلق على ذاته لا يسمح للمتلقي أن يحدث أي تغيير فيه، فطبيعتها المغلقة تمنع المتلقي من أن يدخل ذكرياته بالصورة، لذلك يقوم كاتب الدراما بالتركيز على التفاصيل، حيث يمكن لمخيَلة المتلقي أن تنشط وتسهم في التّلقّي.
· هل من سبب جعلك تتّجه للدراما؟أم أنَّه شيء من الفضول ...أو المغامرة ...أم أنَّها الحاجة المادية ؟
ـ أحبُّ السينما وقد كتبت سيناريو فيلم "كش مات"، وأطلعت الصديق إبراهيم ياخور على النص فأطراه وتحدث عنه على مسمع من الأديب الكبير حنا مينه، وهكذا طرح اسمي لكتابة سيناريو نهاية رجل شجاع .لا أحب التلفزيون لكنني كنت وما زلت أحب حنا مينه، وقد تحمست للتجربة مدفوعا بذلك الحب وهكذا كتبت اول عمل تلفزيوني.
· هل كان للحافز المادي دور في ذلك؟
ـ لا شك أن المردود المادي لعب دورا جيدا في تحفيزي ،لأن مختلف أنواع الكتابة الإبداعية ذات مردود مادي ضئيل ،خلاف الدراما التلفزيونية التي تحفظ كرامة الكاتب، فبفضل الدراما لم أعد أستدين، وصرت أستطيع أن أساعد من هم حولي بدلا من طلب المساعدة منهم. وكان للحافز الماديّ دور في استمرار علاقتي بالدراما التي لم أكن أتصور أنها ستتطور إلى هذا الحدَّ.
· هل كتابة الدراما مهنة لها عائداتها الماديَّة أم أنها حالة إبداعيةٌ ؟
ـ هناك تصور مغلوط يفيد بأن كتابة الدراما صنعة يمكن للمرء أن يتعلمها خلال ايام.والحق أن هذا النوع من الكتابة له جانبه الحرفي، الذي يمكن تعلمه خلال ايام، لكن الكتابة الحقيقية واقصد بها الكتابة الإبداعية تحتاج لشيء آخر هو الموهبة، والموهبة أمر يأتي مع الإنسان إلى هذا العالم . يقول كاتب السيناريو (هاورد هوكس ): إن الفيلم السينمائي يساوي القصة التي يرويها وهذا الأمر ينطبق برأيي على المسلسل الدرامي أيضا،وكتابة القصة والسيناريو كلاهما يحتاجان الموهبة والبراعة في بناء الحدث واستبطان الشخصيات واستنطاقها. الأدب والدراما التلفزيونية كلاهما ينضويان تحت راية الإبداع،إلا أن الأدب يعبر بالكلمة والدراما تعبر بالصورة.
· نهاية رجل شجاع أول مسلسل لكم كسيناريست عن رواية المبدع (حنا مينه ) وجدها لبعض أجمل من الرواية، بفضل ترجمتكم للرواية بشكل فني راق وإدخالكم إضافات عليها زادتها جمالا على جمالها،فلماذا عدَ مسلسل رجل شجاع نقطة تحول في الدراما السورية ؟
ـ "نهاية رجل شجاع" اعتبر من قبل كثير من النقاد بمثابة ولادة ثانيه للدراما السورية ،تلك الدراما التي قدمت نفسها وأثبتت تميزها منذ أيام الأسود والأبيض .ثمة أسباب موضوعية لاعتبار هذا المسلسل ولادة جديدة للدراما السورية أبرزها أنه مأخوذ عن رواية لأهم كاتب عربي سوري (حنا مينه)، وأنه تحقق على يد مخرج مبدع هو نجدة اسماعيل أنزور الذي أثبت منذ البداية تميزه كمخرج يفكر بالصور. ووجود فنانين موهوبين جسدوا الفرصة التي أتاحها لهم النص والإخراج بشكل متميز ليخرجوا نجوما؛ أيمن زيدان، سوزان نجم الدين.
كما أن هذا المسلسل كان نقطة تحول على المستوى التقني فهو أول مسلسل عربي يصور بكاميرا (ألبيتا كام) التي تتميز بحساسية لم تكن الكاميرات القديمة تتميز بها.
ولا بد من الإشارة إلى الجهد الإبداعي المتميز الذي قدمه الموسيقي طارق ناصر في الموسيقا التصويرية، مما جعل الشارة التي كتبت كلماتها تبقى حية إلى الآن .
· ينظر الكثيرون إلى إخوة التراب أنه ملحمة دائمة التجدد ووثيقه تاريخيه.ما السبب الذي دفعك الى كتابته ؟هل التاريخ يعيد نفسه؟
ـ بعد النجاح الكبير الذي حققه "نهاية رجل شجاع" طلبت الشركة المنتجةأن أكتب لهم عملا ضخما يشبه (الجذور)المأخوذ عن رواية (أليكس هيلي)، قلت:إن الجذور ينتمي لتاريخ اميركا وعرضت عليهم حادثة من تاريخ عائلتي يمكن بناء مسلسل عليها يغطي تاريخ العائلة وتاريخ الوطن في العقدين الاول والثاني من القرن الماضي، وقد صدمت عندما اكتشفت أن تاريخ سوريا في تلك المرحلة غير موثق، فالمراجع قليلة جدا ومعظمها يكرر نفسه. وهنا اود أن أتوجه بتحية للدكتور علي سلطان لأن كتابيه عن تلك المرحلة كانا أهم عون لي في معرفة حقيقة ما جرى. إلا أنني في ذلك المسلسل لم أعتمد على التاريخ المكتوب فقط ، بل اعتمدت على ذكريات الناس ومعاناتهم في محاولتي لتقديم وجهة نظري في تاريخ وطني. أقول وجهة نظري، لأن الفن برأيي وجهة نظر .
· هل تزعم أنك قدمت التاريخ الحقيقي في هذه الرواية؟
-لا أزعم أنني قدمت التاريخ، مع أل التعريف، ما قدمته هو وجهة نظري في التاريخ. صحيح ان وجهة نظري هذه تستندفي كل تفاصيلها الى وقائع صلبة لكن صلابة الوقائع لا تغير شيئا في حقيقه ان المسلسل لم يكن سوى وجهة نظر في التاريخ.
* ما السبب الذي أدى إلى نجاح الجزء الأول من أخوة التراب أكثر من الجزء الثاني ؟مع العلم أن الجزء الأول إخراج المخرج نجدة اسماعيل انزور والجزء الثاني إخراج شوقي الماجري؟
ـ للنجاح أسباب عديدة أولها المخرج المبدع نجدة اسماعيل أنزور وثانيها الفنانون والفنيون الذين أعطوا من ارواحهم ووقتهم لهذا العمل، والأهم من كل ذلك هو تعبير العمل بصدق عن معاناة الناس في تلك المرحلة،تلك المعاناة التي بلغت مبلغا رهيبا تقشعرُّ له الأبدان .
· ما سبب انخفاض مستوى الجزء الثَّاني عن الجزء الأوَّل؟.
- أستطيع القول أنني كتبت الجزء الثاني من أخوة التراب بشكل أفضل من الجزء الاول، إلا أن استبعاد المخرج نجدة اسماعيل أنزور انعكس سلبا على المشروع ،فالمخرج شوقي الماجري ليس سورياً كما انه أجرى بعض تعديلات غير مبررة على النص احدثت خللا في بنيته. وما يحز في نفسي هو انه حذف شخصيتين تشكلان البعد العربي والأممي للثورة السورية على الفرنسيين.
· هل لك أن تحدثناعن الشَّخصيَّات الَّتي حذفها؟.
- لقد حذف شخصية المناضل المصري الذي رافق الدكتور الشهبندر في رحلته عبر المعتقلات. كما حذف شخصية خريستو البلغاري الضابط الذي تطوع في الجيش الفرنسي كي يقاتل الأتراك الذين أذاقوا شعبه العذاب ،وبعد أن قام الفرنسيون بصفقتهم مع أتاتورك وتنازلوا له عن لواء اسكندرون شريطة أن يوقف دعمه لثورة هنانو، قام خريستو بالهرب من الجيش الفرنسي والتحق بثورة هنانو وخاض معه كل المعارك،وعندما قرر هنانو بسبب نفاذ السلاح والذخيرة أن يذهب الى شرق الاردن سافر خريستو معه،واستشهد وهو يدافع عنه في معركة(مكسر الحصان ) قرب جبل البلعاس.
يقول احد المبدعين الأمريكان من الصعب ان يكتب المرء دراما جيدة ومن الأصعب أن يكتب كوميديا جيدة ، لكن أصعب شيء على الإطلاق هو ان يكتب دراما تتخللها كوميديا فتلك هي الحياة.قبل أن أقرأ هذا القول بسنوات طويلة كنت أعمل به، فأنا أكتب دراما تتخللها كوميديا وما فعله المخرج شوقي الماجري هو أنه حذف كل الكوميديا من الجزء الثاني من إخوة التراب مما جعله لا يشبه الجزء الأول ولا يشبهني .
· ما قصتك الشيقة مع سقف العالم ؟لماذا حولته إلى مسلسل بعد كتابته بسنوات عديدة ؟هل أردت من خلاله توجيه رسالة ما ؟
ـ قصتي مع سقف العالم تكاد تكون أغرب من قصة سقف العالم نفسه. في عام 1986 دعيت لزيارة فنلندا وكتبت عقب عودتي سلسلة مقالات نشرتها في جريدة "تشرين" بعنوان رحلة الى سقف العالم،ومع انتهاء نشر تلك المقالات تلقيت رساله من عالم الاثار المرحوم (جبرائيل سعادة)كان قد أخرج المقالات على شكل كتيب وأرسل لي نسخة منه. وقد قال لي سعادة في رسالته:أنت تحيي بهذه المقالات نوعا أدبيا قديما هو أدب الرحلات، وقد سبقك الى الشمال الاسكندنافي شاعر عربي يدعى (احمد بن فضلان ).
بحثت عن احمد بن فضلان فوجدت ان مجمع اللغة العربية قد نشر رسالة باسمه. اول ما لفت انتباهي هو أن الرسالة تتكون من مقاطع يبدأ كل منها بـ "قال احمد بن فضلان" وهذا الأمر دفعني للبحث لان تقاليد الكتابة العربية في تلك الحقبة، أن يبدأ الكاتب بالبسمله اولا. وبالصدفه وقعت بمكتبة احد الاصدقاء على كتاب بالانكليزية بعنوان (أكلة الموتى)وبالصدفة أيضاً اكتشفت انه ترجمة لمخطوط ابن فضلان . الذي ضاع قبل 1000عام. قارنت بين المقاطع الموجودة بالعربية بلغة ابن فضلان ومايقابلها بالإنكليزية فتبين لي أن النص دقيق جدا فترجمت ما هو غير موجود بالعربية من الكتاب وعزمت أن أنشر ماكتبته وما كتبه ابن فضلان في كتاب بعنوان "رحلتان الى سقف العالم بينهما الف عام" الا انني اكتشفت قبل النشر أن أحدهم قد سبقني وترجم الكتاب فغضضت النظرعن المشروع.غير ان الموضوع ظل يحفر في داخلي فعزمت على ان استفيد من المادة المترجمة بكتابة رواية عنها ، خاصة بعد ظهور الرسوم الدنماركيه المسيئة للنبي العربي اذ وجدت في المقارنة بين حال العرب والدنماركين في ذلك الوقت ردا حضاريا على الاساءة .
وعندما علم الصديق نجدة اسماعيل أنزور بما أنا عازم عليه، اقترح علي تحويل المشروع الى مسلسل وهذا ما كان.اردنا من خلال المسلسل توجيه رسالة مزدوجة الأولى للعرب والمسلمين، كي يتذكروا من هم وكيف كانوا،باعتبار أن بغداد كانت في تلك الحقبة عاصمة العالم، والثانية للدنماركيين، الذين كانوا يعيشون حياة بدائيةآنذاك ، كي يتذكروا من هم وكيف كانوا.
وقد تلقى الدنماركيون الرسالة إذ قامت جامعة كوبنهاغن بتنظيم ندوة دولية حول مسلسل "سقف العالم" دعت إليها المخرج أنزور وأنا ، وقد قام سماحه مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون بتكريم أسرة المسلسل وقال:"إن المسلسل ليس سلعة فنية بل رسالة". ولهذا عندما عدت من كوبنهاغن كتبت مقالا بعنوان "وصلت الرسالة يا سماحة المفتي".
· أثير جدل كبير حول طرحكم لشخصية الشاعر الكبير محمود درويش في مسلسل "في حضرة الغياب".البعض اتهمكم بتشويه الصورة الجميلة التي تركها الشاعر،كما تم الاعتراض علىبعض الأحداث من قبل شخصيات معروفه كالشاعر سميح القاسم؟
- في حضرة الغياب مسلسل سيء الحظ لأسباب كثيرة.
اولها: ينبع من طبيعة العلاقة بين القارئ وما يقرأوالمشاهد وما يشاهد.
كل من قرأمحمود درويش رسم له في مخيلته صورة خاصة به بمعنى أن كل قارئ كان له محمود درويشه الخاص ،ولهذا بعضهم رأوا في المسلسل نوعا من التدنيس لقداسة هذه الايقونة التي يحملونها في قلوبهم .
· ما موقفك من محمود درويش؟.
ـ أنا أحب محمود درويش، واعتبره رفيق الوعي الذي اكتسبته مذ كنت شابا ،بذلت في هذا المسلس جهدا أحسب أنه كبير، إلا أن بعضهم أصيبوا بالهستيريا لمجرد معرفتهم بان محمود درويش سيجسد على الشاشة من قبل الفنان فراس ابراهيم فحكموا على العمل غيابيا وهذا أقصى غياب للعقل .
· قلت: إنَّ المسلسل سيء الحظ فلماذا؟.
ـ هذا المسلسل سيء الحظ لأن التلفزيون المصري سحب مشاركته في الانتاج، بعد سقوط مبارك، ودول الخليج أدبها حساسية مرضية من أي عمل له علاقة بالقضية الفلسطينية ، الأمر الذي وضع الفنان فراس إبراهيم في الزاوية الحرجة بحيث اضطر إلى بيع منزله كي يستكمل إنتاج العمل. لست أريد أن أدافع عن العمل فقد سبق أن قلت إن العمل الذي لايدافع عن نفسه ليس جديراً بالدفاع عنه. لكن هذا المسلسل يبقى برأيي، رغم كل شيء، افضل بكثير من الظروف التي انتج فيها ومع ذلك فهو سيء الحظ .
· لماذا وقف الإخوة الفلسطينيون من المسلسل موقفاً معاديا؟
لم يكن موقف الجميع معادياً ، فالسلطة الفلسطينية عرضت العمل في تلفزيونها، ومنحت المخرج نجدة إسماعيل أنزور الجنسية الفلسطينية . لكن موقف بعض الأخوة الفلسطينيين كان غريبا فالصديق (فيصل حوراني )كلف بقراءة النص ، وجاء الى دمشق لهذا الغرض لكنه لم يجد الوقت سوى لقراءة 3 حلقات (1-16-28)وقد وجه لي ملاحظة مفادها أن محمود درويش التقى بالراحل ( الرئيس جمال عبد الناصر )وإن عبد الناصر ذكره في احدى خطاباته .رغم أن محمود درويش ذكر في رسالة كتبها لسميح القاسم أنه سمع نبأ رحيل عبد الناصر وهو في موسكو قبل ان يذهب الى القاهرة .
الطريف في الامر إن الشاعر سميح القاسم اتهمني بالإساءة إلى الرموز الوطنية الفلسطينية لأن المناضل (أميل توما)لايمكن أن يقول لمحمود درويش كما جاء في المسلسل (أيها الفتى ابحث لنفسك عن أفق ).والشيء الغريب هو أنني اخذت هذه المعلومه من رساله شخصيه موجهة من محمود درويش الى سميح القاسم شخصياً. وقد أنكر أحد أخوة الشاعر أن يكون درويش قد ألقى شعراً في حضرة الحاكم العسكري رغم أن هذه المعلومة واردة على لسان في عدة مقابلات أهمها اللقاء الطويل الذي أجراه معه محمد دكروب في موسكو!
· نهاية رجل شجاع – إخوة التراب –عودة صلاح الدين –سقف العالم –ملح الحياة.لماذا هذا الذهاب الدائم الى التاريخ ؟
- أعتقد أننا كعرب لم نستوعب دروس الماضي . والامة التي لا تستوعب دروس ماضيها يحكم عليها بتكراره.لو شاهدت مسلسل ملح الحياة الذي عرض قبل عامين لدهشت للتشابه بين ما يجري في سوريا الآن وما جرى في خمسينيات القرن الماضي من تآمر الرجعية العربية عليها .
وأنا كشخص أحب أن أكون مفيداً، لاعتقادي بأن الكاتب الذي يأخذ وقت القارئ أو المشاهد، دون أن يقدم له ما يغنيه ويساعده على رؤيه واقعه بشكل أقرب للحقيقة ، هو أسوأ من اللص فهو يسرق حياة المتلقي وسرقة الحياة جريمه.
· منذ بدء الاحداث غادربعض الفنانين سوريا .وبعضهم اعتنق ما يسمى بالثورة.وبعضهم حافظ على موقفه .أين أنت من كل هذا ؟.
ـ بعض الفنانين تلقوا تهديدات وبعض الفنانين اضطر للمغادرة لأسباب تتعلق بسلامتهم ومنهم الفنان المبدع أيمن زيدان ،الذي نجا من الموت بأعجوبة .بعضٌ آخر ممن كان مدللاً لدى الدولة غادروا الوطن، لأن الطفل المدلل يصاب بالذعر عندما ينشأ حريق في بيت الأسرة .وبعضهم قطعت مصادر رزقهم فراحوا يبحثون عن مصادر جديدة للرزق.
لست قاضياً، ولا أريد أن أحاكم أحدا ولكنني كما الفنان الرَّاحل نضال سيجري أعتقد أن سوريا هي أمنا ومن العار على المرء عندما تمرض أمه ،حتى ولو كان المرض معديا أن يفكر بسلامه نفسه فقط .
· حضرتكم من المنادين بالعلمانية ،في ظل هذه الظروف هل اصبح تطبيق العلمانية حاجة ملحة أم انه حلم مستحيل ؟
ـ العلمانية مفهوم ملتبس في رؤوس كثيرين بعضهم يتصورون ان العلمانية تعني الإلحاد وهذا لا اساس له من الصحة،العلمانية تعني اعتماد العلم في معالجة المشاكل والقضايا التي يعيشها المجتمع والتي تقوم على عقد اجتماعي يحفظ لكل الأفراد حقوقهم ويحدد واجباتهم تحت شعار "الدين لله والوطن للجميع".
نحن بأمس الحاجة لأن ننظر بشكل علماني لمشاكلنا ضمن الاسرة والمجتمع وهذا هو السبيل الأسلم للخروج من تلك المشاكل وإيجاد حلول لها .
· في إحدى مقالاتك وصفت الإنسان السوري بانه كائن ثقافي بامتياز ، ألا زلت مع هذا القول ؟.
- ازددت قناعة بهذا الرأي بعد كل ما جرى في سوريا ،لأن الضخ الإعلامي السام أسوأ ما تعرض له المواطن السوري،، لو تعرض له اي مواطن اخر لكان الواقع أسوأ بكثير،بعض الناس ينعون وعي المواطن السوري ويقولون: إن هذا الوعي كان زائفا! لكنني أستطيع القول: لولا وعي الانسان السوري لما بقي هناك كيان اسمه سوريا .
· بعد كل هذه السنين وأنت على أبواب الشيخوخه .أما زال جنون الكتابه موجود بداخلك ؟أم أنه استكان مع العمر ؟
ـ أفضل مزايا الكتابة كمهنة هي أن الكاتب لا يكرر نفسه،وأنا أعتبر كل يوم بالنسبه لي هو حياة جديدة .وقد انتهيت قبل يومين من كتابة قصة، أسائل نفسي لماذا كتبتها،فقد استغرقت مني وقتا لو استثمرته في أي شيء لكان مردوده المادي أضعافا مضاعفة. وقد سبق لي أن قلت: إنني كاتب القضايا الخاسرة ،ويسعدني حقا أن أكتب مجانا في مجلة لها مشروعها النهضوي ، أكثر من أن أكتب في جريدة "وسخة" تدفع لي جيدا، وتدافع عن عروش الكروش!

يسرا جنيدي _ syriandays
  الخميس 2014-01-30  |  15:01:05
عودة إرسال لصديق طباعة إضافة تعليق  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
http://www.
اخبار الفن والفنانين

سلطنة عمان تكريم الفنان السوري إلياس الشديد

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 

أمسية موسيقية للفرقة الأكاديمية الحكومية الروسية على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
اخترنا لكم

الفنانة والشاعرة رانيا كرباج: مصطلح الأدب النسوي إجحاف بحق المرأة

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
فنان وتعليق

الفائزون في مسابقة "رؤية المصور لعلم الفلك" لعام 2017

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
خبريات

عودة الفنان السوري ماهر الشيخ إلى عالم الغناء

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
تلفزيون

حياة المطران "كبوجي" بعهدة باسل الخطيب ورشيد عساف

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
أحدث الأفلام

بدء تصوير فيلم وشاح غدا

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
حوارات

عناق الألوان والروح مع الفنان مهند صبح

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
عروض

ملتقى “جوقات سورية” بدار الأسد للثقافة السبت المقبل

  [ إقرأ أيضاً ... ]
 
جميع الحقوق محفوظة syriandays / arts © 2006 - 2024
Programmed by Mohannad Orfali - Ten-neT.biz © 2003 - 2024