نعلم بأسماء أبطال العمل من معرفة مخرجه
توقعات باسل خياط لم تنجح معي فنياً
تمنيت لو أن والدي منعني من دخول المعهد
سعيد بزوجته وعائلته وهو على يقين بأن فرصته ستأتي في يوم من الأيام، مقتنع بأن الله أعطاه الكثير مما حلم به، عرفه الجميع من خلال صوته، وبحثوا بجدية عن معرفة شكله وليروا صوره، صوته انطلق عبر دوبلاج المسلسلات التركية ... إنه الفنان إياس أبو غزالة، التقينا معه وأجرينا هذا الحوار التالي:
أي عمل مما قمت بهم لهذا العام قدم لك مساحة أكبر من الانتشار والحضور المتميز؟
لا أعتقد بأن هناك عمل سيقدم لي أي شيء على الصعيد الفني، بسبب مساحة الأدوار المعطاء لي.
على عاتق من يقع قلة ذلك؟
لا أعلم، أعتقد بأن التقصير مني، علماً بأن هناك العديد من الأدوار التي أُتيحت لي في بداياتي لكنها لم تستطع أن تبرزني كممثل إن كان من ناحية الحجم أو المساحة، كما أنني مقل في علاقاتي الشخصية مع الوسط الفني، علماً بأنني لست على خلاف مع أحد، وجميعنا يعلم بأن العلاقات في الوسط هامة جداً، كما أن الحظ أيضاً يلعب دوراً كبيراً، وكما يقال "ما بتكمل"!!.. لكنني شخصياً راضٍ ومقتنع، ولست مستعجلاً على فرصتي لأنني مؤمن بأنها ستأتي يوماً ما.
في بداية موجة الأعمال الشامية كنت بطلاً لأحد هذه الأعمال، كيف تقيم تجربتك في الأعمال الشامية؟
نسبياً كنت راضٍ عن دوري في ذلك العمل، فالدور كان جميلاً، وأعتقد بأنني قدمته كما يجب، وهذا ليس رأيي فقط بل رأي مخرج العمل الأستاذ هشام شربتجي الذي كان مرتاحاً كثيراً لأدائي، كما أن الزميل باسل خياط قال لي أن هذا العمل سيكون نقلة في حياتي الفنية، لكن للأسف لم يحصل ذلك.
هل تعتقد أنك لا تحسن اقتناص الفرص؟
الأمر ليس كذلك، فقليلاً جداً ما تجد مخرجاً يرى فناناً نجح في عمل ما فيقتنع به ويسند له دوراً في أعماله، لأن توزيع الأدوار يعتمد غالباً على العلاقات الشخصية، وأكبر دليل على ذلك أننا أصبحنا نعلم من هم أبطال العمل بمجرد معرفة اسم المخرج.
الشللية
إذاً هناك شللية في الوسط الفني؟
هذا مؤكد، لكنني لست ضدها، فأنا لا ألوم المخرج الذي لديه شلة لأن الإنسان لا يستطيع أن يعمل مع شخص لا يرتاح معه، لكن الشطارة في أن تجد شلة وتنضم إليها.
ولماذا لا تستخدم هذا المفتاح وتجد لنفسك شلة؟
لا أعلم، لكن أكرر القول بأنه ليس لدي أي مشكلة، فأنا سعيد جداً ومرتاح في حياتي والحمد لله، ولدي إحساس بأن الفرصة مقبلة.
لنكن واقعيين أنت حققت أشياء كثيرة يطمح إليها أبناء جيلك إن كانوا من الوسط أو خارجه، برأيك الاكتفاء المادي يجعلك بعيداً عن محاولات تأمين فرص العمل؟
يبدو أن الأمر كذلك، فأنا والحمد لله وضعي المادي أفضل بكثير من أبناء جيلي وحتى أجيال أكبر مني، ولست مضطراً لأتنازل لأحد من أجل العمل، كثير من الفنانين يرون التمثيل شهرة واستعلاء على الناس، بينما أنا أرى التمثيل من وجهة نظر مختلفة .
ماذا قدم لك والدك الفنان بسام لطفي؟
على الصعيد المهني لم يقدم لي شيئاً، لكن عندما يأتي فنان من جيل مختلف ويقول لي "والدك إنسان رائع جداً وهو شخص لا يغتاب أحداً، ويقدم المساعدة للجميع"، يكون قد قدم لي السمعة الممتازة، ولا أريد منه أكثر من ذلك، وأفتخر به.
وما سبب اختلاف كنيتك عن كنية والدك؟
اضطر أبي لتغيير الكنية لأن جدي كان مدرسا عندما أمتهن أبي التمثيل، وهو من عائلة دمشقية محافظة، وكان جدي معارضا كثيراً لأبي حتى أنه ضربه، لكن أبي أصر على التمثيل، وكي لا يعرف الناس بأن ابن هذا الأستاذ ممثل قام بتغيير كنيته، أما أنا فلم أرد أن أضع اسم إياس بسام لطفي كي لا يقال بأنني استغليت اسم والدي، فأنا مستقل عن خطه، والدليل على ذلك أنني لم أعمل معه إلا أعمالاً قليلة جداً.
هل شجعك والدك على دخول المعهد؟
لا، لم يشجعني، لكنه ترك لي حرية الاختيار، وأتمنى لو أنه منعني من دخول المعهد.
القيم والمبادئ الموجودة عند الأجيال السابقة في الوسط الفني، كجيل الفنان بسام لطفي وسليم صبري، هل ما زلنا نحتفظ بها؟
للأسف لا، ولا أعلم لماذا لأن من ذكرتهم مدرسة يجب أن نتعلم منها قيم وأخلاق المهنة، فنحن نرى التزامهم بالتصوير وبحفظ الحوار، هذه المبادئ للأسف ليست موجودة لدينا. 
الدوبلاج
كان لك تجربة في الدوبلاج، واشتهرت بها حدثنا عن هذه التجربة وكيف بدأ المشروع؟
التجربة القوية، كانت في "سنوات الضياع"، عندما دبلجت شخصية عمر أبو شعر، ولا أعلم كيف تم اختياري، اتصلت بي الزميلة لورا أبو أسعد، وقالت لي أن هناك عمل ونحن بحاجة لصوتك، ودخلنا التجربة ولم نكن نتوقع مدى النجاح الذي سيحصده العمل، وهذا الانتشار الجماهيري وضعنا أمام مسؤولية كبيرة، هذه التجربة حققت لي الكثير، التجربة قدمت الانتشار لي، إضافةً إلى الأمور المادية التي لا أنكرها أبداً.
هل تعتبر أنك حصلت على حقك في الدوبلاج أكثر من التمثيل؟
طبعاً، وهذا أمر أستغربه حقيقةً، فأنا الآن وبدون تعالي من الأسماء الأولى التي تفكر بها الشركات عند تصديها لأي عمل وهذا واقع.
باعتقادك ما سبب نجاح الأعمال التركية؟
اللهجة... لأنك عندما تشاهد هذه الأعمال ترى ممثلين سوريين من الطراز الرفيع يعملون فيها، ولا يشعر المشاهد بالغربة بينه وبين الشخصيات، ولكن ليس جميع الذين يعملون بالدوبلاج محترفين، فهناك شخصيات وأعمال لم يعرفها أحد ولم نسمع عنها.
هل تغار من نجاحات أبناء جيلك؟
لا أبداً، بل أتابع أعمالهم وأكون دائماً من أول المهنئين لهم فمثلاً بعد انتهاء عرض مسلسل "غزلان في غابة الذئاب" اتصلت بالزميل قصي خولي وهنأته على دوره من كل قلبي.
ماذا يحز بنفسك؟
عندما أرى بأنني الآن من النجوم الأوائل في الأعمال المدبلجة، و أسندت لي بطولات نجحت بها، أقول بيني وبين نفسي أنه حان الوقت لأعمل عمل تلفزيوني وأُعطى الفرصة أنا وغيري من أبناء جيلي، فنحن جميعاً عملنا وأخطأنا، وأنا أعترف بأنني في بدايتي أخطأت كثيراً في اختياراتي، ولكن هذا ليس معيبا، وأرى بأنه يجب أن لا تنحصر الدراما السورية بأسماء عشر نجوم فقط لا غير، هناك العديد من خريجي المعهد موهوبين بحاجة إلى فرصة، فخريج المعهد لا يستطيع أن يعمل كمحامي أو كطبيب، وعلى العكس جميع الناس يستطيعوا أن يكونوا ممثلين.
كثير من الفنانين قالوا بأن الدراما التركية أثرت على الدراما السورية، هل هذا صحيح؟
هذا غير صحيح، و لا يوجد أي شيء يؤثر على الدراما السورية، رمضان لا يحلو بغير المسلسل السوري، وهذا لم يأت من الفراغ، فنحن لدينا كتاب ومخرجين مهمين وممثلين مبدعين يقنعوك بأعمالهم، بالإضافة إلى أن الأعمال السورية تطرح مشاكل موجودة في جميع الوطن العربي وليس في سوريا فقط.
ولكن قيل كثيراً بأن هذا العام انخفض إنتاج الأعمال إلى النصف بسبب الأعمال المدبلجة؟
هذا غير صحيح، فالدراما تأثرت بالأزمة الاقتصادية، حيث كانت المحطة الواحدة تنتج أكثر من عمل على أساس وجود إعلانات، فنحن مصدر أجورنا من الإعلانات، كما ألوم زملائي الذين هاجموا الأعمال التركية وقالوا بأنه لا يجب علينا أن نعمل بها ونسوا بأننا لو نحن رفضناه كانت ستذهب للخليج أو مصر أو لبنان أو لأي دولة عربية، فلماذا نخسرها نحن.
أنت متزوج من الإعلامية شيرين الحسيني، ماذا قدم لك الزواج والاستقرار؟
قدم لي شيرين وجودي وزينة، وقدم سعادة منزلية تعوضني عن قلة العمل، وقدم لي حياة اجتماعية أنا سعيد فيها.
كلمة أخيرة عبر موقع syriandays""؟
شكراً لكم على اهتمامكم وعلى هذا اللقاء الظريف، وأنا أشكرك شخصياً، وأشكر جميع القائمين على موقع syriandays".".
