حوار نور ملحم
منذ أيام مرت سنة على استشهاد الفنان محمد رافع على يد مجموعة مجرمة تكفيرية أرادت اسكات صوت عال يدافع عن بلده فقط..لم يحمل سلاحاً ولم يطالب بقتل أحد..بكتها الجريمة الصغيرة في قلب الجريمة الأكبر التي يراد لها أن تقتل وطناً بأكمله، ولكن فصولها لم تنته كما أراد منفذو الجريمة ومن يقف خلفهم من أقطاب المؤامرة الكبرى، والعدالة أخذت مجراها بالاقتصاص من اعناق القتلة في خطوة صغيرة للاقتصاص من أعداء الوطن.
اليوم وأنا أقلب أوراقي وجدت حواراً قديماً مع الفنان الشهيد لم يكتب له أن ينشر في وقته.. ننشره-متأخراً-ضيفاً غالياً سيبقى حياً بيننا،ونسجل حنيننا لصوت افتقدناه جسداً وما زال بيننا فناً ووجداناً وموقفاً.
نص الحوار
فرخ البط عوام " نسمع هذا المثل كثيرا فالأولاد يحبون مهنة أبائهم لذلك يرغبون دائماً إتباع مهنهم والفنان محمد رافع أحب مهنة التمثيل مثل والده الفنان أحمد رافع فدخل عالم الفن في سن صغير وقدم لها الكثير وبالمقابل الفن قدمه للجمهور الذي أحبه ، فشارك في العديد من الأعمال الدرامية، (مثل: باب الحارة، والاجتياح، وأهل الغرام، وغيرها). لم يقف محمد رافع عند حبّه للتمثيل، فحلم آخر يتمنّى تحقيقه هو دراسة أكاديمية للإخراج.. طموحالممثل الشاب لا يتوقف عند هذا الحدّ، ففي حديثه لموقع سيريانديز ثقافة وفن لم يتردد بالإجابة عن الأسئلة التي طرحت عليه بكل شفافية ووضوح .
• إذا أردنا التحدث عن الفنان محمد رافع ماذا نستطيع أن نقول ؟
أنا شاب مثل أي شاب لديه طموح وأحلام وأرغب أن تتحقق أحببت التمثيل فدخلت عالم الفن وأنا صغير العمر من خلال دور بسيط وذلك بمساعدة والدي الفنان أحمد رافع ، بداية الأمر ظن والدي أنه مجرد حلم وأردت أن أحققه ، ولكنني كنت مصمم أن أثبت نفسي من خلال تقديم أدوار تترك بصمة في أذهان الجمهور والحمد الله كان الحظ معي وقد استطعت أن أقف أمام العديد من الفنانين الكبار والقيام بإعمال أثرت بالجمهور .
ما مدى تأثير والدك الفنان أحمد رافع عليك؟ وهل شجعك على العمل في هذا المجال؟
بالحقيقة والدتي هي التي ساعدتني كثيراً من خلال ثقتها بي على أنني أملك الموهبة لكي أصبح فنان وقد شجعتني كثيراً على دخول عالم التمثيل لدرجة أنها كانت تسمع لي الأدوار التي كانت تقدم لي وما إن بدأت أرى نفسي على شاشة التلفزيون، حتى أحببت ذلك واستمريت به.
• كيف تقوم بتطوير أدائك الفني ؟
أحاول تطوير مهارتي في التمثيل من خلال مراقبتي نفسي، فأصحّح أخطائي وأعترف بأنني أخطأت هنا وأصبت هناك، إضافة إلى أخذ النصائح من الفنانين والمخرجين الذين لديهم خبرة أكثر مني في مجال التمثيل كما أحاول التدرب على الدور أكثر من مرة قبل البدء بالتصوير .
• لماذ لم تفكر دخول المعهد العالي للفنون المسرحية ؟
بالحقيقة لم أدرس المعهد لأنني دخلت عالم الفن وأنا صغير العمر وقد أجريت أول دور وأنا بعمر 14 سنة مما أدى إلى اكتسابي خبرة عملية وهذا أهّلني لأعمل مدة 14 ساعة دون تذمّر أو تعب. والمحزن بالنسبة إلى الخريجين من المعهد العالي أنَّ بعضهم لا يجد فرصاً مناسبة لدخول التمثيل. لذا أنا مع أن يحصلوا على فرصهم. فمثلا نجد أنَّ ممثلا ما يعمل في عدد كبير من الأعمال، في حين الخريج لا يجد فرصة للعمل وأنا اعتقد أن التجربة العملية تفيد الفنان أكثر من الدروس النظرية التي تعطى في المعهد .
• أيّ عمل من بين هذه الأعمال تعتقد بأنه سينقلك نقلة نوعية؟
لكلّ عمل جمهور، ولكن أنا -الفلسطيني- أعتبر أن "أنا القدس" يشكل نقلة نوعية خاصة بي، أكثر من كونه نقلة من درجة في النجومية إلى درجة أخرى.
• هل ترى أنَّ دراما السورية مكررة ومتشابهة من حيث العرض وتقديم الأفكار ؟
مجال الفن مثل أي مجال أخر ويحدث فيه الكثير من المنافسة إضافة إلى باب الغيرة والتقليد والشللية ووسائط والتميز بين فنان وأخر مما يولد نوع من تكرار في أدوار الممثلين فلا يميّز المشاهد بين عمل وعمل آخر.

• هل تعتقد أن نجومية الفنان تعود إلى الشللية ؟
نعم هناك الكثير من الشللية في عالم الفن ومع الأسف نحن لا نعرف كيف نصنع النجوم، بل نتّكل على النجم ليسوق العمل، بخلاف الدول الأخرى التي تصنع من الممثل نجماً من لا شيء، حين تبحث عن ممثل يتناسب مع الشخصية التي رسمتها لعمل ما. فيجب على الشركات المغامرة بالشخصيات الجديدة، المشكلة أنَّ المحطات تسأل المنتج أولاً عن النجوم المشاركين في العمل، وعلى أساسها تنتقي العمل. وعلى هذا الأساس تنتقي النجوم.
• هل أنت مع تقديم الممثل أدوار كثيرة خلال الموسم الواحد؟
لا لست من المؤيد لمشاركة الممثل بأكثر من عملين في الموسم الواحد لأن في حال شارك الممثل بأكثر من ذلك فأنه يحرق نفسه حين يضيع بين الشخصيات، فلا يمكن لأيّ ممثل أن يؤدي مثلاً ست شخصيات مختلفة في أعمال متشابهة.
• شاركت في عدد من الأعمال التي تتحدَّث عن فلسطين، ماالذي ستقدمه في «أنا القدس»؟
الشخصية بمجملها جديدة ومكتوبة بطريقة جميلة جداً، كما أنها تعيش أحداثاً كثيرة لشخصية من المفترض أن تكسرها الظروف التي تتعرَّض لها لكنها تبقى صامدة. وسيرى المشاهد العربي في «أنا القدس» الكثير من الأحداث؛ «كيف احتلت القدس» بحقائقها المؤرخة والموثقة، وبتفاصيل لم يذكرها عمل عربي من قبل. كما ويدخل العمل في تفاصيل من الصعب قراءتها سوى في الكتب القديمة
• نسمع الكثير عن معاناة الفنانين بالأجر الذي يتقاضاه ما هو رأيك بهذا الموضوع؟
الأجور ضعيفة جداً وهي تختلف من فنان وأخر ومعظم الأحيان نعمل على حسابنا أو بشبه مجاني بمعنى أننا قد نقبل المشاركة في عمل ما دون أن نأخذ أجراً فشركات الانتاج يتعاملون مع الفنانين أثناء الاتفاق على الدور مثل التاجر في سوق الهال و يبدؤون المبازرة ليصلوا إلى أقل سعر ممكن، مستخدمين عبارات مثل: فلان يرضى بأقل، وفلان قبل بهذا المبلغ.. هكذا نوقع عقودنا، باستثناء النجوم الكبار. فأجورنا تقوم على أساس المفاتشة على السعر.
• هل فكرة بالمشاركة بالأعمال المصرية مثل بقية الفنانين ؟
لا لم أفكر حتى أنني لا أرغب بالأعمال المصرية والعمل في مصر بل أفضل أن أشارك بشخصية سوري في عمل مصري. هذا ما أسميه عملاً مشتركاً أو تعاوناً سورياً مصرياً لأنني لا أحب التخلي عن لهجتي السورية المحببة لجميع العالم .
• عندما نريد التكلم عن عالم السينما في سورية ماذا يقول الفنان محمد رافع عن الموضوع؟
صنع الأفلام السينمائية في سورية ضعيف جداً بسبب التكاليف المادية الباهظة إضافة إلى ضعف التسويق لهذه الأفلام رغم أننا نمتلك إمكانات ومؤهلات بشرية وعقلية هائلة، من الممكن لها أن تكوّن حركة السينما وهذا أمر محزن حين نرى السينما خامدة رغم الإمكانات الكبيرة.

• ما هي تحضيراتك لموسم هذا العام؟
انتهيت من تصوير عملين، وأستمرّ في تصوير عملين آخرين، هما: مسلسل «رايات الحق»، إخراج محمود دوايمة، الذي يتطرق إلى ما بعد السيرة النبوية الشريفة، وأقوم فيه بدور معاذ بن جبل، وهو شخصية كانت مقربة من الرسول الكريم. ومعاذ صحابي عيّن واليا لليمن. كما أشارك في مسلسل «أبواب الغيم»، للمخرج حاتم علي. ودوري هو فارس من قبيلة بني السايس، وأيضاً في مسلسل «أنا القدس» للمخرج باسل الخطيب، وأجسد شخصية ابن مجاهد فلسطيني، وأخيراً أشارك في عدة لوحات في مسلسل «بقعة ضوء» إخراج ناجي طعمة.
• ما هو حلم محمد رافع هذه الفترة ؟
أحلم بالسفر ودراسة الإخراج ولكن هذا الحلم يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل من أجل تحقيقه إضافة إلى التكلفة المالية الباهظة فالمشروع يحتاج إلى أكثر من مليون دولار لذلك لابد من التحضير جيدا من أجل تحقيق هذا المشروع وبأذن الله سيتحقق.